قيادته بحثت تداعيات خسارته انتخابات برلمان كردستان
حزب طالباني يقرر إجراء تغييرات عاجلة في تشكيلاته ومؤسساته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن حزب الرئيس العراقي جلال طالباني إجراء تغييرات عاجلة في مفاصله ومؤسساته على ضوء خسارته الأخيرة لانتخابات برلمان إقليم كردستان، التي وصفها بالمخيّبة للآمال، والتي لا تنسجم مع حجم وموقع وتاريخ الحزب، مؤكدًا أن هذه الخسارة تؤشر إلى العديد من نقاط الضعف والقصور في العمل التنظيمي.
أسامة مهدي: أكدت قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني (80 عامًا)، والذي يعالج في ألمانيا منذ أواخر العام الماضي من جلطة في الدماغ، أن خسارة الانتخابات تشير إلى إخفاق القيادة في لعب دورها المفترض في تلبية طموحات وتطلعات جماهير كردستان.
جاء ذلك إثر اجتماع عقده المجلس المركزي للاتحاد في محافظة السليمانية (330 كم شمال بغداد) بحضور معظم أعضائه "لمناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها على خلفية النتائج المخيّبة لآمال الحزب في انتخابات برلمان كردستان"، كما قال في بلاغ صحافي، أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم الثلاثاء.
نقاط ضعف
وأشار إلى أن سكرتير المجلس المركزي عادل مراد قد افتتح الجلسة بكلمة سلط فيها الضوء "على تداعيات النتائج المتدنية للاتحاد في انتخابات برلمان كردستان، والأسباب والعوامل التي أدت إلى خسارة الحزب لعدد من المقاعد البرلمانية، بما لا ينسجم مع حجم وموقع وتاريخ الاتحاد الوطني، معتبرًا ذلك مؤشرًا إلى العديد من نقاط الضعف والقصور في العمل التنظيمي وإخفاق القيادة في لعب دورها المفترض في تلبية لطموحات وتطلعات جماهير كردستان".
بعد فتح باب المناقشة والحوار وإجراء مناقشات مستفيضة معمقة بين أعضاء المجلس "بشأن الآليات والإجراءات والخطوات التي ينبغي اعتمادها لتفعيل وترصين مؤسسات ومفاصل الحزب وإعادة الحيوية وروحية العمل المشترك لأركانه"، فقد شدد المجلس المركزي على ضرورة تعديل وتصويب الآثار السلبية التي خلفتها نتائج انتخابات برلمان كردستان، والتي أعلن المكتب السياسي تحمّل تبعاتها".
وأصدر المجلس قرارات عدة، نصت على أن يقوم المجلس المركزي بإجراء تقويم ومراجعة لتحديد العوامل والمسببات، بهدف وضع خارطة طريق للإصلاح وتحديد خطوات التغيير المطلوبة في مختلف مفاصل ومؤسسات الاتحاد الوطني الكردستاني. كما قرر المجلس إجراء تغييرات عاجلة في مفاصل ومؤسسات الحزب، ولذلك فقد دعا إلى عقد جلسة طارئة في أقرب فرصة لوضع آليات التغيير المطلوبة، في مختلف المفاصل، وعلى مستوى القيادات العليا للحزب، بالتعاون والتنسيق مع المجلس المركزي.
زوجة طالباني تقرّ بالفشل
جاءت هذه القرارات بعد ساعات من إعلان زوجة طالباني هيرو إبراهيم أحمد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني rlm;مسؤولة المركز الأول لتنظيمات مدينة السليمانية، مقر الحزب، تخليها عن منصبها. وقالت أحمد في بيان rlm;صحافي إنها قبلت هذا المنصب في وقت كان الحزب والسليمانية في مرحلة صعبة، والكثير من rlm;أعضاء الحزب كانوا مترددين في قبول هذه المسؤولية.
وأضافت أنها تأسف لعدم قدرتها خلال عملها rlm;في مركز تنظيمات الاتحاد على إرضائهم. وقالت إنها لذلك فقد قررت الاستقالة، داعية مسؤولي rlm;تنظيمات حزب إلى اتخاذ خطوة مماثلة. rlm;وأوضحت هيرو في رسالة موجهة إلى قيادة الحزب "حينما قررت استلام منصب مسؤول المركز الأول لتنظيمات الاتحاد الوطني، حينها كان الاتحاد الوطني ومدينة السليمانية يمران بمرحلة صعبة، وعملت من دون هوادة لتحسين الأوضاع في تلك المرحلة، حيث كان يواجه الاتحاد الوطني تحديًا كبيرًا، والعديد من القياديين كانوا مترددين في استلام هذا المنصب".
وتابعت: استلمت هذا المنصب منذ 4 سنوات، وحاولت جاهدة أن أقدم المزيد من الخدمات إلى أهالي مدينة السليمانية والقرى والمناطق الأخرى، وفي هذه الفترة صادفتني العديد من المشاكل، وعملت بكل جهد وإخلاص لإيجاد حلول لبعض تلك المشاكل، وخاصة مسألة العقارات والخدمات العامة والعمال والموظفين والطلبة.
وأضافت هيرو "إن معظم المشاكل والقضايا التي كانت تصل إلى مركز التنظيمات كانت حلولها بيد الحكومة، ولكن لم نتمكن من حل جميع تلك المشاكل رغم تقديم الوعود بحلها". وأشارت موجّهة كلامها إلى المواطنين"مع الأسف الشديد لم أتمكن من حل جميع تلك المشاكل، وأن أكون موضع رضى البعض منكم، لذلك قررت العودة إلى العمل في المكتب السياسي، وترك مسؤولية المركز الأول للاتحاد لرفيق آخر". وأوضحت أنه لولا مساعدة ووقوف كوادر المركز إلى جانبها لكانت المهام الملقاة على عاتقها أكثر صعوبة.
حزب طالباني ثالثًا في الانتخابات rlm;
وبحسب النتائج شبه النهائية التي أعلنتها المفوضية العراقية العليا للانتخابات السبت الماضي، بعد فرز rlm;rlm;95 بالمئة من أوراق الاقتراع، فقد نال الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني على 719 rlm;ألف صوت، بينما نالت حركة "غوران" أكثر من 446 ألف صوت، في حين حلّ حزب الاتحاد الوطني rlm;الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ثالثًا، وحصل على 323 ألف صوت، وهي المرة rlm;الأولى التي يجد فيها الحزب نفسه في هذا المركز خلف حركة التغيير"غوران" التي كان أعضاؤها ينتمون إلى حزب طالباني، ثم انشقوا عنه قبل سنوات.
ونال حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني rlm;أصوات أكثر من 178 ألف ناخب، وحلّ في المركز الرابع، بينما نال حزب الجماعة الإسلامية rlm;الكردستانية في العراق أصوات أكثر من 113 ألف ناخب.rlm; إثر ذلك فقد أقرّ حزب طالباني بخسارته للانتخابات، واصفًا النتائج بأنها لا تليق بتاريخه النضالي، فيما rlm;أكدت قيادته تحمّلها مسؤولية هذه النتائج أمام أعضاء وأنصار الحزب. وقالت إنها ستحقق في أسبابها rlm;وتعيد النظر في آليات العمل والإدارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل rlm;تشكيلات الحزب. rlm;
وقال الحزب في بيان صحافي إن مكتبه السياسي بحث هذه النتائج، ووقف عند النتائج الأولية، وأكد أنها rlm;rlm;"مبعث قلق للاتحاد، وليست مفرحة، ولا تليق بتاريخ وموقع ونضال الاتحاد، لكنه سيأخذ النتائج الأولية rlm;كرسالة، مؤكدًا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة أمام الرفاق ومخلصي الاتحاد الوطني، كما سيقوم بالتحقيق rlm;في الأسباب المتعددة والمسببة لتلك النتائج بالتشاور مع المجلس القيادي والكوادر المتقدمة والمختصين rlm;من أصدقاء الاتحاد الوطني، وسيقوم بإعادة النظر في آليات العمل والإدارة والبرامج ومستلزمات العمل rlm;والمهام والمسؤوليات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني".
كما شدد المكتب السياسي على أن الاتحاد rlm;الوطني الكردستاني يحترم إرادة شعب كردستان، وسيلتزم بها، في إشارة إلى قبوله بالنتائج النهائية rlm;للانتخابات. rlm;يذكر أن أول انتخابات لبرلمان إقليم كردستان كانت قد جرت في 19 أيار (مايو) عام 1992، وتقاسم كل rlm;من حزبي بارزاني وطالباني مقاعد البرلمان بنسبة 50% لكل منهما.
الاتحاد الوطني .. سيرة انشقاقات ومعارك حزبية وسياسية
الاتحاد الوطني الكردستاني هو أحد الأحزاب السياسية الكردية في العراق، التي تأسست في منتصف السبعينات، وحملت شعار حق تقرير المصير والديمقراطية وحقوق الإنسان للشعب الكردي في العراق، وزعيم الحزب هو جلال طالباني، ونائبا الرئيس هما كوسرت رسول علي وبرهم صالح.
وقد تأسس الحزب في 1 حزيران (يونيو) عام 1975 كرد فعل للانهيار الذي منيت به الحركة الكردية بزعامة مصطفى بارزاني وحزبه الحزب الديمقراطي الكردستاني، عقب توقيع اتفاقية الجزائر بين الحكومة العراقية وإيران، والتي كانت تدعم الحركات المسلحة الكردية، ما أدى إلى انهيار كامل في الحركة الكردية، وانتهى المطاف ببارزاني إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث توفي فيها عام 1979 في مستشفى جورج واشنطن.
قبل هذا الانهيار كانت هناك بوادر خلافات ظهرت بين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى بارزاني وجلال طالباني الذي كان عضوًا في اللجنة المركزية للحزب آنذاك، ما أدى إلى انفصال طالباني عن الحزب، ليشكل حلفًا مع الحكومة المركزية العراقية حينذاك.
هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تشكيل طالباني حزبًا جديدًا لملء الفراغ الذي خلفه غياب الحزب الديمقراطي الكردستاني عن ساحة الصراع المسلح بين الأكراد والحكومة العراقية، فبدأ الحزب على شكل ائتلاف بين 5 قوى كردية مختلفة، كان أبرزها ثوار كردستان بزعامة طالباني، ومجموعة كادحي كردستان بزعامة نوشيروان مصطفى، وتم الاتفاق على تسمية الائتلاف بالاتحاد الوطني الكردستاني، وانتخب جلال طالباني رئيسًا، ومصطفى نائبًا له من 1975 حتى أواخر عام 2006، حيث أعلن استقالته من الحزب، وافتتح مركز "الكلمة"، الذي يهتم بالثقافة، ويصدر جريدة أسبوعية باللغة الكردية، إضافة إلى موقع إلكتروني يحمل اسم "الغد".. ثم افتتح عام 2009 قناة تلفزيونية فضائية إخبارية بأسم KNN أي "شبكة أخبار كردستان".
وكانت قاعدة حزب الاتحاد الوطني تتشكل من طبقة المثقفين من ساكني المدن على العكس تمامًا من الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي كان يعتمد بكثافة على العشائر الكردية من ساكني أطراف المدن، وكان الحزب ذا صبغة اشتراكية، وبعد تشكيله بسنة، بدأ حملة عسكرية ضد الحكومة المركزية. ثم توقفت هذه الحملة لفترة قصيرة في بداية الثمانينات في خضم حرب الخليج الأولى، حيث عرض الرئيس العراقي السابق صدام حسين صلحًا ومفاوضات مع الاتحاد، ولكن هذه المفاوضات فشلت، وبدأ الصراع مرة أخرى، حيث استخدم عناصر الحزب مختلف الأساليب لاغتيال وتصفية ضباط الجيش العراقي في القطعات المنتشرة على الحدود العراقية في كردستان العراق مع إيران، حتى حصلت لحزب جلال طالباني انتكاسة قاسية بعد استخدام الحكومة العراقية للأسلحة الكيميائية ضد الأكراد في عام 1988، واضطر حينها طالباني لمغادرة شمال العراق واللجوء إلى إيران.
بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 وانتفاضة الأكراد في الشمال ضد الحكومة العراقية، بدأت حقبة جديدة في حياة الحزب، حيث شكل إعلان التحالف الغربي عن منطقة حظر الطيران في مناطق كردستان ملاذًا للأكراد، وبداية تقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني.
ونُظمت انتخابات في إقليم كردستان العراق، وتشكلت في عام 1992 إدارة مشتركة للحزبين لإدارة الإقليم، غير أن التوتر بين الحزبين أدى إلى مواجهة عسكرية في العام 1994. وبعد جهود أميركية حثيثة وتدخل بريطاني ونتيجة اجتماعات عديدة بين وفود من الحزبين، وقع بارزاني وطالباني اتفاقية سلام في واشنطن في عام 1998.
ودخل الاتحاد الوطني الكردستاني خلال هذه السنوات في صراعات داخلية مع أحزاب كردية أخرى في شمال العراق، منها الصراع المسلح مع حزب العمال الكردستاني PKK بقيادة عبد الله أوجلان وبعض الأحزاب الإسلامية الكردية في شمال العراق، وهو ما أدى إلى تشكيل حكومتين منفصلتين في شمال العراق، الأولى بإشراف الاتحاد الوطني الكردستاني، واتخذت من محافظة السليمانية مقرًا لها، والأخرى بإشراف الحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي اتخذت من محافظة أربيل مقرًا لها.
وبعد الاجتياح الأميركي للعراق في ربيع عام 2003 طوى الاتحاد الوطني الكردستاني خلافاته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، ليشكلا زعامة مشتركة تطالب بـ"الحقوق القومية للأكراد"، وشارك الحزب في جميع التغيرات التي طرأت على الساحة العراقية، ابتداء من مجلس الحكم في العراق والحكومة العراقية الموقتة والحكومة العراقية الانتقالية إلى مشاركتها في الانتخابات العراقية.