أخبار

القوات الخاصة تبثّ الحماسة بين الجنود الماليين وتهبهم أملاً في دحر الارهابيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يقاتلون في الخطوط الامامية ويعيدون جمع ما تبقى من الجيش المالي ويتجنبون وسائل الاعلام وخصوصًا المرئية والمسموعة: إنهم عناصر القوات الفرنسية الخاصة الذين هم في قلب التدخل العسكري الفرنسي في مالي.

مركالا: التقى مراسل لوكالة فرانس برس بعضًا من هؤلاء عناصر القوات الفرنسية الخاصة الذين ينتظرون في مركالا على بعد 270 كلم شمال غرب باماكو، وصول اول رتل مدرع من القوات النظامية الفرنسية يغادر باماكو الى شمال مالي.

وتحت شرط ابعاد كاميرا التصوير، اعطى اثنان منهم بعض المعلومات المتعلقة بمهمتهم: اولاً اعادة جمع الجنود الماليين المتقهقرين امام هجوم المجموعات المسلحة والذين كانوا عاجزين عن وقفهم من دون مساعدة الجنود الفرنسيين الذين نزلوا من طائرات ومروحيات.

وقال احد عناصر القوات الخاصة في اشارة الى الجنود الماليين "عمليًا لا توجد سوى حفنة من الشجعان الذين يصمدون نصف ساعة عندما يهاجم الملتحون، ثم يفرون".

وعندما وصل عناصر القوات الفرنسية الخاصة قبل اسبوع تقريبًا، اتصلوا بالجنود الماليين الذين لم يفروا واكدوا لهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن تعزيزات ستصل.

وتلقوا المساعدة من حملة جوية مكثفة لم تؤدِ الى وقف تقدم الاسلاميين وحسب، لكنها دمرت ايضًا معظم القواعد ومخازن الاسلحة للقوات الاسلامية ما اوقع عشرات القتلى في صفوفها.

وعندما كان لا بد من بدء المعركة البرية، برز الفرنسيون مع تقنياتهم واسلحتهم الحديثة وظهر الفرق بين الطرفين.

وقال الكابتن شيشني كوناتي من الجيش المالي في مركالا لوكالة فرانس برس: "عندما وصلت طليعة الفرنسيين تغيّر كل شيء". واضاف أن "الكابتن بنجامين ورجاله كانوا رائعين"، مشيراً الى المجموعة الاولى من رجال القوات الفرنسية الخاصة الذين وصلوا الى المنطقة.

وتابع "لقد ساعدونا على اعادة بناء دفاعاتنا. وعاد جنود كانوا قد غادروا. من دونهم، كان قضي الامر بالنسبة الينا".

وعلى الرغم من ضعف عديدهم، الا أن عناصر القوات الفرنسية الخاصة يتمتعون بدعم جوي قوي يسمح لهم بخوض المعركة مع قوات اكثر عدداً.

وذكر القائد السابق لجهاز استخباراتي فرنسي طلب عدم الكشف عن هويته بأن "ما يحصل يشبه ما حصل في افغانستان في 2001 مع مجموعات من القوات الاميركية الخاصة التي ارسلت لمساعدة تحالف الشمال ضد حركة طالبان".

وهؤلاء الجنود الملتحون الذين يعتمرون قبعات والذين اصبحوا جزءًا من الاسطورة العسكرية الاميركية، كانوا يمتطون الاحصنة ويدلون الطائرات الحربية الاميركية على اهداف القاعدة وطالبان بواسطة الليزر.

واضاف المصدر نفسه "نستخدم القوات الخاصة في هذا النوع من الاوضاع عندما تكون هناك حالة طارئة ونعرف أننا يمكن أن نعتمد على مرونتها وقدراتها على التصرف حسب الاوضاع".

وقال المصدر ايضا إن "وحدات نظامية اكثر هيكلية وتنظيمًا ومعتادة على انجاز مهماتها بشكل مختلف، لن تتكيّف بسهولة مع هذه الاوضاع الصعبة".

وفي مركالا، اوقفت القوات الفرنسية الخاصة عربات الجيب التابعة لها والتي تعلوها رشاشات، وكذلك سيارات الدفع الرباعي المدنية امام احد مباني احدى القواعد. وعلى غرار ما يحصل دائمًا، ترافقها الوحدات الكلاسيكية التي تتمركز وتشكل مرشدًا لها وتنسق عملياتها ولكنها لا تختلط بها.

وهي تتحرك في غالب الاحيان في الليل سرًا ولا تطيع سوى شبكة قيادتها ولو أنه يتم ابلاغ القوات النظامية بأعمالها لتفادي الخطأ في اطلاق النار.

واوضح اريك دينيسي مدير المركز الفرنسي للاستخبارات وكاتب العديد من الاعمال حول القوات الفرنسية الخاصة "هذا ما نسميه المساعدة العملانية".

وقال: "عبر دورها هذا تبث الحماسة وتدرب وترافق في المعارك قوات صديقة. وتعرف كيف تعمل ضمن فرق صغيرة، وبفضل الدعم الجوي الذي تحظى به، فإنها تتمتع بتأثير كبير. ووجودها يعزز ويجعل القوات المحلية التي تعرف الميدان اكثر فعالية، إنه أمر جوهري".

جيش مالي ينفذ دوريات حول ديابالي ودول غرب افريقيا توجه نداء الى الامم المتحدة
هذا ويقوم الجيش المالي الاحد دوريات حول بلدة ديابالي التي تقع على بعد 400 كلم شمال باماكو بعد انسحاب الاسلاميين منها وذلك غداة توجيه قادة دول غرب افريقيا نداء من اجل دعم دولي للقوة التي يفترض ان تستعيد السيطرة على شمال مالي من الاسلاميين المسلحين.

واكدت باريس السبت ابقاء جنودها في مالي "الوقت الكافي لدحر الارهاب"، فيما استبعدت لندن وواشنطن ارسال قوات الى المنطقة مع التاكيد على تصميمهما على مكافحة انشطة القاعدة في المغرب الاسلامي. وينتشر الفا جندي فرنسي في مالي وهو عدد قد يبلغ 2500 وربما اكثر بحسب باريس. والسبت طلبت المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا من الامم المتحدة "تقديم دعم لوجستي ومالي فورا لانتشار القوة الدولية لدعم مالي" في اعقاب قمة استثنائية في ابيدجان.

والاحد ردت برلين التي اعلنت عن ارسال طائرتي شحن بالاعلان عن مساعدة مالية اضافية الى الدول الافريقية المشاركة في العملية العسكرية في مالي في اثناء اجتماع المانحين المقرر عقده في اديس ابابا في 29 كانون الثاني/يناير.

كما دعيت دول المجموعة الى توفير القوات الموعودة لتشكيل القوة "من دون مزيد من التاخير" بعد حصولها على تفويض من الامم المتحدة لمساعدة مالي على استعادة السيطرة على شمالها، الذي احتلته جماعات اسلامية مسلحة منذ اكثر من تسعة اشهر، وكثفت فيه اعمال العنف.

وينتظر نشر حوالى الفي عنصر من القوة الدولية مع حلول 16 كانون الثاني/يناير. لكن حوالى مئة جندي فقط وصلوا الى باماكو حتى الان. واعلنت ثماني دول من غرب افريقيا هي نيجيريا وتوغو وبنين والسنغال والنيجر وغينيا وغانا وبوركينا فاسو الى جانب تشاد عن مشاركتها في القوة، التي تتشكل من حوالى 5800 جندي، وستتولى المهمة بعد فرنسا.

ميدانيا، تواصل القوات الفرنسية عملياتها الى جانب الجيش المالي القليل التجهيز. وساتعادت السلطات المالية الخميس بلدة كونا (وسط) التي سيطر عليها الاسلاميون في 10 كانون الثاني/يناير، ما سرع تدخل فرنسا التي تخشى تقدم الجهاديين الى الجنوب وباماكو.

ونفذ الجيش المالي السبت دوريات في محيط ديابالي، التي خلت على ما يبدو من الاسلاميين المسلحين، الذين سيطروا عليها فجأة في 14 كانون الثاني/يناير. وترمي مهمة المراقبة والردع هذه بشكل خاص الى تجنب اي تسلل باتجاه الجنوب للمسلحين الذين تواروا في الادغال على ما صرح مسؤول مالي لفرانس برس. ويتوقع ان تدخل القوات المالية الاحد الى المدينة التي تعرّضت لغارات جوية عنيفة من اجل طرد اسلاميي القاعدة منها.

واشارت مصادر عدة الى انكفاء الاسلاميين المسلحين من وسط البلاد الى كيدال في اقصى الشمال الشرقي (1500 كلم من باماكو). وكيدال كانت اولى المدن التي سيطرت عليها في اذار/مارس 2012 قوات المتمردين الطوارق والجماعات الاسلامية التي عادت وطردت حلفاءها الطوارق.

واعلن مصدر امني مالي لفرانس برس الاحد ان "الجهاديين يغادرون تدريجيًا المناطق الاخرى متوجهين الى كيدال الواقعة في منطقة جبلية". وهذه معلومة كررها نائب عن مدينة دونتزا على بعد 800 كلم من العاصمة اكد "انهم يفرّون. كل العناصر تشير الى انهم يلجأون الى منطقة كيدال التي يصعب الوصول اليها". ووعد رئيس مالي بالوكالة ديونكوندا تراوري السبت "بالانتصار في الحرب" على "الاسلامية الدولية" وذلك في كلمة القاها عشية عيد الجيش المالي.

القوات الفرنسية في مالي تتقدم نحو شمال البلاد
إلى ذلك، اعلن الناطق باسم عملية سيرفال الفرنسية في باماكو الاحد لوكالة فرانس برس ان القوات الفرنسية في مالي تقدمت نحو الشمال، وسيطرت على مواقع في مدينتي نيونو وسيفاريه. واوضح اللفتانت كولونيل ايمانويل دوسور ان "انتشار قوات عملية سيرفال نحو الشمال بدأ قبل 24 ساعة، وهو جار نحو مدينتي نيونو وسيفاريه، حيث وصلت".

وتقع نيونو على بعد 350 كلم شمال شرق باماكو، وعلى بعد 60 كلم من ديابالي المدينة، التي سيطر عليها الاسلاميون الاثنين، وغادروها الخميس، بحسب الجيش المالي، بعد قصف كثيف للطيران الفرنسي.

اما سيفاريه، الواقعة على بعد 630 كلم شمال شرق باماكو، فيوجد فيها مطار، وموقعها الاستراتيجي سيتيح شن عمليات نحو شمال مالي، الذي اصبح في العام 2012 ملاذًا للمجموعات الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

وتوجهت اول كتيبة من الجنود الفرنسيين، التي تلت عناصر من القوات الخاصة وصلوا قبل ايام، ليل الاثنين الثلاثاء من مطار باماكو الى مدينة مركالا (265 كلم شمال غرب العاصمة) لضمان امن جسر مهم على نهر النيجر. واوضح الناطق ان "جنود كتيبة مشاة البحرية تقدموا نحو الشمال كدعم للقوات المالية التي تتقدم جيدا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Wipe them out
Samy -

Kill all the rats and the cocroaches and purify the country from this virus Vive la France.".....

Wipe them out
Samy -

Kill all the rats and the cocroaches and purify the country from this virus Vive la France.".....