نفذتها قوات أميركية خاصة بعد سنوات من المطاردة
عملية الفجر في طرابلس تُسقط "أبو أنس الليبي"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد سنوات من المطاردة والرصد، وقع الإرهابي الليبي نزيه عبدالحميد الرقيعي (أبو أنس الليبي) في قبضة الولايات المتحدة في عملية نوعية نفذتها قوات خاصة أميركية فجر الأحد في طرابلس.
يعتبر أبو أنس الليبي الذي يحتجز حاليًا في منشأة أمنية خارج ليبيا من أبرز الإرهابيين وأعداء الولايات المتحدة خلال كافة تنقلاته بين السودان، وكينيا، وباكستان، وإيران وأفغانستان، وحتى بريطانيا. وكانت الحكومة الاميركية عرضت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقاله.
وانتهت أسطورة "أبو أنس الليبي" البالغ من العمر 49 عاماً، الذي عاد الى ليبيا خلال الثورة التي اطاحت حكم القذافي 2011 فجر الأحد، بعد عملية نفذتها قوة أميركية خاصة في العاصمة، طرابلس، في مهمة تمت عقب إخطار السلطات الليبية.
تفجير السفارات
وكانت الولايات المتحدة تطارد "الليبي" للمثول أمام محاكمها لدوره في تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا، إذ سقط في الهجومين حوالي 200 قتيل وآلاف الجرحى في العام 1998. ويشار إلى أنه في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي شوهد أبو أنس الليبي في العاصمة الليبية طرابلس. ونقلت عن مصادر للمخابرات الغربية قولها إن هناك مخاوف من احتمال أن يكون قد كلف بانشاء شبكة للقاعدة في ليبيا.
ونقلت تقارير عن محللين في مجال مكافحة الارهاب قولهم إن الليبي ربما لم يعتقل في ذلك الوقت بسبب الوضع الامني الدقيق في مناطق كثيرة من ليبيا ،حيث يسيطر الجهاديون على الوضع. ووصف كبير مراسلي شبكة (سي إن إن) المختص في شؤون القاعدة، نيك روبرتسون اعتقال الليبي بـ"الخطوة الكبيرة،"، مضيفاً أنه "قيادي مهم للقاعدة وأحد أبرز الأهداف في المنطقة.. شمال أفريقيا".
ويذكر أن نزيه عبد الحميد الرقيعي الذي حمل اسماً حركياً هو (أبو أنس الليبي)، وانضم إلى القاعدة بعد تأسيسها في أفغانستان وباكستان، وانضم إلى زعيمها الراحل، أسامه بن لادن، لدى انتقاله إلى السودان في العام 1992، واشتهر خلال فترة التسعينيات باعتباره واحداً من أكثر عناصر القاعدة خبرة تحديداً في الاستطلاع وتقنية المعلومات.
وفي العام 1993، كشف أحد رفقائه عن تواجده في نيروبي لاستكشاف أهداف محتملة من بينها السفارة الأميركية، وبعد ذلك بخمسة أعوام، فجر الهدف في عملية قتل فيها أكثر من 200 شخص و5 آلاف جريح، وبالتزامن، فجرت السفارة الأميركية في تنزانيا، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا.
المجموعة الليبية المقاتلة
وفي مرحلة ما، انضم إلى "المجموعة الليبية المقاتلة" الجهادية قبل انتقاله إلى قطر ومن ثم بريطانيا، حيث استقر في مدينة مانشستر، حيث داهمت الشرطة مقر إقامته في العام 2000، إذ عثر على مستندات قيمة من بينها وثيقة سميت لاحقاً بـ"دليل مانشستر"، وهو عبارة عن مئات الصفحات الإرشادية بكيفية تنفيذ حملات إرهابية، من بينها مهاجمة وتفجير وتدمير سفارات.
ولكن لم يعثر على أثر الليبي، الذي كان قد غادر البلاد قبل عملية الدهم. وانتقل إلى أفغانستان وفر منها، مع سقوط حكم حركة "طالبان"، إلى إيران، وتعتقد الاستخبارات العربية أنه استقر هناك قبل عودته مجدداً إلى موطنه ليبيا.
ورصدت الاستخبارات الأميركية 5 ملايين دولار كجائزة لمن يدلي بمعلومات تقود مباشرة لاعتقاله، وتقول صفحته على موقع الجهاز الإلكتروني، إنه "متهم بالتآمر لقتل مواطني الولايات المتحدة الأميركية، والشروع بجرائم قتل، وتدمير مبانٍ وممتلكات خاصة بالولايات المتحدة... وتدمير المرافق الدفاعية القومية للولايات المتحدة.
العودة لليبيا
وقبل ذلك في كانون الاول (ديسمبر) العام 2010، قبل اندلاع الثورة الليبية التي انتهت بالإطاحة بمعمر القذافي، كشفت السلطات الليبية للجنة الأمم المتحدة عن عودته إلى ليبيا، وتعتقد أجهزة الاستخبارات الغربية أنه كان متواجدًا طيلة فترة الحرب.
وفي خريف العام 2012، شكك محللون في شؤون مكافحة الإرهاب، في حديث للشبكة، في إمكانية اعتقال "الليبي" نظرًا للوضع الأمني الحساس إبان تلك الفترة في ليبيا، حيث تصاعدت هيمنة المجموعة الليبية المقاتلة، إبان الحملة ضد القذافي والفترة التي أعقبت سقوطه.
ولم تتضح الفترة التي أقام فيها "الليبي" بموطنه، وإذا ما كان بعلم السلطات الليبية أو إذا ما تلقت الأخيرة طلبات من حكومات أخرى بتسليم مواطنها، علماً أن عدم وجود اتفاقية تسليم بين ليبيا، والولايات المتحدة زاد من تعقيد الأمور.
طرابلس تطلب "توضيحات" من واشنطن
أكدت الحكومة الليبية الاحد انها تتابع الانباء عن "اختطاف" ابو أنس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة على يد قوات اميركية، مطالبة واشنطن بتوضيحات بشان هذه العملية.(التفاصيل)