بعد التدخل الفرنسي في مالي.. ما هي الاستراتيجية التي سيتبعها الاسلاميون؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باماكو: يعيد الاسلاميون المسلحون الذين خسروا في خلال ثمان واربعين ساعة اثنين من معاقلهم الثلاثة في شمال مالي التي استعادها الجنود الفرنسيون والماليون، حشد قواهم في اقصى شمال شرق البلاد حيث ما زالوا يشكلون خطرا على اراضي مالي وخارجها كما يرى خبراء.
فقد تم استعادة غاو، كبرى مدن شمال مالي السبت وتمبكتو، المدينة التاريخية التي شوه معالمها الجهاديون الاثنين بدون معارك تقريبا. وكانت هاتان المدينتان الاكثر كثافة سكانية في المنطقة قد اصبحتا رمزا للتعديات وعمليات التدمير التي ارتكبتها الجماعات الاسلامية المسلحة.
وامام الوسائل المستخدمة جوا وبرا -هجوم كومندوس على مطار غاو وانزال مظليين قرب تمبكتو وتقدم ارتال من الجنود الفرنسيين والماليين برا وضربات جوية على مستودعات الاسلحة والوقود- رفض الاسلاميون خوض قتال في معركة مباشرة.
وتوقع الان انتيل المسؤول عن برنامج افريقيا جنوب الصحراء الكبرى في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية "ان ينتقلوا الى تكتيك تقليدي اكثر لحرب العصابات، مناوشات وهجمات محددة مع عمليات خطف واعتداءات".
وقد تشكل المدينتان اللتان يتطلب تأمينهما، بعد استعادتهما، بعض الوقت مع تعبئة عدد مناسب من الجنود، اهدافا مميزة لهم. وقال دومينيك توما من معهد الدراسات الاسلامية ومجتمعات العالم الاسلامي "بعد تحرير المدن ينبغي الحفاظ عليها. وذلك يعني (اقامة) نقاط تفتيش ومراقبة، ويعني ايضا (وجود) خطر انتحاري او اعتداء انتحاري".
واشارت شهادات عديدة الى انسحاب قادة بارزين مثل اياد اغ غالي في جماعة انصار الدين والجزائري ابو زيد في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الى جبال كيدال على مسافة 1500 كلم الى شمال شرق باماكو قرب الحدود الجزائرية.
ومرتفعات ايفوغاس في منطقة كيدال تعتبر ايضا تقليديا مهد حركات الطوارق الانفصالية. وقال جان شارل بريزار المستشار المستقل حول شؤون الارهاب "انهم بصدد الانتشار في الشمال، في المناطق الجبلية الوعرة المسالك التي يصعب ضربها. اننا امام استراتيجية نزاع غير متناسق، على جبهتين: في مالي وفي الخارج على حد سواء".
واعتبر ان خطر تنفيذ هجمات في فرنسا امر ممكن لكنه اشار ايضا الى "ان هذه الجماعات قد تعمد اولا لاسباب عملية الى القيام باعمال انتقامية في افريقيا". وقد اثبتت الوحدات المقاتلة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي منذ زمن طويل قدرتها على تنفيذ عمليات قوية في المنطقة، اشدها واحدثها هي احتجاز الرهائن في موقع ان اميناس الغازي في الصحراء الجزائرية بين 16 و19 كانون الثاني/يناير.
وخلال هذه العملية تعرض مئات الاشخاص للخطر وقتل 38 شخصا، 37 منهم من الاجانب، خلال الهجوم الذي شنه الجيش الجزائري، على يد مجموعة الكومندوس التي ضمت جهاديين من ست جنسيات مختلفة (جزائريين وتونسيين وكنديين ومصريين وماليين ونيجيريين وموريتاني).
ولفت قادر عبدالرحيم الباحث المتخصص في الشؤون الجزائرية في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الى انه "لم يعد احد في منأى الان، لم يعد هناك اي ملاذ. انظروا الى تركيبة الكومندوس المهاجم، جميع الجنسيات ممثلة: انه امر معبر". ويحذر الخبراء من انتشار الخطر الجهادي في المنطقة.
ويخشى سليمان مانجن الجامعي المالي المتخصص في الحركات الاسلامية "ان يعيدوا تموضعهم في ليبيا والجزائر وحتى تونس. انها شبكة دولية في المقام الاول. سيكون هناك نزيف في البلدان الحدودية". وراى دومينيك توما انه سيتعين خصوصا مراقبة تطور بلدان المنطقة "الساحل بحدوده غير المحكمة" و"على الاخص قدرة ليبيا على ان تصبح دولة مستقرة وآمنة".