المعارضة السورية تطلب مساعدة مالية وأسلحة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: عاد الائتلاف الوطني السوري الى الواجهة الدولية الاثنين مطالبا المجتمع الدولي بدعم "ملموس" بالمال والاسلحة وذلك في لقاء دولي في باريس، فيما شهد جنوب دمشق معارك عنيفة.
وصرح نائب رئيس الائتلاف رياض سيف في افتتاح الاجتماع ان "الشعب السوري يخوض حاليا حربا بلا رحمة. الوقت ليس الى صالحنا واستمرار هذا النزاع لا يمكن الا ان يجلب كارثة على المنطقة والعالم".
وتابع "لم نعد نريد وعودا لن تحترم" امام الدبلوماسيين وكبار الموظفين من حوالى 50 دولة. اما رئيس المجلس الوطني السوري الذي يشكل العنصر الاساسي في الائتلاف جورج صبرا فاكد ان "سوريا تحتاج الى مليارات الدولارات. لكننا بحاجة الى 500 مليون دولار على الاقل للتمكن من تشكيل حكومة" يطالب بها المجتمع الدولي.
وتابع "نحتاج الى اسلحة والمزيد من الاسلحة" فيما يرفض الغربيون توفيرها خشية وقوعها بين ايدي جماعات جهادية في سوريا. ويفترض مراجعة حظر اوروبي على تصدير الاسلحة الى سوريا في اواخر شباط/فبراير في بروكسل لكن رفعه بالكامل ينبغي ان يتم بالاجماع على ما اكد مسؤول في الخارجية الفرنسية على هامش المؤتمر.
وصرح مضيف المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "امام انهيار دولة ومجتمع تبدو الجماعات الاسلامية مرشحة الى توسيع سيطرتها على الارض ان لم نتحرك كما علينا. ينبغي الا نسمح ان تتحول ثورة انطلقت في احتجاجات سلمية وديموقراطية الى مواجهات بين ميليشيات".
واضاف "على هذا المؤتمر ان يصدر اشارة، ولديه هدف ملموس يقضي بتزويد الائتلاف الوطني السوري بوسائل التحرك". وتابع فابيوس "هذا يشمل الاموال والمساعدات باشكالها كافة. تم اطلاق وعود، بعضها نفذ لكن ليس جميعها، الامر بعيد عن ذلك".
في اثناء اجتماع اصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في مراكش في 12 كانون الاول/ديسمبر برعاية فرنسية اعترفت اكثر من مئة دولة عربية وغربية بالائتلاف الوطني "ممثلا شرعيا للشعب السوري"، كما اطلقت وعود بدعمه بحوالى 145 مليون دولار. لكن المعارضة السورية تجد صعوبة في كسب الثقة الدولية فيما يتساءل المجتمع الدولي حول مدى تمثيلها وقدرتها على تنظيم صفوفها.
وبعدما كانت اول قوة غربية تعترف بالمعارضة السورية التي ولدت بعد آلية عسيرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، نظمت فرنسا اجتماع الاثنين الذي يشارك فيه خمسون بلدا حول المعارضة.
غير ان مستوى اللقاء الذي لا يتعدى كبار الموظفين وطابعه "الفني" يكشفان مستوى التطلعات المتدني.
وبعد مضي اكثر من 22 شهرا على انطلاق الانتفاضة السورية التي تعسكرت تدريجا وتحولت الى مواجهات دامية، فان الحصيلة فادحة اذ تخطى عدد القتلى ستين الفا بحسب ارقام الامم المتحدة، فيما الاسرة الدولية مشلولة بفعل خلافاتها، والمعارضة السورية المعترف بها تبقى موضع شك.
واقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس بان "الامور لا تتحرك" بعدما كان اعلن مؤخرا ان نهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد "تقترب". واضاف "لم ترد مؤخرا مؤشرات ايجابية بشان الحل الذي نامل فيه، اي سقوط بشار ووصول المعارضة السورية الى السلطة" قبل ان يؤكد ان "المناقشات الدولية لا تحرز تقدما بدورها". وهو اقرار غير مسبوق بالعجز من الجانب الفرنسي، رغم ان الموقف الرسمي يؤكد ان باريس لا تزال "مصممة ونشطة" في الملف السوري.
لكن الاسرة الدولية تبدو عازمة على التريث وقال بيتر هارلينغ اختصاصي الشأن السوري في مجموعة الازمات الدولية "انه نزاع اقتصرت كلفته حتى الان على السوريين بدون ان تطاول لاعبين خارجيين. هؤلاء يكتفون في الوقت الحاضر بالمشاهدة ليروا الى اين ستصل الامور ويتخذون في هذه الاثناء بعض التدابير المترددة بدون ان يسعى احد جديا الى حل".
ولا يرى الباحث حلا في الافق ينبثق من اطراف النزاع السوريين وقال "في الوقت الحاضر الاشخاص الاكثر عقلانية هم رهائن العناصر الاكثر راديكالية" سواء في صفوف النظام او في صفوف المعارضة.
لكن موسكو حليفة دمشق احدثت مفاجأة الاحد بتوجيه انتقادات لاذعة الى الأسد، قائلة على لسان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف ان الأسد ارتكب خطأ "قد يكون قاضيا" بتأخره في اجراء الاصلاحات السياسية.
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي في يوم اعلن القضاء السوري انه سيوقف الملاحقة بحق المعارضين الراغبين في المشاركة في الحوار الوطني، مع استمرار اعمال العنف على نطاق واسع لا سيما في بعض الاحياء على اطراف دمشق ومحيطها. وردا على سؤال احد الصحافيين عما اذا كان الأسد يمكن ان ينجو، اجاب مدفيديف "لست ادري. يبدو لي ان فرصه في البقاء (في السلطة) تتضاءل يوما بعد يوم".