أخبار

مرجعيات كربلاء والنجف ترفض سب الرموز الدينية

خطباء عراقيون يتهمون الحكومة بحماية شاتمي الصحابة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شهدت المحافظات العراقية السنية المحتجة اليوم مظاهر غضب وحماسة وهتافات حماسية خلال خطب الجمعة ضد شاتمي صحابة النبي محمد وزوجته عائشة، حيث اتهم الخطباء بحمايتهم وشنّ حرب طائفية ضد السنة، ودعوا إلى تدخل دولي يوقف سفك دماء العراقيين.. فيما شدد خطيبا الجمعة في كربلاء والنجف الشيعيتين على ضرورة احترام رموز ومعتقدات الآخرين، ودعيا إلى تكريس مفاهيم التعايش السلمي.

لندن: شهدت ست محافظات عراقية شمالية وغربية، هي الأنبار وديالى ونينوى وكركوك وبغداد وصلاح الدين، صلوات جمعة تحت شعار "عراق الفاروق عمر"، وذلك بعد يوم من تنظيمها إضرابًا عامًا، وتظاهرات، مطالبين بتشريع قوانين تمنع الإساءة إلى الصحابة، ومطالبة الحكومة بمعاقبة المسيئين من الذين يسبّون ويشتمون صحابة النبي محمد وزوجته عائشة، ودعوتها إلى إنزال القصاص العادل بهم.

وردد المتظاهرون شعارات تدافع عن الصحابة وتدعو إلى الوحدة ونبذ الفرقة والتصدي للفتن الطائفية، متهمين الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لعدد من مثيري الفتن الطائفية، مشيدين بموقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من تلك الأحداث وإعلانه البراءة من المتجاوزين على الرموز الإسلامية.

خطيب جمعة الفلوجة

وفي ساحة الاعتصام في مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية فقد أشار خطيب الجمعة إلى أن سنة العراق يعانون ظلمًا وانتهاكًا للأموال والأعراض هو جزء من معاناة العراقيين جميعًا في المجالات الأمنية والاقتصادية. وقال إن المآسي التي يشهدها العراق لو حصلت في أي بلد آخر لسقطت حكومته، إلا حكومة العراق فهي تكرّس وجودها أكثر.. واتهمها بقتل أبناء السنة وتهجيرهم واعتقالهم وانتهاك حرماتهم وأعراضهم وأموالهم وكرامتهم.

وقال إن حملة لسبّ الصحابة، وخاصة الخليفة الثاني عمر، تجري خارج نطاق الحضارة، ويقوم بها جهلة من الهمج في شتم الخليفة الثاني فاتح بلاد الفرس والروم والعراق ومصر وبيت المقدس. واتهم الحكومة بازدواج في معايير معاملتها للمكونات العراقية. وأشار إلى أنها تترك يد شاتمي صحابة النبي وزوجته عائشة ومهجري العائلات السنية طليقة، فيما تشنّ حملات دهم واعتقال ضد أبناء السنة.

وانتقد الخطيب رئيس التحالف الوطني الشيعي الحاكم إبراهيم الجعفري، وقال إنه خرج وجسمه يرتجف حينما عارض نواب رفع صور الخميني وخامنئي في شوارع مدن عراقية، لكنه لم يتحرك عندما تم شتم عمر وعائشة. وأكد أن القائمين على أمور العراق طائفيون بامتياز.

وقال إن السلطات لم تعاقب لحد الآن قائد مجموعة سبّ الصحابة، تاركة يده طليقة ومن دون حساب، ودعا السنة إلى توحيد قواهم وخطابهم الديني والسياسي لحماية أنفسهم والوقوف في وجه الهجمة التي تواجههم. واتهم الأجهزة الأمنية بالخضوع للميليشيات الشيعية التي تمارس القتل والتهجير ضد السنة.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قالت أمس إنها تلاحق شخصًا يدعى ثائر الدراجي ظهر في مقاطع فيديو بثتها مواقع التواصل الاجتماعي وهو يهين الصحابة علنًا أثناء مروره في منطقة الأعظمية في شمال بغداد. وقال مسؤول في الوزارة إن "الوزارة اتخذت إجراءات قانونية بحق المدعو ثائر الدراجي على خلفيه ظهوره في إحدى القنوات الفضائية وهو يقوم بسب وشتم الصحابة رضي الله عنهم".

وأوضح أن "الداخلية جادة في عملية متابعة وتنفيذ العقوبات بحقه وبحق كل من يحاول أن يؤثر على السلم الأهلي". ويظهر الدراجي برفقة عدد قليل من الأشخاص أثناء أداء مراسم زيارة محمد الجواد (الإمام التاسع لدى الشيعة الإثني عشرية) في مطلع الأسبوع الحالي، وهو يمر من قرب حواجز تفتيش أمنية في الأعظمية، ويطلق هتافات مسيئة إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.

أثار المقطع غضبًا كبيرًا لدى جميع العراقيين على حد سواء، وأدانه رئيس الوزراء نوري المالكي والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني والزعيم الشيعي مقتدى الصدر ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي. واعتبر المالكي أن "ما قام به هؤلاء من عمل مشين هو تنفيذ للمخطط الإجرامي نفسه الذي يدعو إلى الفتنة وانتهاك الحرمات".

كما دعا رئيس مجلس النواب "السلطات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية الكفيلة بمعالجة هذه السلوكيات السيئة البعيدة كل البعد عن أخلاقيات الدين الإسلامي والسلوك الوطني والتعاون مع المرجعيات الدينية والسياسية الحكيمة للحدّ من هذه الظاهرة والوقوف بالضد من التوجهات المسيئة إلى الإسلام والمسلمين".

خطيبا جمعة الرمادي وسامراء

أما خطيب جمعة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الشيخ حسين الدليمي فقد اشار الى ان القضية المثارة الآن في البلاد هي قضية التعدي على العقيدة، ودعا المعتصمين الى عدم المساومة على مطالبهم. وطالب الحكومة باقامة الحد على شاتمي الصحابة ومعاقبتهم ومعرفة الجهات التي تقف وراءهم، والتي تسعى إلى اشعال نار فتنة طائفية في البلاد.

ودعا مجلس النواب الى تشريع قانون لتجريم كل من يسب او يتطاول على الصحابة او آل البيت او الرموز الدينية في العراق.. وناشد العراقيين تسمية مواليدهم الجدد باسم عمر وعائشة وعلي والحسين. وقال "إننا نريد من قضية عمر أن تجمع شمل كل العراقيين، لا ان تفرّقهم".

وطالب خطيب الجمعة المنظمات الدولية والاسلامية الى التدخل في العراق لوقف نزيف الدم الذي يتعرّض له مواطنوه، كما دعا الحكومة الى اصدار عفو عام لاطلاق المعتقلين الابرياء كبادرة حسن نية لمناسبة عيد الاضحى.

من جهته فقد طالب الشيخ محمد طه الحمدون إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في مدينة سامراء شمال غرب بغداد الحكومة بمحاسبة المسيئين الى الصحابة. وقال "ان الزمرة التي شتمت اصحاب الرسول وزوجته هدفها تأجيج الطائفية والحرب الأهلية، ولذلك فعلى الحكومة اتخاذ موقف ضدهم، لانهم لم يتطاولوا على رمز من رموز الساسة العراقيين، وانما على رموز الأمة الاسلامية".

وشدد على ضرورة انزال القصاص بهؤلاء الاشخاص المدفوعين بأجندة خارجية. واكد قائلًا "اننا لن نسكت بعد الآن عن تلك التجاوزات، ولن نسمح للميليشيات والمأجورين الذين يدّعون الإسلام، وهو بريء منهم، بالتجاوز على رموزنا وآل البيت وقتل ابناء الشعب العراقي وتهجيرهم".

خطيبا كربلاء والنجف يرفضان سب الرموز الدينية

من جهتهما رفض خطيبا كربلاء والنجف الشيعيتين سب الرموز الدينية وشتم صحابة النبي، وشددا على ضرورة احترام رموز ومعتقدات الاخرين، ودعيا الى تكريس مفاهيم التعايش السلمي.

واكد السيد أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني خطيب جمعة كربلاء ضرورة احترام رموز ومعتقدات الاخرين، ودعا الى تكريس مفاهيم التعايش السلمي. وقال إن هناك بلدانًا فيها عقائد مختلفة وتعدد مذهبي وقومي وإثني، ولا توجد فيها مشاكل، لان ركائز التعايش سائدة فيها"، لافتا إلى أن "العراق ليس بلدا مختلفا عن تلك البلدان من حيث التعدد ولا بد للإنسان ان يحترم رموز الطرف الاخر والمكون الاخر".

وشدد الصافي على انه ليس من حق أي احد أي ينال من رموز المكونات الاخرى، وعليه أن يعرف معنى التعايش السلمي وحدوده وإعطاء حق الاخرين بالعيش وفق معتقداتهم، كما له هو حق العيش وفق معتقده. من جانبه قال إمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي خلال صلاة الجمعة، التي أقيمت في الحسينية الفاطمية "نحن مع الفتوى الأخيرة التي أصدرها المرجع السيستاني بحق بعض من قاموا بسب الرموز الدينية".

وأكد أن "المرجعية الدينية دائمًا تعمل على توحيد الصف الإسلامي، ونحن نضم صوتنا إلى المرجعية، ونستنكر هذه الأعمال التي تتعرّض إلى الرموز الدينية". وأدان القبانجي عمليات التهجير للشيعة والسنّة في وسط وجنوب العراق.

وقال إن "المرجعيات الدينية الشيعية تدعو دائمًا الى وحدة الصف الاسلامي" لافتًا إلى فتوى سماحة المرجع الأعلى يوم أمس، حيث استهجن واستنكر أساليب السب والشتم، واعتبرها ليست من اخلاق أهل البيت وشيعتهم، مقابل ذلك هنالك من يدعو الى تكفير وقتل وسب الشيعة، ولم نجد له رد فعل واضحًا ومناسبًا". واضاف " نحن نعد تهجير الشيعة في بعقوبة (وسط) أمرا مستهجنا، وتهجير السنّة كذلك في ذي قار (جنوب) أمر مستنكر".

اعتقال منظم احتجاجات كركوك مستشار النجيفي

واليوم اعتقلت السلطات المتحدث باسم اللجان الشعبية في كركوك الشمالية اكرم مكي العبيدي، وهو احد مستشاري رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي. وقال مصدر امني ان قوه ترتدي زيًا مدنيًا اعتقلت العبيدي اثناء تواجده في مطعم شمال كركوك، وقامت بنقله الى مقرها وسط كركوك وفق اوامر قضائية.

وأوضح ان عملية الاعتقال تمت وفق أوامر قضائية صادرة بحق العبيدي، تتضمن تهمة التحريض على وزير التربية محمد تميم، والتحريض على وحدات الجيش العراقي في قيادة عمليات دجلة منذ حادثة ساحة اعتصام الحويجة التي هاجمتها قوات الامن، وقتلت اكثر من خمسين شخصا، واصابت حوالى مائة آخرين من المشاركين في الاحتجاجات ضد الحكومة.

يذكر ان محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات فضلًا عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف