أخبار

تشعب القاعدة في العالم يتطلب "معالجة سياسية"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يتغلغل تنظيم القاعدة في العديد من الدول، وهو ما يعقد ما امكانية هزيمته عسكرياً، ولذلك يرى خبراء أن الحل يكمن في البحث عن حلول سياسية.

واشنطن: رأى الخبيران دومينيك توما وبروس ريدل أن تنظيم القاعدة الذي تشعب وانتشر منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لا يمكن أن يهزم بالوسائل العسكرية وحدها من دون ايجاد حلول سياسية، في مقابلتين لوكالة فرانس برس.

دومينيك توما اختصاصي في الحركات الجهادية وباحث مشارك في معهد الدراسات حول الاسلام ومجتمعات العالم العربي في باريس.

وبروس ريدل محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) واختصاصي في مسائل الارهاب والقاعدة في معهد بروكينغز في واشنطن.


سؤال: كيف تطور تنظيم القاعدة منذ 11 ايلول/سبتمبر 2001؟

- بروس ريدل: إننا نشهد ظهور الجيل الثالث، ما اطلق عليه اسم القاعدة 3.0. الجيل الاول هو الذي انشأ القاعدة وقادها الى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. الجيل الثاني بدأ مع سقوط نظام طالبان وانتهى بمقتل اسامة بن لادن والربيع العربي.

اما الجيل الثالث فهو الجيل الذي نواجهه حاليًا. وهو يطرح خطراً اكبر من اي وقت مضى لأن القاعدة استفادت من الربيع العربي الذي لم تحرض عليه ولم تتوقعه. وهي ازدهرت تحديدًا في المناطق التي يغيب عنها القانون مثل شرق ليبيا وشمال مالي وشبه جزيرة سيناء واجزاء متزايدة من سوريا، ووجدت فيها ملاذات. ولديها بالتالي المزيد من المساحة لتنفيذ عملياتها والتدرب وتدبير الخطط منها منذ سقوط نظام طالبان عام 2001.


سؤال: ما هو الدور الذي لعبته ثورات الربيع العربي؟

- دومينيك توما: هذه الثورات اوجدت فسحة من حرية التعبير لم تشهد المنطقة مثيلاً لها. رأينا ظهور عنوان "انصار الشريعة" الجديد من المغرب الى اليمن مروراً بتونس وليبيا ومصر. وهذا الاسم وجد له الناس مغزى واعاروه اعتبارًا. هذا ما منحهم قاعدة اجتماعية لم تكن لديهم من قبل. كانت القاعدة منظمة ثورية من النوع النخبوي والسري. اما اليوم، فهناك قاعدة اجتماعية لهذه المجموعات التي لا تتردد في اعلان انتمائها الى القاعدة.


سؤال: ما هو موقع الحركات الجهادية الحالية بالنسبة الى "الحركة الام"؟

- دومينيك توما: كل الحركات الحالية تؤيد فلسفة القاعدة لكنها لا تنتمي جميعها اليها. الاكثر انتماء للقاعدة هي الحركات الناشطة في شبه الجزيرة العربية. اما بالنسبة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يضم جهاديين سابقين قاتلوا في افغانستان مثل مختار بلمختار، فهو يشهر اسم القاعدة لكنه لا يقيم بالضرورة روابط وثيقة جدًا مع قياديين من القاعدة ما زالوا في افغانستان او في ميادين قتال أخرى. تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي هو فعلاً تنظيم على قدر كبير من التحرك الذاتي والاستقلالية.


سؤال: كيف يمكن التصدي لهذا التهديد؟

- بروس ريدل: ليس هناك حل وحيد. يجب اعتماد نهج مختلف لكل حالة على حدة. حالة مالي تعني ايضًا ليبيا والجزائر. يجب اعتماد استراتيجية للقضاء اولا على هذا الملاذ، وهو ما يسعى اليه الجيش الفرنسي. ثم يجب أن يأتي حكم جديد يملأ الفراغ في هذه المناطق.

الكثير من هذه المناطق لم تشهد في أي وقت ادارة جيدة. شمال مالي وشرق ليبيا وسوريا حكمتها انظمة بوليسية على مدى عقود. لا نريد بالتأكيد أن تحل محلها دول بوليسية أخرى. لكن اذا ما تركنا في العالم الاسلامي مجموعة من المساحات غير الخاضعة لأي حكم، من شمال أفريقيا الى جنوب آسيا، فإن القاعدة ستملأ هذا الفراغ وستقيم ملاذات ستهدد اميركا الشمالية واوروبا.


سؤال: هل من الممكن اعتماد حل عسكري لاستئصال هذه المجموعات؟

- دومينيك توما: من المستحيل بنظري استئصال القاعدة. ينبغي ايجاد تسوية سياسية في المناطق الواحدة تلو الاخرى، السعي لاحلال آلية لاستئصال الفكر الراديكالي واقامة حوار مع الجهاديين يفتح لهم افقًا، اما لحل سياسي أو للاندماج الاقتصادي والاجتماعي في البلدان التي شكلوا فيها قطباً يرفع المطالب.

الحل السياسي لا يمكن أن يستأصل القاعدة لأنها مبنية على فلسفة لا يزال لديها مستقبل نظرًا الى المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها العالم الاسلامي والعالم العربي على الاخص. لا يمكن القضاء على ايديولوجيا من خلال قتل قيادي أو ثلاثة بواسطة طائرات بدون طيار وشن عمليات عسكرية عشوائية.

- بروس ريدل: إن تصفية كبار المسؤولين مثل اسامة بن لادن أمر مهم لكنه لا يمكن أن يكون كافيًا. يجب اقامة مؤسسات وأن تعالج الدبلوماسية المشكلات التي تولّد مشاعر الاحباط. إن اردنا القضاء على القاعدة، يجب معالجة المشكلات التي تثير مشاعر الغضب وتحرك المتطوعين للجهاد. وفي طليعتها بالطبع مسألة فلسطين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف