أخبار

صرنا ثوبًا ممزقًا وأريد العودة لا غير ذلك

ناطور سوري في لبنان: لنعد إلى مبادرة الخطيب أفضل من "مسخرة" جنيف

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من السوريين اليوم من يستذكرون مبادرة أحمد معاذ الخطيب، حين كان رئيسًا للإئتلاف السوري المعارض، ويترحمون عليها، لأنها كانت تحمل بذور حل رفضه الثوار، قبل أن يرفضه بشار.

بيروت: حين كان أحمد معاذ الخطيب رئيسًا للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، أطلق في 23 أيار (مايو) الماضي مبادرة شخصية، نشرها على صفحته على موقع فايسبوك.

قضت مبادرته حينها بأن يعلن الرئيس السوري بشار الأسد، وخلال عشرين يومًا من تاريخ صدور المبادرة، قبوله بانتقال سلمي للسلطة، وتسليم سلطاته كاملة إلى نائبه آنذاك فاروق الشرع، أو رئيس الوزراء وائل الحلقي، وأن يغادر البلاد ومعه 500 شخص يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم الى اي بلد يرغب باستضافتهم.

بالرغم من تأكيد الخطيب حينها أنه طرح مبادرته منعًا لاضمحلال سوريا، شعبًا وأرضًا واقتصادًا، وتفكيكها انسانيًا واجتماعيًا و"استجابة عملية لحل سياسي يضمن انتقالًا سلميا للسلطة"، وبأنها سورية المنبع والهدف، وبالرغم من دعوته السلطة وجميع فصائل الثوار والمعارضة إلى تبنيها مخرجًا من الكارثة الوطنية، والمجتمع الدولي إلى رعايتها، تعرض حينها لحملة من جانب المعارضين السوريين في الخارج، ما أعفى النظام السوري من مشقة رفضها.

التحطيم المستمر

أمس، وفي "بوست" على صفحته على فايسبوك، استعاد الخطيب هذه المبادرة، متحسرًا على ما آلت إليه الحال في المناطق المحررة، وما وصلت إليه الثورة والمعارضة من تهتك وتفسخ وعدم توحد، وذلك من خلال عتب يرقى إلى مرتبة اللوم، مع رشة خفية من الشماتة.

وكتب أحمد الخطيب في "بوسته": "أحد أكبر العيوب في العمل: التحطيم المستمر... إطلاق سراح المعتقلين: ليست له فائدة لأن النظام سيعتقلهم... إعطاء الناس جوازات سفر: عمل تافه... المطالبة برحيل رأس النظام مع 500 من اتباعه حقنًا للدماء: خيانة لدماء الشهداء... التفاوض: عار... العلاقات العامة: إضاعة وقت... الحملات الإعلامية: هل هذا أقصى ما تفعلونه؟".

وأضاف: "أكرر وسأكرر: أيها المساكين بل الأغبياء: هل بقي شيء أو مرجعية أو فكرة لم تحطموها؟ النظام يزداد تماسكًا، وأنتم لا تتركون شيئًا إلا وتدمرونه". وختم كاتبًا: "وأخيرًا، إلى كل الجهات: من المخجل أن يجتمع كل فترة بعض الأشخاص ثم يصدرون قرارات باسم الشعب السوري.. من الإدانة والتخوين وحتى الإعدام!! أيها البلداء: الشعب السوري يتجه إلى الفناء.. أزيحوا عن طريقه فربما تكتب له فرصة للنجاة".

قميص عثمان

وهو يحمل شهادة الماجستير في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، وليسانس في الفنون المسرحية.

من بين المعارضين السوريين، قلة بينهم الخطيب مستمرة في التغريد بآرائها والتواصل إجتماعيًا، من دون الانشغال بأحوال السوريين، الذين يجدون أنفسهم اليوم، كما قال أبو رامي لـ"إيلاف". وأبو رامي هو لاجئ سوري يعمل ناطورًا لبناء في بيروت وهو من حملة شهادة الماجستير في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وأيضًا اجازة في الفنون المسرحية.

ويتابع أبو رامي: "نترحم على زمن قال فيه أحمد الخطيب ليخرج بشار ومعه صحبه، ولنتفاوض لبقاء سوريا، وأنا كنت من الذين دعوه جهارًا للتنحي والتزام البيت والصمت حينها، وما كنت أفكر بأننا سنصير ثوبًا ممزقًا بين الأمم، ينهشنا كيميائي الأسد، ويقتلنها أجانب ارتدوا الدين قميص عثمان، وأرادوا دولة إسلامية في العراق والشام".

حين قرأ أبو رامي "بوست" الخطيب، وهو الذي يفخر بأنه أنقذ حاسوبه الشخصي ومصاغ زوجته وسيارة ابنه ذي الأعوام الثلاثة حين نزح من ريف حمص، فرغت عيناه من كل معنى. "نعم"، قال. "نعم، لا نبرع نحن السوريون إلا بأمرين، تحطيم ما يجب أن نجبر، ورمي المسؤولية على الآخرين، فلو بقينا على كلمة الخطيب في أيار، لربما كنا سنعود إلى بلدنا في أيار القادم، أما اليوم، فكل الدول تستقدمنا لاجئين إليها كما تستقدم العمالة الأجنبية، وحبل العودة مقطوع، والمعارضة معارضات لتركيا كثيرًا، ولقطر كثيرًا، وللجهاد كثيرًا، ولسوريا قليلًا".

ماذا يريد؟

من غرفته تحت الدرج، يتابع أبو رامي ليلًا كل تفاصيل الحياة السورية على الانترنت، بعدما كان شرطه الوحيد على لجنة البناية حصوله على اشتراك مجاني قبل الراتب وقبل الاقامة. ومن غرفته هذه يبدو أنه يعرف الكثير، وينطق بما يريد كثيرون أن ينطقوا به.

وقال لـ"إيلاف": "من يقرأ التقرير الأخير الذي أصدرته الأمم المتحدة حول الاوضاع في سوريا، يعرف توًا أن رياحه لا تجري كما تشتهي سفن دول مثابرة على اسقاط بشار، لأنه يكيل لكل من أطراف الصراع حصته في التهم بالعنف وبالتعذيب وبالقتل، ولا داع بعد لننفي أن ثمة في سوريا من يقتل صائحًا الله أكبر، وأن ذلك لن يتركنا لخيارنا الديمقراطي في سوريا، فنحن أي المعارضة من غض الطرف على التكاثر الإسلامي المتشدد، فحطمنا الثورة، ونحن أي المعارضة من يقول إن هذا التكاثر هو أحد تعبيرات الشعب السوري عن خيبته من المجتمع الدولي، فنرمي المسؤولية على العالم".

يريد أبو رامي الآن أن يعود إلى مبادرة أحمد الخطيب، لأن جنيف-2 ستكون "مسخرة، فالمعارضات السورية لن تتوافق على وفد واحد، فما الجدوى أن نذهب ليكون جدول الأعمال منقولًا نوعًا ما عن مبادرة الخطيب؟". ويريد أبو رامي أن يعود إلى سوريا. نقطة على السطر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف