الموت يلاحقهم في الخارج كما في بلادهم
اللاجئون السوريون شكلوا النسبة الأكبر من ضحايا سفينة مالطا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شكل السوريون الهاربون من النزاع الدامي في بلادهم، لدى إبحارهم من ليبيا في ظروف تسودها الفوضى، القسم الاكبر من اللاجئين القتلى جراء غرق سفينتهم، الذي اسفر عن اكثر من 30 قتيلاً الجمعة قرب مالطا.
فاليتا: رغم محاولتهم الهرب من النزاع الدموي في بلادهم، إلا أن سوء الحظ يلاحق السوريين، حيث شكلوا القسم الاكبر من اللاجئين القتلى جراء غرق سفينتهم الجمعة قرب مالطا. والبلد الذي انطلقوا منه هو إحدى ابرز النقاط المشتركة مع غرق سفينة في الثالث من تشرين الاول (اكتوبر) ومصرع 360 شخصًا ممن كانوا على متنها قرب لامبيدوزا، كما تفيد حصيلة جديدة. وكان معظم الضحايا في هذه الحالة من الاريتريين الذين تقول الامم المتحدة إن حوالي ثلاثة آلاف منهم يفرون شهريًا من القمع القاسي لنظام اسمرة وعمليات التجنيد الاجبارية. واقع مريروفي كارثة يوم الجمعة، كانت السفينة تنقل خصوصًا سوريين وابحرت الخميس من زوارة (ليبيا) التي تبعد 60 كلم فقط عن الحدود التونسية، كما قال للسلطات ناجون بلغ عددهم 206 من اصل 270 الى 400 مسافر.وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال السوري عاشور الذي فقد زوجته الحامل بتوأم وابنهما البالغ الثانية من عمره، إنه هرب من "وضع رهيب" في سوريا لتأمين "مستقبل لعائلته". ولم يتبقَ له سوى ابنته الصغيرة التي تبلغ الثانية من عمرها، والتي كان يحتضنها بين ذراعيه عندما جنحت السفينة. موجات اللاجئينودعا وزير الدفاع الايطالي ماريو مورو الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ قرارات ملموسة خلال قمته في 24 و25 تشرين الاول (اكتوبر) "لضمان الاستقرار السياسي للبلدان الأفريقية والتعامل مع تدفق اللاجئين".وقال مورو إن على اوروبا "أن تقرر مستقبلها: فهل تريد غض النظر عن تغيير تاريخي على صعيد موجات اللاجئين أو التحرك من خلال تدابير جديدة قانونية وسياسية"، مشيراً الى أن ما يحصل "في سوريا سيحمل ملايين الاشخاص على الهرب خلال عقود".وأطلع الناجون الذين تم استقبالهم في مالطا ولامبيدوزا وسائل الاعلام على الظروف القاتمة لمغادرتهم ليبيا، مشيرين الى أنهم تعرضوا لاطلاق نار ألحق ضررًا بسفينتهم.واكد سوري في الثانية والعشرين من عمره لصحيفة لا ستامبا في فاليتا أن "ثلاثة شبان اصيبوا، اثنان منهم في الايدي والثالث في ساقيه"، مرجحًا أن يكون سبب اطلاق النارناجمًا عنخلاف بين مجموعات المهربين. واضاف "حصل خلاف صاخب تخلله صراخ عبر اللاسلكي والهاتف مع شخص كان يطالب بأن نعود الى اليابسة، لكن القبطان لم يتوقف".ونقلت المفوضية العليا لشؤون الاجئين عن ناجين تأكيدهم "اصابة عدد كبير من المسافرين"، معتبرة أن عيارات نارية اتت "على الارجح من عناصر ميليشيا".ويؤكد المهاجرون الذين ابحروا مباشرة من زوارة أنهم دفعوا الف دولار للمهربين، اما اللاجئون الذين اتوا من مصر، فبلغ اجمالي ما دفعوه ما بين ثلاثة الى اربعة آلاف دولار. محاولة تدارك الكوارثوتقول وسائل الاعلام إن قبطان السفينة السرية، وهو تونسي تعرف اليه ناجون، اعتقلته السلطات المالطية التي باشرت التحقيق معه.وفي انتظار تحديد هويات المسؤولين عن هذه المأساة الجديدة، تواصل السلطات الايطالية والمالطية تسيير دورياتها البحرية التي انقذت 180 مهاجرًا اضافيًا (مصريون وصوماليون واريتريون) وصلوا صباح الاحد الى بورتو امبيدوكل في جزيرة صقلية الكبيرة.والى بورتو امبيدوكل سيصل ايضاً بعد ظهر الاحد اول 150 نعشًا لضحايا غرق السفينة في الثالث من تشرين الاول (اكتوبر)، والذين نقلتهم سفينة على أن يدفن القسم الاكبر منهم في مقابر صقلية.واعلن رئيس الوزراء الايطالي انريكو لينا ابتداء من يوم غد الاثنين عن "مهمة عسكرية انسانية" في البحر المتوسط، حيث ستزداد ثلاثة اضعاف الوحدات البحرية التابعة لسلاح البحرية التي تجوب المنطقة، مدعومة بوسائل جوية لتدارك وقوع مآسٍ جديدة جراء الهجرة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف