أوباما: لا يوجد طرف رابح في إغلاق الحكومة الفدرالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قال الرئيس الاميركي باراك اوباما اثناء نزهة غير معتادة خارج البيت الابيض الجمعة انه "لا يوجد طرف رابح" من اغلاق الحكومة المركزية، الذي بدأ الثلاثاء.
جاءت تصريحات اوباما في محاولة لإصلاح الضرر، الذي تسبب به تصريح على لسان احد كبار مساعديه بان الادارة لا يهمّها الى متى يستمر اغلاق الحكومة، لانها تشعر بانها هزمت الجمهوريين. وقال اوباما، في اشارة الى معاناة الموظفين الحكوميين، "لا يوجد رابح عندما لا تعلم الأسر ما اذا كانت ستتلقى رواتبها ام لا". واضاف "لا احد رابح.. هذه هي النقطة المهمة. يجب ان ننهي هذا الوضع بالسرعة الممكنة".
وسار اوباما برفقة نائبه جو بايدن، يحيط بهما عناصر الحرس الرئاسي، في شارع بنسلفانيا، وتوجّها الى محل لبيع الساندويشات يقدم خصمًا بنسبة 10% لموظفي الحكومة المتوقفين عن العمل.
وكان مشهدًا نادرًا لأوباما وهو يسير في منطقة لم يقم الحرس الجمهوري بإخلائها مسبقًا. وجاءت هذه النزهة النادرة بعد يوم من محاولة امرأة اقتحام الحاجز الأمني للبيت الابيض بسيارتها، قبل قتلها بالرصاص بالقرب من مبنى الكونغرس.
وصرح اوباما للصحافيين ان "اغلاق الحكومة يمكن ان ينتهي اليوم"، داعيًا رئيس مجلس النواب جون باينر الى السماح بالتصويت على إجراء تمويل لأجل قصير لإعادة فتح الحكومة. وقال اوباما "اعيدوا افتتاح الحكومة، واضمنوا أن نتمكن من دفع الفواتير المترتبة علينا".
واستغل الجمهوريون تصريحًا ورد في مقال في صحيفة وول ستريت جورنال لأحد كبار مساعدي البيت الابيض، قال فيه ان البيت الابيض "يربح" المواجهة مع الجمهوريين في الإغلاق، الذي دخل يومه الرابع. وانتقد باينر تلك التصريحات، وقال ان اغلاق الحكومة "ليس لعبة".
من جهته انتقد رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر في الكونغرس بشدة البيت الابيض الجمعة بسبب رفض الرئيس باراك اوباما التفاوض على انهاء اغلاق الحكومة الفدرالية قائلا "هذه ليست لعبة".
وجاءت تصريحات باينر الحادة عقب خروجه من اجتماع للحزب الجمهوري وانتقد مسؤولا لم يسمه في الادارة الاميركية تردد انه قال انه "من غير المهم" الى متى يستمر اغلاق الحكومة الفدرالية لان البيت الابيض "يكسب" معركة الموازنة. وصرح باينر للصحافيين "هذه ليست لعبة .. الشعب الاميركي لا يريد ان تغلق حكومته كما انني لا اريد ذلك". واستغل الجمهوريون تصريحا ورد في مقال في صحيفة وول ستريت جورنال لاحد كبار مساعدي البيت الابيض قال فيه ان البيت الابيض "يربح" المواجهة مع الجمهوريين في الاغلاق الذي دخل يومه الرابع.
واوضح البيت الابيض انه "نظرا الى شلل الدولة الفدرالية، فان رحلة الرئيس اوباما الى اندونيسيا وبروناي قد الغيت. اتخذ الرئيس هذا القرار نظرا الى الصعوبة في تنظيم رحلته" في مثل هذه الفترة. واضاف البيت الابيض ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيترأس الوفد الاميركي الى اندونيسيا وبروناي، حيث ستعقد على التوالي قمة "منتدى التعاون في اسيا-المحيط الهادئ" اعتبارا من الاثنين ثم قمة اسيان (رابطة دول جنوب شرق اسيا) وشرق اسيا اعتبارا من الاربعاء.
واختصر اوباما في اليومين الماضيين جولة كانت مرتقبة له في المنطقة، اذ تم الاعلان في وقت سابق عن الغاء محطتين من الجولة في ماليزيا والفلبين، ايضا بسبب ازمة الميزانية. واوضح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان اوباما ينوي "مواصلة حث الجمهوريين على السماح بتصويت في الكونغرس من اجل الانتهاء من شلل الدولة".
واضاف ان "هذا الشلل الذي كان بالامكان تفاديه بالكامل، يمثل ضربة لقدرتنا على انشاء وظائف من خلال الترويج للصادرات والمصالح الاميركية في منطقة (الدول) الناشئة الاهم في العالم"، في حين جعل اوباما من تعزيز الحضور الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الاميركي في اسيا احد اولوياته منذ العام 2009. واكد كارني ان اوباما يعتزم "مواصلة العمل مع حلفائنا وشركائنا في منطقة اسيا -المحيط الهادئ والعودة الى المنطقة في موعد لاحق" لم يحدده.
وبسبب عدم الاتفاق على الميزانية في الكونغرس، لا تزال الادارت المركزية في الولايات المتحدة مقفلة جزئيا منذ الساعة 04,00 ت غ من صباح الثلاثاء، وتم وضع حوالى 900 الف موظف فدرالي، اي 43% من عدد الموظفين الاجمالي، في حالة الاجازات غير المدفوعة. والجمعة اعلنت المجموعة الاميركية الناشطة في مجال الدفاع "لوكهيد مارتن"، اكبر مزود لوزارة الدفاع الاميركية، انها ستضع ثلاثة الاف من موظفيها في اجازة من دون راتب اعتبارا من الاثنين على اثر الشلل الجزئي الذي اصاب هيئات حكومية في الولايات المتحدة.
وقالت المجموعة في بيان ان هذا العدد سيزداد على مر الاسابيع في حال تواصل هذا الوضع الناجم من خلاف بين الجمهوريين والديموقراطيين حول الموازنة الفدرالية. ولم يتم الخميس تحقيق اي تقدم على صعيد المساعي لحل هذا الشلل غير المسبوق في البلاد منذ العام 1996.
وصوّت مجلس النواب الذي يسيطر عليه خصوم اوباما الجمهوريون، لصالح اعتماد تدابير جزئية وموقتة مع تيقنهم من ان مجلس الشيوخ بغالبيته الديموقراطية سيرفضها شأنه في ذلك شأن البيت الابيض. ويرفض النواب الجمهوريون المعارضون لاصلاح نظام التأمين الصحي الذي تقدم به اوباما في العام 2010 والذي دخل جزء مهم منه حيز التنفيذ الثلاثاء، التصويت على ميزانية لن تلغي التمويل.
كما هدد هؤلاء النواب بربط هذه المسألة بموضوع رفع سقف المديونية، وهو ما يتعين القيام به قبل 17 تشرين الاول/اكتوبر الجاري. واذا لم يعط الكونغرس موافقته، يمكن للولايات المتحدة ان تتخلف عن سداد مستحقاتها اعتبارا من هذا التاريخ، وهو وضع غير مسبوق جددت وزارة الخزانة التحذير منه الخميس.
وجاء في تقرير للوزارة للتحذير من "تخلف كارثي عن السداد"، ان "سوق القروض يمكن ان يتجمد، قيمة الدولار يمكن ان تنراجع بقوة ومعدلات الفوائد الاميركية يمكن ان تسجل ارتفاعا كبيرا، ما يؤدي الى ازمة مالية وانكماش يذكران باحداث العام 2008، وربما اسوأ".
كذلك رفع وزير المال جاكوب ليو حدة التحذيرات مساء الخميس مؤكدا في مقابلة تلفزيونية انه سيكون من "الخطير" الاعتقاد انه سيتبقى "اموال في الادراج" لتأمين حسن سير ادارات الدولة من دون زيادة القدرة على الاقتراض للبلاد. بدوره، ابدى وزير المال الياباني تاسو اسو الجمعة قلقه من التأثير المحتمل لهذا المأزق المالي الاميركي على الاقتصاد العالمي وسوق العملات. وقال "اذا لم يتم حل هذه المسألة بسرعة، سيكون هناك تداعيات مختلفة" على التركيبة الاقتصادية العالمية. ومن المقرر ان يلتئم مجلس الشيوخ الاميركي طوال نهاية الاسبوع، بحسب زعيم الغالبية الديموقراطية هاري ريد.