أخبار

فرنسا وحيدة في مالي ومبرراتها جيواستراتيجية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لقي اختيار باريس الدخول في حرب ضد الجماعات المتطرفة في مالي إجماعًا سياسيًا في فرنسا، إلا أن الأخطار المحيطة بالحرب غابت في مجموع نقاطها عن الحكومة الفرنسية، برأيي بعض المراقبين الذين يشيرون إلى حاجة فرنسا إلى دعم دولي، لأنها ومواطنيها عرضة للتهديدات الإرهابية.باريس: لم تصطدم الحكومة الفرنسية بمعارضة داخلية توجه لها سهام النقد ضد تدخلها العسكري في مالي. وحصل ما يمكن أن يوصف بإجماع سياسي فرنسي حول باريس وهي تعلن دعمها العسكري البري للقوات المالية ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة. ويرى المراقبون أن جميع المبررات التي ساقتها الحكومة الفرنسية لهذا التدخل لها أساس قانوني ودولي. وتعتبر باريس أنها دخلت هذه الحرب بعد طلب من الرئيس المالي البروفيسور ديونكوندا تراوري، ووفقًا للقرار الأممي رقم 085، كما أن هذا التدخل ينسجم مع الدستور الفرنسي. أهمية استراتيجيةيؤكد الإعلامي والمحلل السياسي يوسف التسوري أن باريس نجحت على المستويين السياسي والدبلوماسي في إقناع أعضاء مجلس الأمن خلال اجتماع رسمي بضرورة التدخل، بل تلقت منهم أيضًا دعما لوجستيًا شكل سندًا لها في هذه الحرب.أضاف التسوري: "تلقت فرنسا أيضًا دعم الدول المجاورة لمالي، فبعضها يستعد لإرسال وحدات عسكرية وبعضها الآخر سمح لها باستعمال مجالها الجوي، ويبدو أن فرنسا أقنعت المجتمع الدولي بضرورة التدخل العسكري لكبح تقدم المتشددين داخل التراب المالي خشية أن التشدد إلى دول أخرى في شمال أفريقيا، ظلت نموذجًا للاعتدال". داخليًا، يوضح التسوري أن كل الأحزاب السياسية الفرنسية، بما فيها أحزاب المعارضة، تدعم قرار هولاند بشن الحرب في مالي. فكل هذه الأحزاب تعي أهمية الحفاظ على المصالح الفرنسية في تلك المنطقة الغنية باليورانيوم، وأهمية حماية الرعايا الفرنسيين المقيمين هناك. ولا يستبعد الملاحظون الرهانات الجيواستراتيجية لهذا التدخل في منطقة مالي موريتانيا والجزائر، الغنية بآبار البترول والغاز التي لم تستغل بعد. كما تعد مالي البلد الأفريقي الثالث المنتج للذهب، إضافة إلى وجود شركة أريفا الفرنسية غير بعيد عن المنطقة حيث تنتج الأورانيوم. تمرس في القتالميدانيًا، يرى مراقبون أن الجماعات الإسلامية المسلحة، بفعل تمرسها في ساحات الحرب في المنطقة أو في دول أخرى كأفغانستان، سعت لأن تدفع بالتهديد العسكري الأفريقي الذي كان يلاحقها بعيدًا عن معاقلها بالشمال، ولتعقيد مهمة هذه القوات بإخضاع مدينة سيفاري لسلطتها. ففي مدينة سيفاري مطار دولي، واحتلاله من طرف الجماعات الإسلامية المتطرفة كان يعني استحالة دخول قوات مجموعة غرب أفريقيا على خط المواجهة، جنبًا إلى جنب مع نظيرتها المالية. كما أن سقوط هذه المدينة بيد الإسلاميين المتطرفين كان سيؤدي إلى سقوط مدينة تومبوكتو كذلك، وبالتالي سيكون من الوارد جدًا أن يقع كامل هذا البلد في أيدي المتشددين. لا تخفي فرنسا أنها تفاجأت بمستوى العتاد والتنظيم العسكري لجماعة أنصار الدين، وجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا والقاعدة في المغرب الإسلامي، التي تضامنت في ما بينها للتمسك بمواقعها وتشتيت تركيز الضغط العسكري والدولي عليها بالقيام بعمليات إرهابية موازية كما حدث في الجزائر. فرنسا وحيدةيرى مراقبون فرنسيون أن باريس لا يمكنها وحدها أن تصد هذه الجماعات عن مالي، ولربما دفعت قضية الرهائن في الجزائر بأطراف دولية إلى إعادة التفكير في مقاربتها لهذه الأزمة، خصوصًا الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا. وكان الرئيس الفرنسي قام بجولة في الخليج أثير فيها دعم دول المنطقة لفرنسا في حربها هذه.ويقول ماتيو غيدير، المختص في الجماعات الإسلامية المتطرفة، إن فرنسا هي البلد الغربي الوحيد الذي يدخل في حرب ضد الإرهاب اليوم، ما يجعلها على رأس أهداف الجهاديين، وما يدخا الجالية الفرنسية دائرة التهديد في كل أنحاء أفريقيا".وكانت السلطات الفرنسية اتخذت التهديدات الإرهابية من الإسلامين المتطرفين في مالي على محمل الجد، ورفعت مستوى تأهبها الأمني، بالرغم من أن هذه الجماعات لا تملك شبكات الإرهابية، والخوف من أن يتصرف إرهابي بمفرده. إلا أن التسوري يرى أن "احتمالات تنفيذ عمليات إرهابية، سواء داخل مالي أو خارجها، تبقى عالية، وهو ما يفسر رفع عدد من الدول ومن بينها فرنسا حالة التأهب". أزمة مالي الدوليةيوضح التسوري أن "التدخل العسكري الفرنسي في مالي حوّل الأزمة من أزمة داخلية في مالي إلى أزمة دولية، وبالتالي ستكون تداعياتها الأمنية أوسع على المستوى الجغرافي، وهو ما تبين من خلال عملية احتجاز الرهائن في الجزائر المجاورة".ويتابع قائلًا: "قد تحاول المجموعات أو الخلايا التي تتقاطع أيديولوجيًا مع المتشددين في مالي دعم هؤلاء من خلال تنفيذ عمليات موازية في مناطق أخرى من العالم، بهدف تصوير التنظيم بصورة من يستحيل القضاء عليه، وأيضًا ليكون لها تأثير نفسي يعطي الانطباع أنها قادرة على تنفيذ عمليات في كل وقت وفي كل مكان". ويفسر التسوري التحول الحاصل في الموقف الجزائري، بعد سماحه للطيران العسكري الفرنسي باختراق مجاله الجوي لضرب هذه الجماعات، بأن الجزائر كانت تراهن على الحوار لتسوية تلك الأزمة، "وسعت إلى تنظيم اجتماعات عدة، على أمل أن تنجح في نزع فتيل الأزمة من دون الحاجة إلى اللجوء لخيار القوة، فهي كانت تخشى أن يتسبب التدخل العسكري في تصدير الأزمة نحو حدودها الجنوبية".لكن تحرك المتشددين، يستدرك التسوري، للسيطرة على مناطق أخرى في الأيام الأخيرة، وأيضًا زيارة فرانسوا هولاند للجزائر ، "جعلها تراجع موقفها وتقتنع بأن استمرار المتشددين في السيطرة على أراض مالية أمر قد يتسبب عاجلًا أم آجلًا في زعزعة استقرار منطقة شمال أفريقيا بأكملها، وبأن سيناريو شبيه بسيناريو أفغانستان قد يصبح واقعًا في مالي، التي تربطها مع الجزائر بحدود طويلة يستحيل ضبطها بشكل تام".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انها حرب صليبية
بلال -

هل هاجم الماليون فرنسا ؟!! هل احتلوا باريس !! انها حرب صليبية معلنة

انها حرب صليبية
بلال -

هل هاجم الماليون فرنسا ؟!! هل احتلوا باريس !! انها حرب صليبية معلنة

من حفر حفرة لأخيه وقع فيه
سوري -

الغباء والكذب متأصل بكم بل أن الغدر والخيانة هي شيمكم. لا توجد بارقة أمل في ضوء الحالة التي تعيشها الأمة العربية على إمكانية نهضة تلك الأمة ولحاقها بركب الحضارة، لا تلقوا باللائمه على غيركم، و لا تعلقوا فشلكم على غيركم النفاق تراث يتناقله الناس أباً عن جد

من حفر حفرة لأخيه وقع فيه
سوري -

الغباء والكذب متأصل بكم بل أن الغدر والخيانة هي شيمكم. لا توجد بارقة أمل في ضوء الحالة التي تعيشها الأمة العربية على إمكانية نهضة تلك الأمة ولحاقها بركب الحضارة، لا تلقوا باللائمه على غيركم، و لا تعلقوا فشلكم على غيركم النفاق تراث يتناقله الناس أباً عن جد

مشكلة ثورة مالي باختصار
Studies Institute -

ذكرت صحيفة ..... البريطانية أنَّ فرنسا أرسلت قوات فرنسية وطائرات حربية للقضاء على الجماعات الجهادية الإسلامية المسلحة في شمال مالي،وأوضحت الصحيفة أنَّ هناك تخوفًا غربيًا من تحول شمال مالي ومنطقة الساحل إلى منطقة جهادية حيث أن مالي تعتبر المكان المناسب للتدريب والتخطيط لهجمات جهادية، ولذلك جرت مباحثات سرية اليوم في باريس بين مسئولين فرنسيين وأمريكيين لبحث كيفية إدارة عملية عسكرية دولية لمساعدة الحكومة العميلة لفرنسا لاستعادة المناطق الشمالية التي تخضع لسيطرة العناصر الجهادية الإسلامية ، وعلى صعيد آخر طالب التيار الإسلامي العام، المكون من 22 ائتلافاً إسلامياً في مصر بالتدخل العاجل لوقف الحملة الصليبية على مسلمي الصحراء بشمال مالى، وأصدروا بياناً يعلنون فيه أن مسلمي مالي يقتلون حالياً بسبب رفعهم شعار "الإسلام هو الحل ) لذلك اجتمعت القوى الدولية على قصف شعب بأسره، لأنه يريد تطبيق الإسلام على نفسه ، وأضاف البيان : لقد أصبح النظام الدولي يساوى تماماً بين تطبيق الشريعة وبين الانتماء لتنظيم القاعدة، وهذا التصرف الأحمق سيحشد الأمة بأسرها خلف القاعدة، لأن الأمة لايمكنها أن نقدم تنازلات تجاه قضية الشريعة، وبالتالي إذا كان النظام الدولي يساوى بين تطبيق الشريعة وبين الانتماء للقاعدة، فالأمة بأسرها ستكون عضواً في القاعدة، لأن تطبيق الشريعة قضية عقائدية مصيرية للأمة المسلمة، ولا تملك خيار التنازل عنها أو التفريط فيها. وعلى صعيد آخر توجهت مسيرة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية بالقاهرة، اعتراضاً على التدخل الفرنسي في دولة مالى، وعلى صعيد آخر فإن عدداً من الفاعلين السياسيين والأكاديميين في الجزائر أغضبهم استخدام القوات المسلحة الفرنسية للأجواء الجزائرية في حربها المستمرة ضد الإسلاميين في مالي ،وسبب استنكارهم تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي كشف أن الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية باستخدام الأجواء لمهاجمة مسلمي مالي دون شروط ، وقالوا بأنه لا يُعقل أن يُسمح بضرب أشقاء لنا مسلمين وعرب، تعرضوا للاضطهاد من حكومة مالي الأفريقية المسيحية المتعصبة ضد المسلمين ،ولب المسألة يتلخص بأن فرنسا استعمرت مالي ولم تترك البلاد حتى ضمنت وجود حكومة طائفية دكتاتورية حاقدة على المسلمين منفذة للسياسة الفرنسية في حربها على شعب مالي الذي رفع شعار ( الإسلام هو الحل ) لشعب مالي المسلم وليس العلما

مشكلة ثورة مالي باختصار
Studies Institute -

ذكرت صحيفة ..... البريطانية أنَّ فرنسا أرسلت قوات فرنسية وطائرات حربية للقضاء على الجماعات الجهادية الإسلامية المسلحة في شمال مالي،وأوضحت الصحيفة أنَّ هناك تخوفًا غربيًا من تحول شمال مالي ومنطقة الساحل إلى منطقة جهادية حيث أن مالي تعتبر المكان المناسب للتدريب والتخطيط لهجمات جهادية، ولذلك جرت مباحثات سرية اليوم في باريس بين مسئولين فرنسيين وأمريكيين لبحث كيفية إدارة عملية عسكرية دولية لمساعدة الحكومة العميلة لفرنسا لاستعادة المناطق الشمالية التي تخضع لسيطرة العناصر الجهادية الإسلامية ، وعلى صعيد آخر طالب التيار الإسلامي العام، المكون من 22 ائتلافاً إسلامياً في مصر بالتدخل العاجل لوقف الحملة الصليبية على مسلمي الصحراء بشمال مالى، وأصدروا بياناً يعلنون فيه أن مسلمي مالي يقتلون حالياً بسبب رفعهم شعار "الإسلام هو الحل ) لذلك اجتمعت القوى الدولية على قصف شعب بأسره، لأنه يريد تطبيق الإسلام على نفسه ، وأضاف البيان : لقد أصبح النظام الدولي يساوى تماماً بين تطبيق الشريعة وبين الانتماء لتنظيم القاعدة، وهذا التصرف الأحمق سيحشد الأمة بأسرها خلف القاعدة، لأن الأمة لايمكنها أن نقدم تنازلات تجاه قضية الشريعة، وبالتالي إذا كان النظام الدولي يساوى بين تطبيق الشريعة وبين الانتماء للقاعدة، فالأمة بأسرها ستكون عضواً في القاعدة، لأن تطبيق الشريعة قضية عقائدية مصيرية للأمة المسلمة، ولا تملك خيار التنازل عنها أو التفريط فيها. وعلى صعيد آخر توجهت مسيرة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية بالقاهرة، اعتراضاً على التدخل الفرنسي في دولة مالى، وعلى صعيد آخر فإن عدداً من الفاعلين السياسيين والأكاديميين في الجزائر أغضبهم استخدام القوات المسلحة الفرنسية للأجواء الجزائرية في حربها المستمرة ضد الإسلاميين في مالي ،وسبب استنكارهم تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي كشف أن الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية باستخدام الأجواء لمهاجمة مسلمي مالي دون شروط ، وقالوا بأنه لا يُعقل أن يُسمح بضرب أشقاء لنا مسلمين وعرب، تعرضوا للاضطهاد من حكومة مالي الأفريقية المسيحية المتعصبة ضد المسلمين ،ولب المسألة يتلخص بأن فرنسا استعمرت مالي ولم تترك البلاد حتى ضمنت وجود حكومة طائفية دكتاتورية حاقدة على المسلمين منفذة للسياسة الفرنسية في حربها على شعب مالي الذي رفع شعار ( الإسلام هو الحل ) لشعب مالي المسلم وليس العلما