أخبار

احتجاز رهائن في الجزائر وتدخل عسكري في مالي: حربان بدون صور

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عمليات عسكرية في مالي واحتجاز رهائن وأعمال عنف في الجزائر المجاورة، على غرار نزاعات أخرى، تظلّ في الوقت الراهن "حروبًا بدون صور" تخضع فيها وسائل الإعلام إلى مراقبة شديدة.

باريس: بعد أسبوع على بداية انتشار القوات الفرنسية في مالي، وثلاثة أيام على احتجاز الرهائن في جنوب الجزائر، لم تبثّ تلفزيونات العالم أجمع تقريبًا أية صورة بينما تدور رحى المواجهات هناك. لم تبث سوى صور الجنود الفرنسيين في شاحناتهم أو صور مجمع الغاز الجزائري، إذ إن القوات الجزائرية طوّقت الموقع.

فمن جهة، تتوخى فرق الصحافيين أقصى قدر من الحيطة والحذر في تلك المناطق الخطرة جدًا أو التي يصعب الوصول إليها أحيانًا، ومن جهة أخرى هناك رغبة من الأطراف المتناحرة، سواء أكانت جيوش نظامية وحركات مسلحة، في مراقبة الصور وشرائط الفيديو التي قد يكون وقعها ضخمًا على حد سواء على الرأي العام وعلى النزاعات في حد ذاتها.

وفي بيان مشترك دعت وزارتا الدفاع والخارجية الفرنسيتان الصحافيين إلى إبداء "اقصى حد من اليقظة"، وحذرتا من عدم احترام "قواعد الحيطة الأساسية"، وأضافت السلطات إن من يخالف ذلك سيعرّض "للخطر" أيضًا أمن الذين سيأتون لمساعدته. لكن منظمات الدفاع عن حرية التعبير لا توافق على ذلك.

وتساءل مدير مراسلون بلا حدود كريستوف ديلوار "هل نستنتج من ذلك أن على الصحافيين أن يظلوا بعيدين من مناطق القتال؟، هل تبرر المخاطر غياب مراقبين مستقلين؟، بالطبع لا".

وأضاف في مقال إن "على الصحافيين، وليس العسكريين، تقويم المخاطر التي يقدمون عليها، غير أن السلطات الفرنسية والمالية ترغم الصحافيين الدوليين والمحليين في الوقت الراهن على عدم الاقتراب من مناطق المعارك على مسافة مئة كلم".

من جانبه قال ضابط سابق كان مسؤولاً إعلاميًا، طالبًا عدم كشف هويته، إن الصحافيين "القدامى يتذكرون كيف أن الأميركيين دحروا في فيتنام، بتركهم المراسلين يعملون، وحتى إنهم ساعدوهم على الوصول إلى الجبهة، وحتى إن بعض الصور، وخصوصًا صورة تلك الفتاة التي احترقت بالنابالم، شكلت منعرجًا في النزاع".

وأضاف إنه "من حينها تعلمت كل الأطراف في كل النزاعات أنه لا بد من مراقبة الصور، لأنها أيضًا سلاح في خدمة هذا المعسكر أو ذاك". وأوضح موريس بتبول مدير "أنتليجانس أون لاين" و"لا ليتر دو كونتينان" لفرانس برس أن هذا التعتيم الإعلامي "أقرب إلى ثقافة الجيش الفرنسي منه إلى الجيش الأميركي".

واعتبر أن "هناك أمورًا كثيرة لا نعلمها اليوم حول هذه الحرب"، لكن "بالنهاية سنحصل على أجوبة تدريجيًا مع تطور الأوضاع".
وقال تيري تويلر مدير الإعلام في "فرانس تلفزيون" إن عوامل عدة تفسّر غياب الصور، موضحًا "أننا نلاحظ تغييرًا في طبيعة النزاعات، وفيها المزيد من الغارات الجوية والقوات الخاصة، التي لا يمكن تصويرها خلافًا للقوات التقليدية". من جانب آخر، فإن "كل جيوش العام وكل المجموعات المسلحة استوعبت تمامًا البعد الإعلامي، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضح لفرانس برس أن الصحافي "في موقع دقيق بين ما قد يكشفه للأعداء عندما يصوّر وبين اهتمام مشاهدي التلفزيون المشروع بمشاهدة ما يجري".

غير أنه لاحظ أنه وخلافًا لنزاعات أخرى، مثل الحرب الأهلية في سوريا، فإنه "في مالي والجزائر لدينا صور قليلة جدًا، وذلك بلا شك بسبب غياب شبكات الهواتف النقالة في الصحراء، بينما في أماكن أخرى يمكن تلقي شرائط فيديو أو صور عبر الهواتف النقالة".

وخلص كريستوف ديلوار إلى أنه وعلى الرغم من أن الحروب "المفتوحة" انتهت فإن "محاولة الصحافيين نقل الوقائع التي يشاهدونها ليس هدفها البحث عن الفرجة بأي ثمن، بل إنها ببساطة إرادة الإطلاع على حقيقة المعارك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النفاق مستمر نحو سوريا
سلطان -

خالف شروط النشر

النفاق مستمر نحو سوريا
سلطان -

خالف شروط النشر