يوم بين سيارات الاسعاف في مدينة حلب
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحرب لا تتوقف في سوريا وكذلك سيارات الإسعاف، فالعاملون في المجال الصحي يصلون الليل بالنهار في محاولات لإخلاء الجرحى ورغم ذلك يتأخرون في الوصول في بعض الأحيان إلى مكان الحادث.
حلب (سوريا): يقود ابو بكر سيارة الاسعاف بسرعة كبيرة ويسير بعكس السير في بعض طرق مدينة حلب في الشمال السوري متجاوزا السيارات، ثم يوقفها فجأة امام باص صغير مشتعل وفيه آثار دماء.. رغم ذلك فقد وصل متأخرا وتم نقل الضحايا الى احد المستشفيات. قرب الباص، يروي مقاتل معارض انه "تم اطلاق قذيفة هاون على الحافلة، وقتل ثلاثة اشخاص فيه، وجرحت امرأة كانت في الطريق عائدة من السوق". في الارض، حذاؤها وكيس من البطاطا وقد تناثرت بعض محتوياته، وبقعة كبيرة من الدم. ويقول ابو بكر "في احيان كثيرة، لا نصل في الوقت المناسب. اننا نعمل على مدى اربع وعشرين ساعة، الحرب لا تتوقف، وكذلك نحن". ويضيف "عندما تكون اصابات الجرحى بليغة جدا، ولا يمكن الانتظار، يعمل اقاربهم او ثوار في المكان على نقلهم الى المستشفى بسياراتهم الخاصة او في سيارات اجرة". ويعود ابو بكر الى قسم الطوارىء في المشفى الميداني، من دون اي جريح. ويركن سيارة الاسعاف الصفراء، احدى عشر سيارات اسعاف لا تزال تعمل في المدينة التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ستة اشهر، ثم يقول "الوضع صعب جدا. هو هكذا كل يوم". الا انه يضيف "لكنني احب عملي، لانني اساعد الناس من خلاله. البعض يبرعون في القتال، اما انا فاقود سيارة اسعاف وانقذ حياة الناس". قبل ان يبدأ عمله هذا، كان ابو بكر موظفا في مصنع نسيج في حلب، الرئة الاقتصادية لسوريا. ابو محمد، زميله يصل الى المكان في سيارة اسعاف اخرى ويبدا بتنظيفها بالمياه. توجد آثار دماء في ارض السيارة وعلى الحمالة. ويوضح ابو محمد انه نقل جريحا الى المستشفى "كان لا يزال على قيد الحياة، لكنني لست واثقا ان في امكانهم انقاذه. اصيب في قذيفة هاون. انها كارثة". ويضيف "احيانا، عندما ننظف سياراتنا، نجد فيها اشلاء بشرية". ويتولى سعد الدين (32 عاما) مسؤولية ادارة سيارات الاسعاف، ويتلقى في مكتبه الصغير اتصالات من "مستشفيات ومدنيين وثوار على الجبهات...". ويقول "قبل 45 يوما، اعترض الجيش سيارة اسعاف كانت تتجه لنقل ثوار جرحى الى مطار حلب. لا نعرف حتى اليوم مصير السائق، وما اذا كان لا يزال على قيد الحياة". ويوضح "اذا حاولنا المرور على حاجز للجيش النظامي ونحن ننقل جرحى، فان الجنود يصادرون السيارة ويوقفوننا"، مشيرا الى ان الجرحى الذين لا يمكن معالجتهم في المناطق الخاضعة لمسلحي المعارضة "ينقلون بسيارات الاجرة الى المستشفيات الواقعة في مناطق يسيطر عليها النظام". في هذا الوقت، يتلقى ابو بكر على جهازه اللاسلكي نداء جديدا. يقلع بالسيارة بعد اطلاق صفارتها ويصل الى المكان المطلوب. فتاة صغيرة اصيبت نتيجة سقوط قذيفة هاون قربها. ويقول ابو بكر "علينا ان ننقلها الى تركيا (...)، لا يمكن للاطباء هنا ان يساعدوها". يتم لف الفتاة ببطانية، وتوضع ضمادة على راسها، فيما الجروح الصغيرة الناتجة عن الشظايا تملأ وجهها. الى جانبها، والدها يذرف دمعا غزيرا، وقد انضم ممرض اليهما داخل سيارة الاسعاف. يوقف ابو بكر سيارته قرب الحدود. وينزل منها الممرض ويتحدث الى جنود اتراك على الحدود، قبل ان يعود الى السيارة ويحمل الفتاة بين ذراعيه ويأخذها الى المركز الحدودي. ويقول الممرض ان "عددا كبيرا من الجرحى الذين ننقلهم الى الحدود التركية لا يملكون اوراقا ثبوتية ولا يمكنهم عبور الحدود. لذلك، نوصلهم الى مركز للجيش حيث نعرف ان الجنود الاتراك سيستقبلونهم ويأخذونهم الى المستشفيات. ويؤكد الملازم اول الذي تحدث اليه الممرض، رافضا الكشف عن اسمه، انه "تم استدعاء سيارة اسعاف لنقل الجرحى الى مستشفى قريب". ويرفض ان يكشف الاعلام اسم هذا المعبر الذي ينقل عبره الجرحى. ويقول "اذا عرف النظام، سيحاول قطع الطرق او قصف المنطقة". لم ينته يوم ابو بكر المضني. فور عودته الى حلب، يتلقى نداء جديدا: سقوط قذيفة في حي سيف الدولة في جنوب المدينة، و"مقتل اكثر من عشرة اشخاص، واصابة حوالى خمسين بجروح".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف