حقوقيون يتخوفون من احتمال إعدامهم
مصير المنشقين الصغار التسعة مجهول بعدما أعيدوا إلى كوريا الشمالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الديكتاتوريات تحوّل حياة شعوبها إلى جحيم، منهم من ينصاع ويعيش الأسى يوميًا، ومنهم من يخاطر بحياته للهرب من القبضة الحديدة الخانقة... كوريا الشمالية نموذجًا.
تملك كوريا الشمالية مواصفات كثيرة تجعلها في مصاف الدول المنبوذة، بسبب سجلها الأسود في مجال حقوق الإنسان. هذا الواقع دفع العديد من السكان للهرب من القمع والكبت في رحلة محفوفة بالمخاطر ونتائجها غير مضمونة، فالكثير منهم يعادون قسرًا بعد إلقاء القبض عليهم.
من بين هؤلاء تسعة منشقين صغار، غامروا بحياتهم، وهربوا بين الجبال والتضاريس الوعرة، فخابت آمالهم بالوصول إلى الحرية، بعدما ألقي القبض عليهم في لاوس، وأعيدوا إلى سجن ديكتاتوريتهم، فيما يتخوف نشطاء حقوقيون من أنهم أعدموا جميعًا عقابًا على فرارهم.
حلموا فأعدموا
في 29 أيار (مايو) الماضي، قامت الصين بتسليم تسعة منشقين لكوريا الشمالية، تم اعتقالهم بعدما حاولوا طلب اللجوء في لاوس، وأعيدوا إلى بكين ومنها إلى بيونغ يانغ. وهناك مخاوف من أن الهاربين الصغار، الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 23 عامًا، قد أعدموا بعد إعادتهم قسرًا إلى وطنهم، بعد رحلة طويلة وصعبة إلى حرية حلموا بها، وخاضوا من أجلها رحلة طويلة، تصل إلى أربع سنوات مضنية.
وفي حين أدانت الأمم المتحدة هذا القرار، قال مهرّبون في كوريا الجنوبية حاولوا مساعدة المنشقين على الهروب إنهم ساخطون من عدم استجابة حكومتهم لمساعدة الصغار على الحصول على اللجوء. وتم تصوير محنة الشبان على شرائط فيديو تعود إلى العام 2009، لكنها لم تظهر إلى العلن إلا أخيرًا. وكان هؤلاء الشبان الصغار يأملون في طلب اللجوء في لاوس، الخطوة الأولى نحو حياة جديدة في كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة، بعدما خاضوا رحلة طويلة وخطرة عبر الأراضي الصينية.
صقيع وسوء تغذية
يضطر معظم المنشقين عن كوريا الشمالية إلى عبور الحدود الشمالية لبلادهم، لكنهم لا يستطيعون التوقف هناك، لأن السلطات في الصين تعيد إرسالهم فورًا إلى البلاد. ويساعد مبشّرون من كوريا الجنوبية الكثير من منشقي الشمال بالتسلل منها عبر الحدود من الصين إلى لاوس. عندما التقوا بالمنشقين في كانون الأول (ديسمبر) 2009، كان العديد منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وقد عضّهم الصقيع مخلفًا تقرحات مؤلمة ومقززة، بعدما أمضوا أيامهم في الصين هاربين من السلطات، وناموا ليالي طويلة في العراء.
وقال أحدهم لقناة سي. أن. أن: "كان المنشقون الصغار يبحثون عن عظام السمك والأرز لمزجهما معًا كعصيدة، ثم يأكلون معجون الأسنان لمساعدتهم على هضمه". ووفقًا للتقرير المصور، عانى معظمهم من سوء التغذية وتقرحات القدم جراء الصقيع، كما إن بعضهم عانى من كدمات، قالوا إنها ناجمة من الضرب الذي تعرّضوا لهم من حراس الحدود عندما أمسكوا بهم يسرقون طعامهم.
وقال أحدهم: "لقد عانى الجميع من مرض السل، كما إن نموهم توقف بسبب سوء التغذية".
تعرّضوا للخداع
بعدما سلموا أنفسهم، اعتقل المنشقون وأعوانهم أسبوعين، ولم يحضر أي ديبلوماسي لزيارتهم في حجزهم. وفي 27 أيار (مايو، قيل لهم أن يحزموا حقائبهم للذهاب إلى كوريا الجنوبية. لكن عندما حاول المهربون متابعة التهم الموجهة إليهم في مكتب الهجرة، عرقلت جهودهم وأغلقت الأبواب في وجههم.
وفقًا للأمم المتحدة، تم ترحيل الشبان التسعة مرة أخرى إلى كوريا الشمالية عبرالصين، وآخر مرة شوهدوا فيها كانت على التلفزيون الرسمي للدولة، حين قالوا إنهم تعرّضوا للخداع لمغادرة البلاد، وشكروا الرئيس كيم جونغ أون على قبوله بعودتهم من جديد. وقالت جماعات حقوق الإنسان إن المنشقين الذين أعيدوا إلى كوريا الشمالية يتعرّضون للتعذيب في بعض الأحيان، وقد يكون مصيرهم الإعدام.
وقال أحد الرجال الذي ساعدهم على الهرب باكيًا: "إنه أمر لا يطاق، مجرد التفكير بأن هؤلاء الأطفال أخذوا منا يثير الحزن". وأضاف: "ما يثير غضبي حقًا هو رد فعل كوريا الجنوبية، وطريقة تعاملها مع الأمر".