دعوات لتدخل الحكومة والمرجعيات والتصدي لدعاة الفتنة
شيعة عراقيون شتموا الصحابة فقررت المحافظات السنية الإضراب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعت اللجان الشعبية للتظاهرات في المحافظات السنية إلى إضراب عام يوم الخميس احتجاجًا على استهداف الرموز الدينية في البلاد بعد أن قامت مجموعة من الشبان الشيعة بترديد شعارات استفزازية ضد السنة والصحابة.
لندن: كأن تفجيرات الإرهاب التي تضرب مناطق العراق المختلفة طائفيًا لم تكف لتصعيد الفتنة في هذا البلد فانبرى شبان شيعة متوجهون إلى منطقة الكاظمية الشيعية في بغداد عبر منطقة الاعظمية السنية المقابلة لها على نهر دجلة عبر جسر الائمة ليرددوا بمكبرات الصوت شعارات ضد السنة والصحابة وخاصة عائشة زوجة النبي محمد الأمر الذي أثار استياء سنيا دعا لإعلان إضراب عام في المحافظات السنية الغربية والشمالية.
فخلال إحياء مراسم وفاة الامام التاسع لدى الشيعة محمد الجواد الموجود ضريحه في منطقة الكاظمية الاحد الماضي، قام شبان شيعة يحملون مكبرات صوت بترديد شعارات استفزازية لأهالي الاعظمية مصحوبة بشتائم للصحابة وللسيدة عائشة زوجة النبي محمد التي تنتقدها ادبيات الشيعة لخروجها على خلافة الامام علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين ورمز الشيعة وذريته ائمتهم الاثني عشر.
وأثار هذا الحادث غضبًا لدى السنة، فأعلنت الثلاثاء اللجان الشعبية للتظاهرات والاعتصامات في المحافظات السنية الست التي تواصل حراكًا شعبيًا احتجاجيًا ضد الحكومة منذ آواخر العام الماضي عن تنفيذ إضراب عام الخميس المقبل احتجاجًا على استهداف الرموز الدينية.
وقال المتحدث باسم هذه اللجان محمد الحمدون في بيان "ان المحافظات الست المنتفضة ستنفذ إضرابا عاما يوم الخميس المقبل احتجاجا على استهداف الرموز الدينية التي تعتبر من اهم المقدسات لدى السنة". وطالب الحكومة المركزية بالتدخل لمحاسبة جميع المتجاوزين على الرموز الدينية .. مهددا "برد مناسب تجاه هذا التحدي الذي تجاوز جميع الخطوط الحمراء" من دون توضيح ماهية هذا الرد.
وتأتي هذه الحادثة لتصب الزيت على نار الفتنة الطائفية في البلاد التي تصاعدت مؤخرا عبر استهداف مساجد الشيعة والسنة بالتفجيرات اضافة إلى خطف واغتيال خطبائها ومؤذنيها ومرتاديها وخاصة في ايام الجمعة.
وكان انتحاريان فجرا نفسهما مساء السبت الماضي بين زوار شيعة على جسر الائمة ما ادى إلى مقتل 64 شخصا واصابة 176 اخرين حيث أصبح هذا الجسر يعتبر معبرًا للموت الطائفي في بلد يمزقه صراع مذهبي. وأعاد التفجيران إلى الاذهان حادث انهيار الجسر عام 2005 عندما كان يعبره مئات الآلاف من الشيعة لإحياء مناسبة دينية إثر شائعة سرت بينهم عن وجود انتحاري سيفجر نفسه لقتلهم.
يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
دعوات للتصدي لدعاة الفتنة
وطالبت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب بمحاسبة من اسمتهم دعاة التكفير الذين يسعون لإثارة الفتنة الطائفية وقال عضو اللجنة وليد المحمدي في بيان إن"بين الحين والاخر يخرج لنا ثلة من دعاة التكفير الذين لا همَ لهم الاّ إثارة الفتنة الطائفية وتمزيق اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي وذلك بالاعتداء على رموز الإسلام من الآل الأطهار والصحب الكرام".
وطالب الحكومة العراقية بأن "تقف موقفا حازما تجاه كل التكفيريين من أي جهة كانت وعدم توفير الغطاء الأمني من الأجهزة الأمنية والحماية اللازمة لهؤلاء المجرمين .. ودعا المرجعية الشيعية بأن يكون لها موقف واضح وصريح وعدم السكوت عن " هذا اللعن والشتم أمام مرأى ومسمع العالم الإسلامي أجمع".
وناشد المحمدي في بيانه المرجعية السنية المتمثلة بالمجمع الفقهي العراقي إلى "المزيد من الحكمة وضبط النفس وعدم الانجرار وراء مؤامرة من يريد إثارة الفتنة الطائفية وأن يكون هناك دور لمجلس النواب في تشريع قانون تجريم من يعتدي على رموز الإسلام من آل البيت والصحب الكرام".
ومن جهته دعا ائتلاف "متحدون" بزعامة رئيس مجلس النواب العراقيين إلى عدم الإنجرار وراء محاولات إشعال الفتن التي "يريد اصحابها إغراق البلد في بحر من الدماء". وقال في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه إن تلك المحاولات لن تنال من رموز الاسلام فسيرتهم ودورهم اعظم وأطهر من تلك الشخصيات الهزيلة التي صنعت في مدارس الغرب الخارجية .
وتساءل عمن هم هؤلاء الذين يتطاولون "على قامات الاسلام وفاتحي العراق وإفراغ حقدهم في شوارع بغداد ومنطقة الاعظمية التي عرفت بإجلالها للصحابة الكرام وآل البيت الاطهار ممن لهم مكانة كبيرة في النفوس والقلوب" بحسب قوله.
وأكد الائتلاف انه سيقوم برفع دعوى قضائية "لمحاسبة من قام بهذا الفعل المشين بتهمة ازدراء الاديان والمعتقدات" .. وعبر عن الاستغراب "من موقف الحكومة والذي لا يفسر إلا بالرضى عما حصل وهو ما لا يمكن القبول به على الاطلاق".
كما طالب النائب عن القائمة العراقية طلال خضير الزوبعي ، القائد العام للقوات المسلحة بمعاقبة الاجهزة الامنية التي سمحت لبعض الزوار برفع شعارات طائفية في منطقة الاعظمية بهدف النيل من وحدة العراقيين.
وأشار في بيان بثته الوكالة العراقية للانباء إلى أنّه "في الايام الماضية وقع السياسيون على وثيقة شرف ألزموا انفسهم من خلالها بالحفاظ على وحدة البلاد ومحاربة الطائفية".. وتساءل قائلا "اين السياسيون من تلك الوثيقة ولماذا لم يتخذوا اجراء تجاه ما حصل؟". وحذر من ان رفع تلك الشعارات يهدف إلى دفع البلاد نحو الحرب الطائفية التي لن يستفيد منها احد الا من لديه مخطط لتقسيم هذا البلد.
أما الأمين العام لحركة "حق" النائب احمد المساري فقد ناشد المرجعيات الدينية إلى اتخاذ موقف جاد وحازم تجاه الشعارات التي وصفها بالاستفزازية والرامية إلى إثارة الفتنة الطائفية والنيل من وحدة العراق الوطنية.
وحذر المساري من "مخاطر صمت الاجهزة الامنية وعدم اتخاذها اجراءات بحق تلك العناصر".. مشيرًا إلى أنّ "ما يدعو للقلق ان تلك الشعارات رفعت امام مرأى ومسمع الاجهزة الامنية في منطقة الاعظمية من دون ان تحرك ساكنا".
يذكر أنّ العراق شهد منذ شهر نيسان (ابريل) الماضي تصاعدًا في أعمال العنف بينها تلك التي تحمل طابعاً طائفياً بين السنة والشيعة في بلاد عاشت نزاعًا داميًا بين الجانبين قتل فيه الآلاف بين عامي 2006 و2008 وتسبب بهجرة عشرات الآلاف من مناطق سكنهم.
وعادت إلى العراق مؤخرًا اسماء تنظيمات مسلحة سنية وشيعية غابت عن مسامع العراقيين منذ الإنسحاب العسكري الأميركي نهاية العام الماضي، وعلى رأسها تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الفرع العراقي لتنظيم القاعدة الذي غيّر اسمه إلى "الدولة الاسلامية في العراق والشام".
ويوم الثلاثاء الماضي أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" أن الاعمال الارهابية التي شهدها العراق خلال الشهر الماضي قد تسببت بمقتل 779 عراقيًا وإصابة 2133 آخرين. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف "في الوقت الذي يواصل فيه الإرهابيون استهداف العراقيين دون تمييز، أدعو كافة القادة السياسيين لتكثيف جهودهم بغية تعزيز الحوار والمصالحة الوطنية".
وأضاف أنه "يتعين على الزعماء السياسيين ورجال الدين وقادة المجتمع المدني وقيادات الاجهزة الامنية العمل معاً لوقف نزيف الدماء وضمان شعور كافة المواطنين العراقيين بالتمتع بالحماية على قدم المساواة". ومنذ بداية الشهر الحالي قتل اكثر من 300 شخص في انحاء متفرقة من العراق واكثر من 5000 منذ بداية العام الحالي بحسب حصيلة رسمية.