أخبار

المشاهدون يهوون مشاهدة هفوات المذيعين

عطسة تهز قناة "العربية" (فيديو)

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أثارت عطسة على الهواء مباشرة في استوديو العربية نوبة ضحك المذيعة وضيفها الخبير الاقتصادي، فكسرت الرتابة.

إيلاف من بيروت: إن تولي برنامج تلفزيوني يبث مباشرًا على الهواء من أخطر المهن على الاطلاق، خصوصًا إن كان البرنامج جديًا، يتناول الأرقام والاستثمارات والأرباح... ففي هذه لا مجال للمزاح أبدًا، إذ تذهب فيها أعناق، وتقطع فيها أرزاق. إلا أن الرتابة أيضًا تحول هذه البرامج "الاقتصادية" إلى مادة جديرة بأن تستخدم للتنويم المغناطيسي.

عطسة عربية

انطلاقًا من هذا، تحاول الفضائيات العربية، وبينها قناة "العربية"، تلوين هذه البرامج بجداول ملونة توقظ البصر، وبأرقام متطايرة توقظ العقل، وبأسهم رابحة تنعش النفس... وبعطسة مارة مرور الكرام، لولا انتباه الضيف إليها، وتوقف المذيعة عن الكلام ضاحكة ملء فمها، معتذرة عمّا حصل، في فاصل لم يؤثر كثيرًا بل أنعش الحلقة الاقتصادية، وكسر روتينها وجمودها وجفاف مادتها.

فهذه العطسة بدرت من عامل خلف إحدى الكاميرات. ولو كانت لتحصل مثلًا في إحدى الأقنية الرسمية لأي دولة عربية، لكانت المذيعة اليوم تفتش عن عمل، ومرتكب العطسة في خبر كان.

المذيع سلطة اعلامية

المشاهدون العرب يهوون التمتع بأخطاء المذيعين والمذيعات. وبحسب مختصين بعلم النفس الاجتماعي، مذيع الأخبار سلطة بالنسبة إلى المشاهد. فمن دون تفكير، يتلقى المتلقي، أي المشاهد، الخبر من مذيع يعرف أنه يعرف أكثر منه، خصوصًا إن كان المشاهد لا يشاهد إلا أقنية يوافقها الرأي.

فالتحليل الذي يخرج من المذيع في خلال نشرة الأخبار يصبح المادة المنزلة التي يتمسك بها المتلقي ويحولها مادته الخاصة، يجاهر بها، وينسبها إلى نفسه، معتمدًا على أن من أتاه بها "سلطة إعلامية جديرة بالثقة".

فإن أخطأ المذيع أو المذيعة، أو عطس أو ضحك، يشعر المتلقي أن هذا المرجع "يتنازل" ليلاقيه في منتصف الطريق، أي يقترب من صفاته الآدمية، أو أصبح صديقه. وهذا ما دعا بإدارات الفضائيات في كل الدول الغربية إلى فسح المجال أمام المذيع ليكون على سيجيته، وخصصت برامج فكاهية تعرض فيها هفوات المذيعين وأخطاءَهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف