دمشق تؤكد حقها في "الدفاع عن نفسها" وواشنطن تحذرها من نقل اسلحة لحزب الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: أكدت دمشق الخميس حقها في "الدفاع عن نفسها" غداة الغارة الاسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية في ريف دمشق، فيما حذرتها الولايات المتحدة من نقل اسلحة الى حزب الله اللبناني.
من جانبه، يستعد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لبحث الملف السوري السبت في المانيا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ورئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الذي اعرب في تصريحات مفاجئة الاربعاء عن استعداده لحوار مشروط مع ممثلين للنظام.
واثر مناقشة لتصريحات رئيسه، اكد الائتلاف المعارض بعد اجتماعه في القاهرة الخميس ان اي حوار حول النزاع السوري "لن يكون الا على رحيل النظام".
وتقدمت دمشق الخميس باحتجاج رسمي الى الامم المتحدة على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركزا عسكريا للبحوث العلمية في منطقة جمرايا بريف دمشق، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية التي اكدت حق سوريا في "الدفاع عن نفسها وارضها وسيادتها".
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان "وزارة الخارجية والمغتربين استدعت قائد قوات الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان السوري المحتل اللواء اقبال سنغا، وابلغته احتجاجها الرسمي على الانتهاك الاسرائيلي لاتفاق فصل القوات لعام 1974 والالتزامات التي يرتبها ذلك الاتفاق".
وطالبت الوزارة سنغا "باتخاذ ما يلزم لوضع الاطراف المعنية في الامم المتحدة بصورة هذا الانتهاك الاسرائيلي الخطير والعمل لضمان عدم تكراره".
واعتبرت الخارجية السورية في رسالة بعثت بها الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة، بحسب ما اوردت سانا، ان "فشل مجلس الامن بالاضطلاع بمسؤولياته في ردع هذه الاعتداءات الاسرائيلية الخطيرة سيكون له مخاطره الجمة على الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وعلى الامن والسلم الدوليين".
وحملت الوزارة "اسرائيل ومن يحميها في مجلس الامن المسؤولية الكاملة عن النتائج المترتبة على هذا العدوان مؤكدة على حق سوريا في الدفاع عن نفسها وارضها وسيادتها في مواجهته".
واعلن الجيش السوري مساء الاربعاء ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت احد مراكز البحث العلمي "المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس" في منطقة جمرايا على مسافة 15 كلم من دمشق قرب الحدود اللبنانية.
ونفى ان تكون الغارة استهدفت قافلة متجهة من سوريا الى لبنان كما ذكرت تقارير امنية.
وحذر البيت الابيض الخميس سوريا من اي محاولة لنقل اسلحة الى حزب الله اللبناني. وقال بن رودس مساعد مستشار الامن القومي للرئيس باراك اوباما "على سوريا الا تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر نقل اسلحة الى حزب الله".
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ حيال المعلومات عن غارة اسرائيلية على سوريا، موضحا انه يتعذر عليه التحقق منها، وفق ما قال متحدث باسم المنظمة الدولية.
وفيما ابدت روسيا بدورها قلقها من الغارة الاسرائيلية، دان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الخميس هذه الغارة وقال "لا شك ان هذا العدوان يتماشى مع سياسة الغرب والصهاينة الرامية الى حجب نجاحات شعب وحكومة سوريا في استعادة الاستقرار والامن في البلاد".
وكان حزب الله اعتبر ان "العدوان الصهيوني الجديد (...) يكشف وبشكل سافر خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين، وابعاده الاجرامية الهادفة الى تدمير سوريا وجيشها واسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة".
والتزمت اسرائيل الصمت على مسالة الغارة.
سياسيا، اكد الائتلاف السوري المعارض الخميس ان اي حوار حول النزاع السوري "لن يكون الا على رحيل النظام"، وذلك غداة الاعلان المفاجىء لرئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب حول استعداده المشروط للحوار مع ممثلين للنظام.
وقالت الهيئة السياسية للائتلاف السوري في بيان صدر عنها بعد اجتماعها في القاهرة "تؤكد الهيئة السياسية للائتلاف المنعقدة برئاسة رئيس الائتلاف على تمسك الائتلاف والتزامه بوثيقته التأسيسية التي تنص صراحة على ان اي مفاوضات او حوار لن يكون الا على رحيل النظام بكافة مرتكزاته وأركانه".
واضافت ان "الهيئة السياسية ترحب بأي حل سياسي او جهد دولي يؤدي الى تحقيق هذه الأهداف".
واوضح البيان ان هذا الموقف يأتي "تعقيبا على الجدل الذي أثارته تعليقات السيد رئيس الائتلاف على صفحته في الفيسبوك".
وكان الخطيب اعلن الاربعاء انه مستعد "كمبادرة حسن نية"، و"لتوفير المزيد من الدماء"، و"لان المواطن السوري في ازمة غير مسبوقة"، "للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام السوري في القاهرة او تونس او اسطنبول".
واثار موقف الخطيب الاربعاء جدلا ورفضا من المجلس الوطني، احد ابرز مكونات المعارضة الذي رفض "اي تفاوض مع النظام".
واوضح المتحدث باسم الائتلاف وليد البني الخميس لفرانس برس ان "اي صدام لم يحصل داخل الاجتماع، بل حصل توضيح لسوء فهم نتج من طريقة الادلاء بالتصريح امس".
في نيويورك، اعلن الابراهيمي الخميس انه لا ينوي العودة الى دمشق قريبا، متعاطيا بحذر مع اعلان الخطيب استعداده للتحاور مع ممثلين للنظام السوري.
وفي مقابلة مع المكتب الاعلامي في الامم المتحدة، اكتفى الابراهيمي بالقول "لقد اخذت علما" بهذا الاقتراح.
واضاف "اذا كنت ساعود الى سوريا فلانني ساكون في حاجة الى القيام بامر ما".
وكرر دعوة مجلس الامن الى "ازالة الالتباس" حول اعلان جنيف الذي يلحظ تشكيل حكومة انتقالية في سوريا من دون تحديد مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
ميدانيا، قتل حوالى خمسين شخصا خلال 36 ساعة في معارك طاحنة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
في الوقت نفسه، تستمر العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق حيث افاد المرصد اليوم عن محاولة اقتحام لبلدة حران العواميد من جانب القوات السورية.
وقال المرصد في بيان بعد الظهر "تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من جبهة النصرة واحرار الشام ولواء داود في حاجز الاسكان الواقع على طريق ادلب-سراقب بالقرب من بلدة سرمين ومحيط حاجز الكازية الواقع على طريق اريحا-سراقب".
واوضح ان القوات النظامية تحاول "اعادة السيطرة على الحاجزين بعدما تمكن المقاتلون من السيطرة عليهما امس".
واشار الى مقتل ما لا يقل عن 21 مقاتلا بينهم 12 من جنسيات عربية احدهم قيادي في جبهة النصرة و26 جنديا من القوات النظامية في المعارك المستمرة منذ صباح امس.
في ريف دمشق، افاد المرصد عن تعرض بلدات وقرى عدة لقصف من القوات النظامية ترافق مع اشتباكات عنيفة، الى جانب محاولة القوات النظامية "اقتحام بلدة حران العواميد".
وتشن القوات النظامية منذ اكثر من شهرين ونصف شهر حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يستخدمونها قاعدة خلفية لهجماتهم في اتجاه العاصمة.
في مدينة حلب (شمال) "تعرض حي بني زيد وأطراف حي الاشرفية لقصف من طائرات حربية بالتزامن مع اشتباكات تدور في المنطقة منذ الصباح"، بحسب المرصد.
وفي مدينة حمص (وسط)، قصفت القوات النظامية حي الخالدية واحياء اخرى محاصرة منذ اكثر من ستة اشهر.
وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الخميس 109 اشخاص هم 23 مدنيا و46 مقاتلا معارضا و40 جنديا، بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا للحصول على معلوماته.