أخبار

وسطية الرئيس الإيراني واعتداله في مهبّ الريح

روحاني في مأزق بسبب قانون يبيح للرجل الزواج من ابنته بالتبني

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إقرار البرلمان الإيراني قانوناً يسمح بزواج الرجال من بناتهم بالتبني، وهنّ في سن الـ 13 عاماً، قد ينسف كل ما قيل عن سياسة الانفتاح والاعتدال ونبذ التشدد التي يتميز بها الرئيس الجديد حسن روحاني.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: موجة كبرى من الجدل أثيرت في إيران وخارجها حول مدى سياسة الانفتاح والوسطية التي ظهر بها مؤخراً الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بعد إقرار البرلمان الإيراني قانوناً يسمح بزواج الرجال من بناتهم بالتبني وهن في سن الـ 13 عاماً.

ووُجِّهَت الانتقادات لروحاني، الذي بدأ يحظى بسمعة طيبة في الغرب على خلفية تصريحاته ومواقفه المعتدلة، بعدما تم الإعلان عن تمرير ذلك القانون المثير للجدل والذي أظهر أن المعتقدات الصارمة داخل الحكومة الإيرانية لا تزال قائمة ولم تختفِ بعد.

وجاء هذا القانون بعد مرور أيام قليلة على تلك المكالمة التاريخية التي أجراها روحاني مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهي الأولى التي تتم بين رئيسي البلدين منذ 34 عاماً، وكذلك المقابلة التي أجراها مع محطة السي إن إن الإخبارية الأميركية التي أقر خلالها بالمحرقة النازية لليهود، التي لطالما أنكرها المسؤولون في إيران.

وجاء هذا القانون مثار الجدل ليثير زوبعة بشأن سن الزواج القانوني، بيد أن التخوف بشأن زنا المحارم جاء ليشكل عاملاً إضافياً بالنسبة لناشطي حقوق الإنسان.

وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة الغارديان البريطانية، قالت المحامية شادي صدر من جماعة العدالة من أجل إيران: " يضفي هذا القانون صفة الشرعية على مسألة الاعتداء الجنسي على الأطفال. ولا يعتبر الزواج من أطفالك بالتبني جزءًا من الثقافة الإيرانية. المحارم موجود في إيران كما هو الحال في باقي الدول حول العالم، لكن القانون يضفي الشرعية على مسألة اشتهاء الأطفال ويعرض أطفالنا للخطر

وقالت شادي إن ذلك القانون ليس إلا حيلة تشريعية تهدف للالتفاف على المعايير التقليدية للعلاقة الأبوية، مع استمرار بروز الجانب الجنسي للزواج رغم تهدئة الأمر علانيةً.

وتعتبر قضية زواج القاصرات من بين أبرز القضايا المثيرة للقلق في الجمهورية الإسلامية، في الوقت الذي أشارت فيه وكالة الأنباء الرسمية إلى وجود 42 ألف طفلة تتراوح أعمارهن ما بين 10 و14 عاماً ممن تم تزويجهن خلال العام 2010.

وأكدت الغارديان في هذا الإطار أنه في حالة اجتياز القانون لكافة العقبات القانونية لكي يتم تطبيقه، فإنه سيعتبر خطوة إلى الوراء بعد ظهور بوادر اعتدال في سياسة إيران.

ومن الجدير ذكره أن روحاني كان حريصاً عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية على بذل مجهودات واضحة لكي يبدو زعيماً تقدمياً من خلال إطلاق حساب رسمي له عبر موقع تويتر، وإظهاره للشعب الإيراني الذي يستخدم شبكة الإنترنت في نطاق محدود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف