بيونغ يانغ حساسة حيال موقف الصين أكثر من العقوبات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سيول: اعتبر محللون الاربعاء ان العقوبات الموسعة التي فرضها مجلس الامن الدولي على كوريا الشمالية لن تكون كافية لردعها عن مواصلة اهدافها النووية، لكنها قد تتاثر سلبا بالدعم الذي حظي به القرار الدولي من جانب الصين.
وقال كيم يونغ هيون البروفسور في جامعة دونغوك الكورية الجنوبية ان "العقوبات بحد ذاتها ليست سوى صفعة خفيفة"، "لكن كوريا الشمالية قد تكون مستاءة لرضوخ الصين لضغوط الاعضاء الاخرين في مجلس الامن وموافقتها على القرار". وقد تبنى مجلس الامن الدولي مساء الثلاثاء قرارا يفرض عقوبات موسعة على بيونغ يانغ بعد اطلاقها صاروخا في كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وكان القرار نتيجة مفاوضات مكثفة جرت بين واشنطن وبكين منذ اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، حيث كانت واشنطن تدفع مع حليفيها اليابان وكوريا الجنوبية في اتجاه اقرار رزمة جديدة من العقوبات الصارمة في حين تسعى بكين لحماية حليفها الكوري الشمالي.
وفي نهاية الامر وافقت بكين على صدور قرار وليس بيانا، ولكن على ان يوسع العقوبات المفروضة اصلا بدون فرض عقوبات جديدة. وكونها الحليف الوحيد الذي يتمتع بوزن والداعم الاقتصادي للنظام الشيوعي في بيونغ يانغ، ينظر المجتمع الدولي الى الصين على انها البلد الوحيد الذي يملك نفوذا حقيقيا على جارته التي تملك السلاح النووي.
لكن بيونغ يانغ تعرف ايضا جيدا كيف تلعب على المخاوف في بكين من نتائج انهيار نظامها الشيوعي. وراى معظم المحللين ان العنصر الوحيد المؤلم بالنسبة الى بيونغ يانغ تكمن في دعم بكين للقرار.
وقال روبرت كيلي بروفسور العلوم السياسية في جامعة بوسان الوطنية ان "اي تحرك للصين مهم"، "فكوريا الشمالية تنهار بدون الصين. لذلك عندما تدعم الصين عقوبات حتى لو لم تكن شديدة فذلك يكتسي اهمية". ولفت يون دوك مين من معهد الشؤون الخارجية والامن القومي الى وجوب رصد مدى مشاركة الصين في تطبيق القرار، معتبرا ان اي تعزيز للعلاقات الاقتصادية بين الجارين سيبطل مفاعيل العقوبات.
ويضيف القرار 2087 الذي تم التصويت عليه مساء الثلاثاء الى قائمة الكيانات المستهدفة بعقوبات الامم المتحدة الوكالة الفضائية الكورية الشمالية ومصارف وشركات اضافة الى بعض قادتها. وردت كوريا بلهجة شديدة على القرار مؤكدة انها ستتخذ "تدابير ملموسة ترمي الى توسيع قواتنا العسكرية للدفاع الذاتي وتعزيزها، بما يشمل الردع النووي".
واعتبر روبرت كيلي ان "المشكلة هي ان كوريا الشمالية استثمرت كثيرا --من النواحي المالية والسياسية-- في برنامجها النووي لتتراجع الان". وقال "ان العقوبات استطاعت وتستطيع اكثر ابطاء البرنامج النووي".
وبالنسبة للسفير الصيني في الامم المتحدة لي باودونغ "فان سياسة العقوبات والقرارات وحدها لا تكفي". ودعا امام صحافيين الى استئناف المحادثات السداسية الرامية الى اقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن النووي. وهذه المفاوضات التي تضم الكوريتين والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين تراوح مكانها منذ كانون الاول/ديسمبر 2008.
وحذر وزير الخارجية الكوري الشمالي الاربعاء من ان "بحث نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية" امر غير وارد. وكان مركز دراسات اميركي اكد اواخر كانون الاول/ديسمبر استعداد كوريا الشمالية للقيام بتجربة نووية ثالثة (بعد 2006 و2009).
لكن البرفسور يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية اعتبر ان اجراء تجربة نووية خلال النصف الاول من العام 2013 امر "ضئيل الاحتمال". وقال في هذا الصدد ان اجراء "تجربة هو الورقة الاخيرة لدى كوريا الشمالية ومن المبكر جدا ان تلجأ اليها".