أخبار

عرب نيويورك: الشرق الأوسط سيشهد صراعًا شرسًا على النفوذ

التقارب الأميركي الإيراني جاء ردًا على المحور المصري الإماراتي السعودي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رأى عرب مقيمون في نيويورك أن التقارب الأميركي الإيراني لم يأتِ إلا ردًا على تشكل محور سني قوي في المنطقة، يضم السعودية والامارات ومصر.

نيويورك: قال مواطنون عرب، يحملون الجنسية الأميركية ويقيمون في نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، إن التقارب الأميركي الإيراني الذي تشكلت ملامحه أخيرًا في الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وفي خطاب روحاني المتودد للغرب في الأمم المتحدة، جاء ردًا على تكوين المحور العربي السني القوي الذي يضم مصر والسعودية والإمارات، بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 في مصر، وبعد عزل الرئيس المصري الإخواني محمد مرسي وإقصاء جماعته عن سدة الحكم.

وأشار هؤلاء لـ"إيلاف" إلى أن رغبة واشنطن في التقارب مع طهران جاءت لإعادة التوازن في منطقة الشرق الأوسط وحماية مصالحها من جديد، بعد أن خسرت واشنطن رهانها على الإخوان المسلمين، وانهار تحالفها معهم، وبعد أن اختل ميزان القوى لصالح الحلف الجديد في المنطقة الذي يضم دولاً كبرى مثل السعودية ومصر والإمارات إضافة إلى البحرين والكويت، وذلك في مواجهة تركيا وإيران وقطر وإسرائيل، منفذي الخطة الأميركية لتقسيم المنطقة وتشكيل الشرق الأوسط الجديد.

ولفتوا إلى أن تضارب المصالح بين هذين الفريقين سيشعل صراعًا شرسًا على النفوذ في المنطقة بين إيران وتركيا وقطر من جهة، ومصر والدول الخليجية الأخرى من جهة أخرى. وأوضحوا أن انهيار الإخوان في مصر وحظر أنشطتها والقبض على قياداتها وتضييق الخناق على عناصر تمويلها سواء كان من الدول أو الأفراد، أدى إلى موت عناصر الجماعة في الدول الخليجية إكلينيكيا، ويعد ضربة قاصمة لسياسة واشنطن في المنطقة.

ضمان أمن إسرائيل

وذكر أحمد سعد، المحلل السياسي في العلاقات الدولية، أن واشنطن لا تهمها حماية المدنيين الأطفال والنساء والشباب والشيوخ من الموت في سوريا، "إنما ما يعنيها فقط هو نزع السلاح الكيميائي السوري من أجل ضمان أمن إسرائيل وحمايتها من أي خطر يمكن أن تواجهه من الجبهة السورية أو غيرها، والتقارب الذي بدت ملامحه تتشكل بين أوباما وروحاني ليس بجديد على الإدارة الأميركية الحالية، إنما هناك اتصالات مستمرة بين واشنطن وطهران منذ تولي أوباما الرئاسة في الولايات المتحدة في العام 2008"، الأمر الذي يعني أن واشنطن هي التي تحدد متى يمكن أن تعلن تقاربها مع طهران بشكل صريح ومتى يجب أن يكون ذلك التعاون سرًا، بناء على مصالحها في المنطقة وليس بسبب خطورة الملف النووي الإيراني على المنطقة، وفي ضوء تطور علاقاتها مع الدول الخليجية الرئيسية مثل السعودية والإمارات.

أضاف: "يبدو أن علاقات تلك الدول مع واشنطن لم تكن على ما يرام بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 واقصاء الإخوان ورئيسهم عن الحكم، الأمر الذي دفع بإدارة أوباما إلى جلب إيران إلى المشهد بقوة وبشكل علني عبر تطبيع العلاقات معها، ومحاولة جعلها ورقة ضغط تلعب بها في المنطقة بالتحالف مع تركيا وقطر في مواجهة الحلف المصري السعودي الإماراتي"، مبينًا أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد استقطابًا حادًا بين المحورين اللذين سيسعى كل منهما إلى بسط نفوذه على الآخر، وسيترتب على ذلك سباق تسلح كبير قد يدفع بعض الدول إلى السعى للحصول على القنبلة النووية إذا لم تفلح الضغوط في منع طهران من امتلاك السلاح النووي.

تقسيم المنطقة

وأوضحت جومانا سالم، وهي باحثة أكاديمية، أن الولايات المتحدة نجحت في تقسيم دول المنطقة إلى معسكرين متنافسين في الرؤى والأهداف ومتعارضين في المصالح، "فهناك دول تتصارع على الهوية الدينية وهل هي سنية أم شيعية، وأخرى تتصارع على طبيعة وشكل الدولة هل هي علمانية أم دينية، وهل هي ليبرالية أم إخوانية". وأضافت أن الملف النووي الإيراني لا يقلق إسرائيل أو الولايات المتحدة، فيمكنهما السيطرة عليه في أي وقت يريدان، لكن المشكلة أن واشنطن وتل أبيب تتخذان من ذلك الملف فزاعة لابتزاز دول المنطقة والحصول على امتيازات منها في مقابل الضغط على طهران لوقف برنامجها النووي.

وأشارت سالم إلى أن خسارة واشنطن رهانها على الإخوان في المنطقة جعلتها تبحث عن حليف جديد يمكنه لعب دور الاستفزازي والمشاكس في المنطقة، حتى لو كان ذلك الحليف هو إيران، وذلك لتنفيذ الأجندة الأميركية التي فشل الإخوان في تنفيذها، وهو ما أدى إلى تراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط ووصوله إلى أدنى مستوى.

فشل أوباما

قال عمر حسن، مهندس ميكانيكي، إن سياسة أوباما الخارجية فاشلة بامتياز حتى الآن، فهو لم يستطع أن يتخذ قرارات جريئة في الشؤون الخارجية خاصة في ما يتعلق بالملفين السوري والإيراني، مؤكدًا أن أوباما فقد بريقه الذي اكتسبه في فترة رئاسته الأولى سواء على المستويين الداخلي أو الخارجي، "فالاقتصاد الأميركي ما زال متعثرًا ومعدلات التوظيف منخفضة ومشاكل الديون والميزانية الفيدرالية لم تجد طرقًا واضحة للحل بعد".

وأضاف: " الرئيس السوري السفاح بشار الأسد مستمر في قتل الأطفال والنساء والشباب الأعزل دون أن يوقفه أحد، هذا علاوة على استمرار إيران في برنامجها النووي بكل نشاط نحو امتلاك السلاح النووي دون أي رادع، وكل هذا يمثل فشلًا ذريعًا لسياسة أوباما داخليًا وخارجيًا".

صراع نفوذ

ولفتت الجامعية فرح منصور إلى أن تودد روحاني لواشنطن وتفاؤل أوباما بذلك لا يعنيان على الاطلاق أن تطبيع العلاقات الأميركية الإيرانية سينهي المأساة الإنسانية في سوريا، كما أن ذلك التقارب لن يمنع طهران من التقدم في برنامجها النووي، مشيرة إلى أن أميركا تسعى إلى عدم تمكين مصر والسعودية والإمارات من التوحد في حلف واحد قوي يمكنه أن يفرض سيطرته ونفوذه على المنطقة بأكملها، وهو ما قد يضر بالمصالح الأميركية فيها.

وتتوقع منصور أن يشمل حيز التقارب الأميركي الإيراني دخول دول أخرى ذات صبغة إخوانية، مثل قطر وتركيا، في مواجهة الحلف العربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف