المصريون يحبسون الأنفاس: اشتعال ميدان التحرير في ذكرى الثورة وارد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ما أشبه اليوم بالأمس، فاللافتات المرفوعة اليوم في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير التي أطاحت بحسني مبارك، لا تختلف كثيرًا عن مثيلاتها التي رفعت قبل عامين، فإسقاط النظام مازال مطلب المصريين.
القاهرة: في ظل تأهب أمني غير مسبوق منذ إسقاط حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وفيما تحبس مصر أنفاسها اليوم ترقباً لتظاهرات ضخمة ومليونيات دعت إليها المعارضة احتجاجاً على العهد الجديد، تحت حكم الاخوان، في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، أوقف متظاهرون حركة القطارات من وإلى الإسماعيلية التي زارها الرئيس محمد مرسي وقاموا بإحراق صوره، فيما أصيب ثمانية معتصمين في ميدان التحرير باشتباكات مع قوات الأمن، في وقت انشغل الشارع المصري بتحذير شباب "الألتراس" رابطة مشجعي الأهلي الذين نزلوا إلى الشوارع منذ يومين بشيوع "الفوضى" في حال تأجيل النظر بقضية "مذبحة بورسعيد".
وفي تفاصيل الحراك الذي يسبق بساعات قليلة احتفال المصريين بالذكرى الثانية لثورتهم اليوم، أوقف شباب ثوار الإسماعيلية، أمس، حركة القطارات، اعتراضًا على زيارة مرسي هيئة قناة السويس لافتتاح مشروعات جديدة بها.
وأوقف المئات من شباب ثوار الإسماعيلية، قطاراً قادماً من بورسعيد في طريقه للزقازيق، بعد أن افترشوا بأجسادهم شريط السكة الحديدية؛ لإجبار سائقها على عدم التحرك لأكثر من ست ساعات.
كما منع الشباب حافلة الموسيقى العسكرية التابعة لقيادة الجيش الثاني الميداني، من الوصول الى مقر استقبال الرئيس ومزقوا صور مرسي ولافتات الترحيب به، إلا أنهم لم يتمكنوا من الاقتراب من مقر زيارته نظراً للتعزيزات الأمنية المكثفة التي فرضها رجال الجيش والشرطة الذين أمنوا تحركات رئيس الجمهورية والوفد المرافق له، خلال افتتاحه مشروعات جديدة بهيئة قناة السويس.
ويقول مصريون كثيرون إن الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي الى جماعة الإخوان المسلمين لم يحقق أهداف الانتفاضة وتسببت إدارته في انقسام سياسي عميق وأزمة اقتصادية.
وفي وسط التحرير حملت أكبر لافتة في الميدان الشعار الذي لازم الانتفاضة التي أسقطت مبارك وهو "الشعب يريد إسقاط النظام".
وعبّر كثيرون في ميدان التحرير عن استعدادهم للاصطدام بالشرطة إذا كان من شأن ذلك تحقيق هدف إسقاط مرسي.
وفي نهاية ميدان التحرير وبداية شارع قصر العيني الذي تطل عليه مباني مجلس النواب ومجلس الشورى ومجلس الوزراء أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين من وراء كتل خرسانية.
وقال شبان شاركوا في رشق الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف يوم الخميس إنهم لا يريدون استمرار مرسي إلا إذا حقق أهداف الثورة التي جسدها شعار "عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية".
وقال أحمد (32 عامًا) ويعمل في شركة للأجهزة الطبية لرويترز "هذا الدستور لا بد أن يلغى. مجلس الوزراء لا بد من إقالته بالكامل. المرشد (العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع) لا بد أن يبعد عن مرسي. مرسي لا بد أن يكون رئيساً لكل المصريين وليس للجماعة وحدها."
وأضاف "لا يمكن أن نتخلص من دكتاتور ليجيء دكتاتور آخر." وأشار إلى عشرات من زملائه الذين يرشقون الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف قائلاً "كل من تراهم هؤلاء لا ينتمون الى أحزاب. نحن نبحث عن (مصلحة) بلدنا."
ويقول سياسيون ومحللون إن جماعة الإخوان التي دفعت بمرسي إلى الرئاسة توجه سياساته نحو بسط هيمنتها على أجهزة الدولة ويسمون ذلك "الأخونة".
وتتسبب مشاكل -يعترف مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بأنها تحتاج الى حلول ليست في متناول الأيدي بسرعة مثل البطالة وتدهور المرافق وغياب النظافة العامة وارتفاع الأسعار فوق طاقة ملايين المصريين- في إلهاب الحماس الثوري في نفوس البعض.
وقال سباك معادن (21 عامًا) وهو يجلس على الرصيف أمام مبنى الجامعة الأميركية الذي يطل على الميدان ليستريح قليلاً من الاشتباك مع الشرطة "من وقت الثورة (على مبارك) لم أعمل لعدم وجود طلب على مهنتي."
وأضاف "أعمل أي شيء أجده أمامي لأحصل على مبلغ قليل لا يكفي طعامي وشرابي."
وقال أحمد محمد الذي يعمل سائق سيارة أجرة: "أنا عايز مرسي يمشي. البلد ما فيهاش شغل (لا يوجد بها عمل). هذه السيارة متأخر عليها خمسة أقساط للبنك."
ومنذ إسقاط مبارك تمر مصر باضطراب سياسي وانفلات أمني وتراجع اقتصادي. وتبدو تلك المشاكل أكبر من قدرة حكومة مرسي على حلها.
وفي مسيرة بدأت من وسط ميدان التحرير إلى دار القضاء العالي القريب رفع المئات من مشجعي كرة القدم الذين يطالبون بالقصاص لزملاء لهم قتلوا قبل نحو عام في اعتداء على مدرجات في مدينة بورسعيد الساحلية لافتات كتب على إحداها "مبارك = طنطاوي = مرسي".
وتشير اللافتة إلى المشير محمد حسين طنطاوي الذي كان رئيسًا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وقت وقوع الهجوم على مدرجات مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي بعد مباراة مع مضيفه فريق النادي المصري.
ومن المقرر أن تصدر محكمة جنايات بورسعيد حكمًا يوم السبت في القضية التي اتهم فيها 73 شخصاً بينهم ضباط شرطة وموظفون.
ويقول مشجعو الأهلي الذين تضمهم رابطة ألتراس أهلاوي إنهم سينشرون الفوضى في مصر إذا لم يُصدر حكم يحقق شعارهم "الدم تمنه (ثمنه) دم".
وكان أكثر من 70 مشجعاً قتلوا في ملعب بورسعيد.
وهتف المشجعون الذين حمل بعضهم صوراً لقتلى "يسقط يسقط حكم المرشد" و"ارحل" وهو الهتاف الذي تردد كثيرًا خلال الانتفاضة التي أسقطت مبارك.
لكنّ هناك مصريين يستبعدون أن تطيح انتفاضة جديدة بمرسي مثلما حدث مع سلفه.
وقال بائع صحف في أحد أطراف الميدان طلب ألا ينشر اسمه "لن يسقط مرسي. الآن الشعب غير متحد على إسقاطه. الإسلاميون كلهم وراءه. أيضا هناك جزء من الشعب يقول نريد الاستقرار."
وأضاف "لكن المشاكل تزيد بسبب الخلافات التي لا يستطيع حلها. لو استمر العجز أكيد ستقوم ثورة تسقطه."