تدفّقهم مستمر وباتوا يشكلون 25 % من إجمالي السكان
معاناة لبنان قد تستمر طويلاً إن تشبث اللاجئون السوريون بالبقاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يواصل السوريون الهاربون من الحرب تدفقهم أفواجا أفواجا على لبنان، وتخشى الدوائر اللبنانية المكلفة بشؤون اللاجئين تشبث مئات الآلاف منهم بالبقاء ورفض المغادرة.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: مع استمرار الحرب في سوريا، وتواصل تدفق اللاجئين على لبنان بأعداد كبيرة، بدأت تظهر مخاوف الآن من تشبث مئات الآلاف من الوافدين الجدد بالبقاء هناك ورفض المغادرة على الإطلاق، وسط مخاوف أخرى من أن تتفاقم حدة الصراع الطائفي.
ولفت في هذا السياق العميد إبراهيم بشير، أمين عام الهيئة العليا للإغاثة، تلك الوكالة الحكومية المنوطة بمساعدة اللاجئين الذين يلوذون بالفرار من الصراع المشتعل في سوريا، إلى أنه كان يتوقع حدوث ذلك وأنه حذر الحكومة منذ أكثر من عامين، حيث سبق له أن طالبها بعدم إضاعة الوقت والبدء في بناء مخيمات للاجئين.
لكنه أشار إلى أن السلطات الحكومية المنقسمة للغاية في لبنان لم تُحرَك ساكناً، وأن الوقت قد تأخر للغاية، وأضاف في السياق نفسه: "لدينا كل هذه المشكلات الصعبة. مجرمون، فتيات ليل، وشحاذون في كل مكان بمختلف أنحاء البلاد".
وتابع: "المشكلة الآن هي أنه كيف يمكن لبلد صغير أن يستوعب كل هذه الأعداد من اللاجئين ؟ واللاجئون السوريون يشكلون الآن نسبة قدرها 25 % من إجمالي السكان هنا".
وما يزيد الأوضاع سوءًا هو تسجيل قدوم 3000 وافد جديد كل يوم في أحد المراكز الأربعة التي تدار من جانب وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وإلى الآن تم تسجيل دخول أكثر من 750 ألف لاجئ، من بينهم 625 ألف خلال العام الجاري وحده.
ونوهت مجلة دير شبيغل الألمانية واسعة الانتشار إلى أن تدفق اللاجئين بهذا الشكل يعمل على زعزعة استقرار لبنان الذي يعاني بالفعل حالة وهن وتمزق نتيجة الحرب.
ويجد اللاجئون أنفسهم الآن محاصرين بين الجبهات المختلفة في لبنان. والمشكلة الأخرى التي أشارت إليها المجلة هي عدم امتلاك منظمات الإغاثة ما يلزمها من الأموال، التي كانت تستعين بها في كثير من الحالات من أجل تلبية كثير من الأشياء.
ومع تضخم أعداد اللاجئين واحتمال وصولها إلى مليوني شخص، يتكهن بشير باحتمال أن يبدأ اللبنانيون في الهرب من لبنان، خاصة وأنهم يعيشون منذ عقود مع مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، الذين لا يستطيعون العودة إلى المقاطعات الفلسطينية ولا يمكنهم أن يصبحوا مواطنين لبنانيين، وهذا هو لب المشكلة.
كما أشارت دير شبيغل إلى حقيقة تأثر العاصمة اللبنانية بيروت جراء تواصل تدفق اللاجئين السوريين، خاصة وأن المحلات والشوارع هناك تكاد تكون خاوية على عروشها. فضلاً عن توقف تدفق السياح الخليجيين منذ بدء الحرب الأهلية في الجارة سوريا.
وأضافت المجلة أن الأزمة آخذة في التزايد، خاصة في ظل عدم وجود حكومة ثابتة في لبنان يمكنها اتخاذ قرارات حاسمة، منذ تقدم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي باستقالته في آذار/ مارس الماضي، وبالتالي لا يوجد من ينصت لمقترحات بشير لحل الأزمة.
وقال شاب سوري يدعى سامي، يتواجد في محطة للغاز في إحدى مقاطعات بيروت المسيحية: "الأوروبيون يريدون قتلنا نحن المسيحيين السوريين. يدعمون المجرمين الذين يدمرون منازلنا. كما يقوم الثوار بقتل المسيحيين الذين يرفضون اعتناق الإسلام، بل ويقومون باغتصاب نسائنا".