أخبار

واشنطن تريد الليونة وإنهاء الصدام رغم رفض حلفائها

أوباما يدرس السماح لإيران بالاحتفاظ بمنشآت لتخصيب اليورانيوم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تدرس ادارة اوباما حلولا ممكنة لانهاء المواجهة مع ايران بشأن برنامجها النووي، تتضمن السماح لطهران بالاحتفاظ بمنشآت لتخصيب اليورانيوم على الضد من مواقف دول حليفة وحتى أصوات في الكونغرس نفسه تعارض مثل هذا التوجه.

عبدالاله مجيد من لندن: يأتي موقف الادارة الأميركية في وقت تهدف مفاوضات الثلاثاء في جنيف بين ايران ومجموعة القوى الدولية الست الى الحد من أنشطة طهران النووية.

وتقول الحكومة الايرانية الجديدة انها تريد الاستمرار في تخصيب اليورانيوم لأغراض المدنية، ولكن دولا حليفة للولايات المتحدة في المنطقة وقوى اقليمية كبيرة مثل العربية السعودية تشدد على ضرورة تفكيك منشآت ايران التي تمكنها من تخصيب اليورانيوم أو انتاج بولتونيوم يمكن ان يُستخدم لأغراض عسكرية، كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين اميركيين وعرب.

وتذهب اسرائيل من جهتها الى حد تفضيل الضربة العسكرية على التعامل مع ايران بشأن الملف النووي.

كما يمارس اعضاء في الكونغرس ضغوطا على الادارة للمطالبة بتفكيك أجهزة الطرد الايرانية.

وبعثت مجموعة من اعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين برسالة الى اوباما تدعوه فيها الى تشديد العقوبات على ايران الى ان توافق على تجميد أنشطة التخصيب بالكامل.

وتطالب قرارات الأمم المتحدة ايران بوقف التخصيب الى ان تبدد مخاوف المجتمع الدولي من الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي.

وتوجه الوفد الايراني الى مفاوضات جنيف مصرا على ان من حق ايران ان تنفذ برنامجا نوويا مدنيا فيما يقر الغرب بهذا الحق ولكن بضوابط صارمة وتحت مراقبة دولية شديدة من خلال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واشارت ايران الى استعدادها لوقف تخصيب اليورانيوم فوق 5 في المئة في حين ما زال الغرب يفكر في ما إذا كان سيوافق على التخصيب اصلا بصرف النظر عن النسبة.

وتقول ايران انها توافق على تجميد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة على ان تحتفظ به داخل ايران.

ولكن الغرب يطالب بنقل مثل هذا المخزون خارج ايران أو وضعه تحت حراسة دولية.

وتقول ايران انها ستحدد عدد اجهزة الطرد المستخدمة لتنقية اليورانيوم في منشأتي نطنز وقم. ولكن الغرب يطالب بغلق منشأة قم.

وجاء في رسالة اعضاء الكونغرس الى اوباما "ان أول عمل تُقدم عليه ايران لبناء الثقة يجب ان يكون تعليق كل انشطة التخصيب فورا".

ويلاحظ مراقبون ان اوباما ترك موقف ادارته من هذه القضية مبهما ودأب على القول، بما في ذلك في كلمته امام الجمعية العام للأمم المتحدة، ان من حق ايران ان تستخدم الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وكرر هذا الابهام عضو في الوفد الاميركي المفاوض حين قال "نحن مستعدون للتباحث بشأن ما قاله الرئيس اوباما في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو انه يحترم حقوق الشعب الايراني في تنفيذ برنامج نووي سلمي".

ويأمل المسؤولون الاميركيون والايرانيون بالبناء على التقارب الدبلوماسي المتزايد منذ المكالمة التي جرت بين اوباما والرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الشهر الماضي.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول اميركي رفيع قوله "نأمل بأن نتمكن من ترجمة اللغة الايجابية في نيويورك الى افعال ملموسة".

ويضم الوفد الاميركي الى مفاوضات جنيف برئاسة مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان مسؤولين من وزارتي الخارجية والخزانة مختصين بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران.

وتطالب ايران بتخفيف هذه العقوبات تخفيفا كبيرا مقابل فرض حدود على نشاطها النووي.

ولكن ايران صبت ماء باردا على واحد من اهداف الغرب الرئيسية متمثلا بنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة أو حراسته. إذ اعلن نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي "ان شحن مواد خارج البلد هو خطنا الأحمر".

مقابل ذلك قال المسؤولون الايرانيون انهم سيقدمون "خارطة طريق" تطمئن الغرب بأن طهران لا تسعى الى انتاج سلاح نووي.

وكتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على فايسبوك "آمل بأن نتمكن من الاتفاق على خارطة طريق للتوصل الى اتفاقية بحلول يوم الأربعاء".

وقال دبلوماسيون غربيون مطلعون على معالم خارطة الطريق انها تتضمن عرضا بتجميد انتاج ايران من الوقود النووي القريب من درجة التصنيع العسكري، أي اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة.

كما اعلن ظريف ومسؤولون ايرانيون آخرون ان ايران مستعدة للسماح بعمليات تفتيش أوسع تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومن المتوقع ان تعرض ايران ايضا تحديد عدد اجهزة الطرد العاملة في منشأتي نطنز وقم.

واعرب كبير المفاوضين الروس في محادثات جنيف سيرغي ريابكوف عن تفاؤله باحراز تقدم قائلا لصحيفة وول ستريت جورنال "هناك اسباب لتوقع حركة من الجانبين".

واضاف "نحن متشجعون بما سمعناه من الايرانيين ، ولكن ليس من دون مشاكل بطبيعة الحال".

واشار المسؤول الروسي الى ان مجموعة القوى الست التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا تنتظر من الايرانيين خطة ملموسة يوم الثلاثاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف