أخبار

تأثير عرقلة الميزانية الأميركية محدود في الوقت الحالي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: لا يبدو الاقتصاد العالمي مهددا على الفور نتيجة شلل مؤقت للدولة الفدرالية الاميركية، لكنه خاضع لخطر عدم التسديد المتفاقم بعد 17 تشرين الاول/اكتوبر بغياب اتفاق سياسي بين الجمهوريين والديموقراطيين.

صباح الثلاثاء اتى رد فعل الاسواق الاسيوية والاوروبية على الاعلان هادئا، علما ان التعطيل المؤقت لخدمات الدولة الفدرالية الاميركية الذي سرى في الساعة 04,00 ت غ كان متوقعا. وافاد محللو الباري "لا تبدو الاسواق مضطربة بشكل خاص جراء تعذر تجنب تعطيل الدولة الفدرالية، او بالاحرى لا تبدو متفاجئة".

بالتالي يبدو اثر ذلك على اجمالي الناتج الداخلي لاول اقتصاد عالمي وبالتالي على العالم محدودا ولو انه حقيقي.واقر محللو رابوبنك ان "الاغلاق سيكون بالطبع مكلفا بالنسبة الى النمو الداخلي من حيث تراجع الطلب".

لكن هذه الكلفة "تعتمد بشكل اساسي على طول مرحلة" شلل الادارة الفدرالية بحسب كبير اقتصاديي يوني كريدي في الولايات المتحدة هارم باندهولز. واعتبر محللو فوركس دوت كوم ان اي فترة "تتجاوز 5 ايام سيكون لها اثر مادي على النمو في الفصل الرابع" متحدثين عن ارتفاع العجز واثر على ثقة اللاعبين الاقتصاديين.

وافاد محللو الباري ان "تعطيلا من ثلاثة اسابيع يشبه ما حصل قبل 17 عاما قد يحسم 0,5% من اجمالي الناتج الداخلي في الفصل". كما اعتبر محللو موديز اناليتكس ان الشلل لمدة ثلاثة او اربعة اسابيع سيكلف 1,4 نقطة من نسب اجمالي الناتج الداخلي الحقيقي في الفصل الرابع.

وذكر فريديريك دوكروزيه المحلل الاقتصادي في كريديه اغريكول سي اي بي "اننا في مرحلة انتعاش هشة (للاقتصاد العالمي) مع محركين هما الولايات المتحدة والصين وهما مترددتين...ويمكن للقوتين قلب الاوضاع في اي لحظة" وسيكون لذلك عواقب في سائر انحاء العالم.

في اخر ايلول/سبتمبر افاد مارك زاندي كبير اقتصاديي موديز اناليتكس ان "الاقتصاد الاميركي قام بخطوت كبرى (...) لكن الانتعاش فاتر وما زال الاقتصاد بعيدا عن مرحلة التشغيل الكامل". لكن التوترات الجارية ليست الا مقدمة بسيطة للخطر الفعلي المتمثل في تعطل كامل لزيادة قانونية لسقف الدين، حيث ان غياب الاتفاق بين الديموقراطيين والجمهوريين يهدد بمفاعيل اكثر اتساعا.

واعتبر محللو اوريل بي جي سي ان "المستثمرين ما زالوا يركزون على المفاوضات حول زيادة سقف الدين قبل 17 تشرين الاول/اكتوبر". "قد يؤدي الفشل الى عواقب وخيمة" على الصورة المالية للولايات المتحدة حول العالم بحسب رابوبانك.

الثلاثاء ذكرت وكالة التصنيف المالي ستاندارد اند بورز بانه "في حال عدم زيادة سقف الدين مع منتصف تشرين الاول/اكتوبر (...) فقد تعجز الولايات المتحدة عن الايفاء بجميع واجباتها"، ما قد يؤول تلقائيا الى عقوبة منحها تصنيف "اس دي" (التخلف الانتقائي عن السداد) عوضا عن "ايه ايه+" حاليا.

وان كانت شركة اميركية تعمل اليوم "وسط احتمال تخلف مقبل عن السداد، فذلك لا يشكل بيئة جيدة لاتخاذ قرارات استثمارية". لكن "العالم اجمع ينتظر انتعاشة الطلب الداخلي" كي يعتبر ان الاقتصاد الاميركي على الطريق الصحيح، بحسب دوكروزيه.

لكن التعطيل المؤقت للادارة الاميركية قد يفيد عددا من الدول الناشئة على غرار البرازيل وروسيا وتركيا، الخ. فهذه الدول تعاني من قسوة الاسواق منذ اشهر بسبب الانتهاء المرتقب لاجراءات دعم الاقتصاد الاميركي التي اتخذها الاحتياطي الفدرالي، الذي حفزهته مؤشرات الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة.

وفي مرحلة اولى اثارت هذه الاجراءات غير التقليدية تدفق رؤوس الاموال الى الاسواق الناشئة، ثم ادى وشوك نهايتها الى عكس هذا التوجه ما ادى الى تراجع ملحوظ في قيمة عملات هذه البلدان واضطرابات في اسواق اسهمها.

ولفت محللو فوركس الى ان "التعطيل يضاعف فرص ارجاء" انهاء اجراءات الدعم التي يطبقها الاحتياطي الفدرالي "الى العام المقبل"، ما يشكل "خبرا سارا للاسواق الناشئة" واشاروا الى ارتفاع قيمة الروبية الهندية الثلاثاء.

كما اعرب دوكروزيه عن القلق من نوع من "مراعاة السوق" التي تتصرف كانها مقتنعة بان المسؤولين الاميركيين سيتفقون في النهاية. وقال "عندما نكون وسط سيناريو يبدو فيه كل شيء مقرر، هنا قد تنحرف الامور عن سياقها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف