أخبار

خبراء يشيرون إلى احتمال أن يكون النظام السوري قصف المنشأة

غارة إسرائيليّة أم اتهام باطل... الأسد غارق في متاعبه ولن يردّ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تاريخ النشر: الأربعاء 30 يناير الساعة 13:17 ت. غ
آخر تحديث: الخميس 31 يناير الساعة 10:30 ت. غ

تلزم تل أبيب صمتًا تامًا غداة إعلان الجيش السوري قيام طائرات إسرائيلية بقصف مركز عسكري في دمشق. ويستبعد رئيس الموساد،إن صحت الرواية السورية،أي رد من قبل دمشق أو حلفائها لأن الأسد غارق في متاعبه حتى أُذنيه وحزب الله يعمل جاهدًا على إسعافه.

شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الأربعاء غارة في عمق الأراضي السورية، كما أكد مسؤولون أميركيون أعربوا عن اعتقادهم بأن الهجوم استهدف قافلة تحمل منظومات دفاع جوي متطورة وجهتها حزب الله اللبناني. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المسؤولين الأميركيين الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم ان إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة بالهجوم الذي أدانه النظام السوري بوصفه عملا عدوانيا. وقال محللون ان إسرائيل بهذا الهجوم أكدت تصميمها على منع حزب الله من استغلال الفوضى التي تضرب أطنابها في سوريا لتعزيز ترسانته. حرب نظريةوما زالت سوريا وإسرائيل نظريا في حالة حرب ولكنهما التزمتا بهدنة مديدة حافظت على هدوء الجبهة طيلة العقود الماضية. وتتابع إسرائيل تطورات الوضع في سوريا عن كثب محاولة الابتعاد عن الحرب الأهلية المستعرة فيها تجنبا لوقوع مواجهة أوسع مع إيران وحزب الله في زمان ومكان ليسا من اختيارها. ولكن الدبابات الاسرائيلية قصفت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وحدة مدفعية سورية بعد سقوط قذائف هاون على الجانب الإسرائيلي من الحدود. ويرى محللون ان احتمالات رد النظام السوري على غارة الأربعاء ضئيلة نسبيًا رغم تصاعد حدة التوتر.متاعب الأسد ونقلت الطبعة الالكترونية لصحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية عن داني ياطوم رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" سابقا قوله "ان من الضروري والصحيح أن نتأهب لحدوث تصعيد فهذا السيناريو قائم. ولكن في تقييمي لن يكون هناك رد فعل لأنه لا حزب الله ولا السوريين لديهم مصلحة في الرد". وأضاف ياطوم ان رئيس النظام السوري بشار الأسد "غارق في متاعبه حتى أُذنيه وحزب الله يعمل جاهدا على إسعافه، بالتوازي مع جهوده للحصول على أسلحة وبالتالي هم لا يريدون توسيع دائرة القتال". وكشفت الغارة الإسرائيلية كيف أخذ تصاعد العنف في سوريا يجر دولا مجاورة الى أتونه ويهدد بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. حزب الله يستعد لسقوط الأسدولكن حزب الله الذي يعتبر لاعبًا كبيرًا في السياسة اللبنانية ودعم الأسد ضد الانتفاضة بتدريب رجاله وتقديم دعم لوجستي لقواته، كان منذ زمن طويل يعتمد على سوريا مصدرا للسلاح وقناة لوصول السلاح اليه من إيران. ويرى محللون ان حزب الله ربما كان يحاول تكديس السلاح تحسبا لسقوط الأسد ومجيء حكم يناصبه العداء في دمشق. وقال مسؤول أميركي إن الشاحنات التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية يوم الأربعاء كانت، على ما يُعتقد، تحمل صواريخ أس أي ـ 7 المضادة للطائرات. واعتبر ماثيو ليفيت الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية والباحث حاليا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ان امتلاك حزب الله مثل هذه الأسلحة سيكون مبعث قلق بالغ للحكومة الإسرائيلية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ليفيت قوله "ان إسرائيل قادرة على القيام بتحليقات استطلاعية فوق لبنان بمنأى من الرد وهذه الأسلحة يمكن ان تحد من قدرتها على تنفيذ تحليقات تجسسية". وأكد "ان إقدام النظام على نقل السلاح الى حزب الله يشكل مبعث قلق حقيقي". وفي حين أن بعض المحللين قالوا إن نظام الأسد ربما كان يمدّ حزب الله بالسلاح مكافأة له على دعمه فإن محللين آخرين أبدوا شكهم في ان يكون النظام مستعدا للتنازل عن مثل هذه المنظومات المتطورة.في غضون ذلك نقلت صحيفة وول ستريت عن تيمور غوكسل الخبير في شؤون حزب الله والاستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت قوله "أن تنفيذ هجوم من أي نوع تصعيد كبير. فلماذا تفعل إسرائيل ذلك من دون مقدمات؟"الإجابة، بحسب العديد من المسؤولين الغربيين والمحللين الأمنيين، تذهب إلى أنّ إسرائيل أقدمت على مخاطرة محسوبة بأن النظام السوري، المنغمس في حربه الداخلية، سيختار عدم الرد. ومن المستبعد ان يأتي الرد من حزب الله وإيران اللذين يواجهان انتخابات قادمة وتحديات مالية. ما بعد غزة!وقال دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية ان حزب الله يمثل "الخطوة التالية" بالنسبة لإسرائيل بعد هجومها على غزة. وقال المسؤول "كان هذا هو الهامش الكبير على النزاع الأخير مع غزة، من خلال خفض قدرات حماس للأشهر الستة القادمة بهدف ايجاد فرصة على الأقل لتوجيه ضربة الى إيران". وأضاف "ان الخطوة التالية هي حزب الله". وقال الدبلوماسي الذي كان يتحدث قبل غارة الأربعاء ان على إسرائيل ان تعطل قدرات حزب الله وحماس قبل ان تتمكن من توجيه ضربة ناجحة الى منشآت إيران النووية. وكان ادعاء النظام السوري بأن الغارة الإسرائيلية استهدفت مركز بحوث زاد من الغموض الذي يكتنف دوافع إسرائيلي لشن الهجوم. وأشار البيان الرسمي السوري إلى أنّ الهدف كان منشأة في ريف دمشق من منشآت مركز الدراسات والبحوث العلمية التابع للقوات المسلحة السورية. وكان خبراء غربيون ربطوا المركز ببرامج النظام السوري لتصنيع الصواريخ والأسلحة الكيميائية.

وكانت ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش فرضت في عام 2005 عقوبات على هذه المركز بموجب أمر تنفيذي. وبعد عامين على الأمر قرر البيت الأبيض تجميد ارصدة العديد من فروع المركز على اساس ان علماءه يعملون على تطوير اسلحة "غير تقليدية" وبناء الصواريخ المطلوبة لإيصالها الى اهدافها.
أين الدليل؟ولكن خبراء عسكريين حذروا مشيرين الى عدم وجود ادلة من مصادر مستقلة تؤكد قصف المنشأة بطائرات دولة أجنبية. وان النظام السوري ربما كان يحاول اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن فقدانه منشأة وقعت بأيدي مقاتلي المعارضة أو دُمرت بطرق أخرى، كما قال المحلل انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. وتساءل كوردسمان "هل سيضرب الإسرائيليون منشأة قد تكون فيها اسلحة كيميائية؟ أشك في ذلك". وأضاف كوردسمان الذي شارك في إعداد دراسة عن برنامج التسلح السوري عام 2008 انه إذا وجه الإسرائيليون هذه الضربة فان "النظام السوري يمكن أن يرد بتشتيت ترسانته أكثر مما ينشرها الآن، ومن شأن هذا ان يزيد الخطر على إسرائيل". وكان المرصد السوري لحقوق الانسان في بريطانيا نشر صباح الأربعاء قائمة بالحوادث الأمنية تضمنت تقارير عن قصف و"حريق هائل" في منطقة جمرايا. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يستخدم اسما مستعارا لصحيفة واشنطن بوست ان التقارير متضاربة حيث تقول بعض المصادر المحلية ان قذائف هاون أُطلقت على المنشأة فيما تذهب أخرى إلى أنّ طائرات سورية قصفت المبنى.صمت إسرائيليويلزم المسؤولون الاسرائيليون صمتا تاما الخميس غداة إعلان الجيش السوري قيام طائرات حربية اسرائيلية بقصف مركز عسكري للبحوث العلمية في ريف دمشق، مع التشديد على ان وقوع اسلحة متطورة بيد حزب الله اللبناني يشكل "خطا احمر".وردا على سؤال من الاذاعة العامة قال وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينتز انه على علم بالموضوع "من الاعلام" مضيفا "بعبارة اخرى لا تعليق". اما تساحي هنغبي وهو عضو في حزب الليكود (يمين) ومقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقال للاذاعة العسكرية "بشكل عام فإن اسرائيل لا تنفي و لا تؤكد هذا النوع من الانشطة العسكرية لأسباب امنية".لكنه اضاف ان "اسرائيل قالت على الدوام انه في حال وقوع اسلحة متطورة قادمة من ايران او كوريا الشمالية او روسيا في يد حزب الله عندها يكون تم تجاوز خط احمر". وبحسب هنغبي فان "اسرائيل لا يمكنها قبول وقوع اسلحة متطورة في ايدي منظمات ارهابية".وأعلن الجيش السوري مساء الاربعاء أن الغارة الجوية التي نفذتها طائرات حربية اسرائيلية استهدفت مركزًا عسكريًا للبحوث العلمية في ريف دمشق، بحسب بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة.

وقالت القيادة إن الطائرات الحربية الاسرائيلية "تسللت من منطقة شمال مرتفعات جبل الشيخ (على الحدود مع لبنان) بعلو منخفض وتحت مستوى الرادارات، وتوجهت الى منطقة جمرايا في ريف دمشق، حيث يقع احد الافرع التابعة لمركز البحوث العلمية".
وشنت إسرائيل غارة في ساعات الليل على قافلة عبرت الحدود من سوريا الى لبنان بحسب ما قالت مصادر أمنية اشترطت عدم الكشف عن اسمها. وقال احد المصادر ان "الطيران الاسرائيلي دمر قافلة عبرت الحدود من سوريا الى لبنان" دون الافصاح عن الموقع الدقيق للغارة او عن محتوى القافلة. ورفضت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الادلاء بتعليق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف