أخبار

جمال مبارك حاول مستميتاً إبقاء والده في السلطة حتى آخر لحظة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في أول يوم من شهر شباط/ فبراير عام 2011، وبينما كانت قوات الشرطة عاجزة عن السيطرة على التظاهرات المتزايدة، خرج مبارك بخطاب في وقت متأخر من الليل ليعلن فيه أنه لن يترشح لولاية أخرى. وهو الخطاب الذي قال عنه وزير الخارجية وقتها أبو الغيط في مذكراته "تم بث الخطاب في وقت متأخر.. ثم نمت بعدها"، وهي الجملة التي جاءت لتعكس الإحباطات التي كانت تهيمن على كثير من المتظاهرين.

استيقظ أبو الغيط بعدها بمكالمة هاتفية من جمال مبارك، حيث أخطره بأن الخطاب أثار "روحاً جديدةً"، وتسبب في ظهور "تعاطف شعبي" مع الرئيس مبارك.

لكن جمال كان مبالغاً بشأن التغيير الذي كان يراه، حيث تلقى أبو الغيط في اليوم التالي الموافق فيه 2 شباط/ فبراير مكالمة من أحد الأقرباء، يقول له فيها "سوف يحرقون البلاد، وستزول وحدة مصر"، وذلك تعقيباً من جانبه على المشاهد التي تابعها عبر التلفاز بقدوم حشود بالأحصنة والجِمال متوجهة صوب ميدان التحرير.

كانت تلك هي بداية ما عرف في ما بعد بـ "معركة الجمل"، تلك المحاولة الفاشلة من جانب أنصار النظام لإخلاء الميدان بأي طرق ضرورية، وهي الواقعة التي أسفرت عن مقتل 11 مصرياً وإصابة أكثر من 600 آخرين. لكن الواقعة كانت كذلك بمثابة البداية لنهاية نظام مبارك. وبعد اتصال تم بينهما بهذا الخصوص، اتفق أبو الغيط وعمر سيلمان على أن مبارك لم يعد أمامه أي خيار سوى التنحي عن منصبه.

أقرأ في "إيلاف الجزء الأول من التقريرمبارك كان سلبياً ونجله جمال لم يفارقه في آخر أيام حكمه

مع هذا قال سليمان إنه لن يقول ذلك بشكل علني، حيث سيُتَّهم بإجبار مبارك على الرحيل من أجل الوصول هو إلى السلطة. ومن هنا بدأت التصدعات تتسع داخل نظام الحكم المصري على وجه السرعة.

وتذكر أبو الغيط في الإطار نفسه محادثة كان قد أجراها مع سليمان، وأخبره خلالها رئيس المخابرات السابق أن "هناك خطة حقيقية لجعل جمال هو الرئيس، لكن أجهزة الأمن الوطنية لن توافق على ذلك، وأنا لن أعمل لمصلحة جمال. وهم يريدون التخلص مني، وقد بذلوا الكثير من الجهد في هذا الصدد". وأشار أبو الغيط من جانبه إلى أنه يعتقد أن سليمان كان يقصد سوزان مبارك.

ولفتت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن تلك المحادثة ربما تضمنت إشارة كذلك إلى سر توجيه المؤسسة العسكرية انتقادات لسليمان عقب سقوط مبارك. وأشار رئيس المخابرات السابق إلى وجود خلاف بينه وبين طنطاوي بخصوص جمال، مضيفاً أنه في حال أصبح جمال رئيساًَ للبلاد، فإن طنطاوي فقط هو من سيعمل معه.

بحلول 9 شباط/ فبراير عام 2011، كان من الصعب الدفاع عن موقف مبارك. وفي ذلك اليوم، التقى حسام بدراوي، واحد من أبرز مسؤولي الحزب الوطني الحاكم وقتها، بالرئيس مبارك، وقال له "سيدي الرئيس، أرى أمامي الآن صورة نيكولاي تشاوشيسكو"، مشيراً إلى الديكتاتور الروماني، الذي كان صديقاً لمبارك، والذي تم إعدامه رمياً بالرصاص أثناء الثورة المناهضة للشيوعية في البلاد.

فرد عليه مبارك متسائلاً: "هل تقصد أنهم سيقتلونني؟"، فرد بدراوي "ربما نعم"، فقال له مبارك "إذن أنا مستعد لأن أموت من أجل بلدي". وبعدها أشار بدراوي إلى أن مبارك سرعان ما مال إلى انتهاج مسار أفضل، بموافقته على نقل السلطة إلى سليمان وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وحتى مع تعثر النظام، سعى جمال إلى أن يقوم بمحاولة أخيرة لإبقاء والده في السلطة.
وأعلن مبارك يوم 10 شباط/ فبراير أنه سيدلي بخطاب آخر، كان يُتَوقَّع أن يعلن فيه خبر تنحيه. لكن الخطاب بدا محاولة جديدة لاستمالة المتظاهرين، لكن العكس تماماً هو ما حصل، حيث صُدِم الناس بعدما رأوا أن مبارك يحاول التشبث بالسلطة، وخرجوا إلى الشوارع بأعداد غفيرة في 11 شباط/ فبراير، تحت شعار "جمعة الرحيل".

وقال أبو الغيط إنه قضى ذلك الصباح في مكالمات مع سليمان وشفيق، محاولاً التفاوض من أجل إيجاد مخرج لمبارك. وأخبره سليمان بأن الرئيس سيعود إلى منزله في شرم الشيخ قبل صلاة ظهر ذلك اليوم.

وفي محاولة لإنقاذ الموقف، استدعى سليمان الوزير أبو الغيط لحضور اجتماع في قصر الاتحادية في القاهرة في تمام الساعة الواحدة ظهراً. مع هذا فقد كان يحاصر المتظاهرون القصر، وقد حذر الجيش وقتها من أنه قد يتعرّض للاقتحام في أية لحظة، وأنه يتعيّن على المسؤولين أن ينتقلوا إلى قاعدة عسكرية قريبة.

وقتها، والكلام على لسان أبو الغيط، "توصلت في الأخير إلى نتيجة منطقية: وهي أن الأمور قد تغيرت". وقد كشفت محادثة ثلاثية جمعت بين مبارك وسليمان وطنطاوي عن الخلافات بين المسؤولين، الذين كانت تربطهم علاقات متينة في السابق. حيث تلقى سليمان أولاً مكالمة من مبارك، بعد وصوله إلى شرم الشيخ، كلفه خلالها بأن يخطر طنطاوي بأن السلطة قد انتقلت إليه لكي يشرف على إدارة البلاد. لكن حالة من الحيرة هيمنت على طنطاوي بعد تلقيه ذلك الخبر. وقال أبو الغيط "فهمت من المكالمة أن طنطاوي لا يريد وضع الجيش في هذا المنصب".

ثم أخبر سليمان الرئيس مبارك بأنه يحتاج التحدث مباشرةً مع طنطاوي. وفي الأخير، توجّه هو وشفيق بصورة شخصية إلى مقر وزارة الدفاع لإخطار طنطاوي بدوره الجديد. وبعدها خرج سليمان بالكلمة التي مهدت لأولى خطوات مصر بعد مبارك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
mona -

lwe rabana by7b masr kan gamal mobarak msak el7kom ya 5sara ya masr

''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
mona -

lwe rabana by7b masr kan gamal mobarak msak el7kom ya 5sara ya masr

اخطأ المصريون مرتين
ناصر -

هذه مجرد رؤيتي المتواضعة. انا لست مصريا...و لكن كاماراتي و كخليجي احب مصر حتى النخاع كما يحبها كل اماراتي و خليجي و كنا اتمنى دوما ان يقف المصريون على اخطاء ثورتهم....فلا شئ كامل او بدون خطأ...و لكن لابد ان يدرك المصريون ان الثورة ليست مجرد شعارات بل هو عمل ديناميكي يومي يتعلم منه المرء من خطئه ليصحح مساره و الناجح الذي يتعلم من خطئه بحثا عن الافضل. اخطأ المصريون مرتين. الاولى عندما اخذتهم العزة بالثورة و رفضوا عرض مبارك بالتنحي عن رئاسة البلاد خلال 6 اشهر حفاظا على مصر و وحدتها و امنها و كرامة الدولة بكل جوانبها النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و المالية و العسكرية و حفاظا على هيبة مصر قاطرة العالم العربي و الاسلامي و الشرق الاوسط, لما كان يدركه مبارك ان تنحيه المفاجئ لا يخدم سوى اطراف معينة محدودة في المقابل العمل على الابتعاد بطريقة منهجية تقي البلاد من فوضى و خراب و عشوائية تسمح بالغوغائيين و اصحاب المصالح و الاجندات غير الوطنية (من الداخل و الخارج) ان تجد لها ارض خصبة تنمو فيها. و هذا بالفعل ما حصل و الواقع الحالي يشهد بذلك. و اخطأ المصريون ثانيا عندما جاءتهم فرصة ذهبية لاعادة الاستقرار في البلد بسياسة واضحة شفافة و بداية لعمل تنموي شامل مبني على مشاركة الجميع بدون اقصاء الاخرين..كانت هذه الفرصة هي فوز شفيق بانتخابات الرئاسة. فبغض النظر عن ان شفيق محسوب على مبارك او الجيش او لا ( مع ان الجيش المصري اشرف و انظف من الكثيرين من اصحاب الغرف المغلقة) ..لكنه رجل دولة و سياسي له باع طويل في ادارة مؤسسات الدولة. و كان باستطاعته العمل وفق اطار الثورة و متطلباتها في البحث عن مخارج حقيقية و واقعية و ملموسة من حالة الفوضى التي عمت البلد. و كان يستطيع ان يقود مصر في مرحلة انتقالية بكل توازن و شفافية و وضوح..لانه لا مجال للعمل الخفي او غير الوطني في ظل المتغيرات التي فرضت نفسها على الساحة.فلا يستطيع شفيق او غيره اخراج مبارك من السجن مثلا! او هل كان يستطيع مثلا ان يعيد جمال مبارك الى الساحة السياسية او غيرها...و لكنه كان يستطيع العمل في الخروج بتوافقات يرتاح لها الجميع لانه رجل دولة حقيقي. فعلا اخطأ المصريون مرتين...و عندما تسأل ان انسان مصري من اي موقع ماذا يريد الان...لا تراه سوى الدعاء بالامن و الامان له و لاولاده و بناته و لبلده...وهنا تبرز قيمة القائد الحقيقي و بعد نظ

اخطأ المصريون مرتين
ناصر -

هذه مجرد رؤيتي المتواضعة. انا لست مصريا...و لكن كاماراتي و كخليجي احب مصر حتى النخاع كما يحبها كل اماراتي و خليجي و كنا اتمنى دوما ان يقف المصريون على اخطاء ثورتهم....فلا شئ كامل او بدون خطأ...و لكن لابد ان يدرك المصريون ان الثورة ليست مجرد شعارات بل هو عمل ديناميكي يومي يتعلم منه المرء من خطئه ليصحح مساره و الناجح الذي يتعلم من خطئه بحثا عن الافضل. اخطأ المصريون مرتين. الاولى عندما اخذتهم العزة بالثورة و رفضوا عرض مبارك بالتنحي عن رئاسة البلاد خلال 6 اشهر حفاظا على مصر و وحدتها و امنها و كرامة الدولة بكل جوانبها النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و المالية و العسكرية و حفاظا على هيبة مصر قاطرة العالم العربي و الاسلامي و الشرق الاوسط, لما كان يدركه مبارك ان تنحيه المفاجئ لا يخدم سوى اطراف معينة محدودة في المقابل العمل على الابتعاد بطريقة منهجية تقي البلاد من فوضى و خراب و عشوائية تسمح بالغوغائيين و اصحاب المصالح و الاجندات غير الوطنية (من الداخل و الخارج) ان تجد لها ارض خصبة تنمو فيها. و هذا بالفعل ما حصل و الواقع الحالي يشهد بذلك. و اخطأ المصريون ثانيا عندما جاءتهم فرصة ذهبية لاعادة الاستقرار في البلد بسياسة واضحة شفافة و بداية لعمل تنموي شامل مبني على مشاركة الجميع بدون اقصاء الاخرين..كانت هذه الفرصة هي فوز شفيق بانتخابات الرئاسة. فبغض النظر عن ان شفيق محسوب على مبارك او الجيش او لا ( مع ان الجيش المصري اشرف و انظف من الكثيرين من اصحاب الغرف المغلقة) ..لكنه رجل دولة و سياسي له باع طويل في ادارة مؤسسات الدولة. و كان باستطاعته العمل وفق اطار الثورة و متطلباتها في البحث عن مخارج حقيقية و واقعية و ملموسة من حالة الفوضى التي عمت البلد. و كان يستطيع ان يقود مصر في مرحلة انتقالية بكل توازن و شفافية و وضوح..لانه لا مجال للعمل الخفي او غير الوطني في ظل المتغيرات التي فرضت نفسها على الساحة.فلا يستطيع شفيق او غيره اخراج مبارك من السجن مثلا! او هل كان يستطيع مثلا ان يعيد جمال مبارك الى الساحة السياسية او غيرها...و لكنه كان يستطيع العمل في الخروج بتوافقات يرتاح لها الجميع لانه رجل دولة حقيقي. فعلا اخطأ المصريون مرتين...و عندما تسأل ان انسان مصري من اي موقع ماذا يريد الان...لا تراه سوى الدعاء بالامن و الامان له و لاولاده و بناته و لبلده...وهنا تبرز قيمة القائد الحقيقي و بعد نظ