أخبار

البلاد تعيش تحت رحمة زعماء العصابات والمرتزقة

شعب أفريقيا الوسطى يعيش "مأساة"

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حذرت بعثة من وكالات المساعدة في الأمم المتحدة أرسلت على عجل إلى أفريقيا الوسطى للاطلاع على الوضع واعداد حصيلة انسانية، ان سكان هذا البلد "يعيشون مأساة" لما يتعرضون له من تعديات المجموعات المسلحة وأعمال عنف بين مكوناته.

بانغي: دعا الرئيس الانتقالي في افريقيا الوسطى ميشال دجوتوديا الشبان إلى رفض "الالاعيب" الرامية إلى حض السكان على حمل السلاح "ضد بعضهم البعض" وذلك اثناء اجتماع عام عقد في بانغي.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في بانغي جون كينغ، احد مسؤولي بعثة من وكالات المساعدة من مكتب الامم المتحدة لتنسيق العمليات الانسانية عقب زيارة استمرت 48 ساعة، "ان الوضع الانساني تدهور مرة اخرى (...) انها مأساة يعيشها الشعب في افريقيا الوسطى. لا يجوز ان نترك هذه المأساة تستمر".

واضاف كينغ "يجب اولا ان يستتب الامن كي يتمكن المدنيون من العودة إلى منازلهم. وعلينا جميعا ان نكون واقعيين، فالمشاكل الان اخطر من السنوات السابقة"، في اشارة إلى الازمات والاضطرابات والانقلابات العسكرية التي هزت البلاد منذ استقلالها في 1960.

وقد زارت البعثة الاممية التي وصلت مساء الخميس إلى بانغي، الجمعة بوسانغوا (250 كلم إلى شمال غرب بانغي) حيث وقعت اشتباكات بين مقاتلي حركة التمرد السابقة سيليكا -التي اطاحت بنظام الرئيس فرنسوا بوزيزي في 14 اذار (مارس)- ومجموعات الدفاع الذاتي ما اسفر عن سقوط اكثر من مئة قتيل في ايلول (سبتمر) اضافة إلى عشرات الاف النازحين.

وتغرق افريقيا الوسطى في حالة من الفوضى منذ الاطاحة بفرنسوا بوزيزي على يد ائتلاف سيليكا الذي تم حله بقرار من رئيسه ميشال دجوتوديا الذي تم تنصيبه رئيسا انتقاليا في 18 اب (اغسطس) الماضي.

ومنذ ذلك الحين تعيش البلاد تحت رحمة زعماء العصابات والمرتزقة، فقد انهارت الدولة واعمال العنف قد تأخذ طابعا دينيا بين المسيحيين الذين يمثلون السواد الاعظم من التعداد السكاني المقدر بنحو خمسة ملايين نسمة، والمسلمين. علما بان المقاتلين الذين كانوا في صفوف حركة التمرد السابقة هم من المسلمين ودجوتوديا هو اول رئيس مسلم في تاريخ البلاد.

وقد نددت منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية بالعنف "غير المسبوق" في جمهورية افريقيا الوسطى ودعت المجموعات المسلحة إلى احترام سلامة المدنيين والعاملين في المجال الانساني كما حثت على تقديم مساعدة عاجلة، حسب ما جاء في بيان الاربعاء.

وقال الرئيس الانتقالي دجوتوديا اثناء "لقاء مع الشباب" في وسط العاصمة "اريد ان يقول الشباب (...) لا للالاعيب التي تنزع إلى تحريض البعض على البعض الاخر، وتحض الشباب على حمل السلاح والسواطير والعصي لتعريض القريبين منهم إلى الخطر".

ولفت إلى ان "وقائع خطيرة ما زالت تحصل في مناطقنا" في اشارة إلى التجاوزات واعمال العنف المنتشرة في انحاء البلاد. واضاف "نرفض استخدام الشباب الذين يدفعون الثمن الاغلى" لاعمال العنف هذه.

واعتبر ان "الامن والاستقرار ضروريان لاعادة ارساء الدولة وتنظيم انتخابات مقبلة"، مؤكدا انه يريد ان يعطي دورا اوليا للزعماء التقليديين من اجل اخراج البلاد من دوامة العنف. وتابع "علينا ايضا ان نستند إلى الزعماء التقليديين وجميع الاتنيات لضمان النصر نحو الديمقراطية. كما علينا ان نرتكز إلى النظام التقليدي القادر وحده على اعلاء صوت الشعب لدى القادة".

وقد نزح حوإلى 10% من سكان البلاد بسبب اعمال العنف. وتسعى قوة افريقية تنتشر حاليا إلى نزع السلاح من المقاتلين والمجموعات التي تقوم بعمليات نهب، واعادة ارساء الامن. وتنشر فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، قوات من اربعمئة جندي تمسك بمطار بانغي، وتدعو مجلس الامن الدولي إلى القيام بتحرك "عاجل" في افريقيا الوسطى.

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعلن مؤخرا في ختام زيارة إلى بانغي عن ارسال قوات اضافية إلى جمهورية افريقيا الوسطى مع مطالبته بتنظيم انتخابات في بداية 2015 لا تشارك فيها السلطات الحالية. وحذر المتمردين السابقين الخارجين عن السيطرة قائلا "يجب ان يدرك اولئك الذين يرتكبون الفظاعات انه لا مجال للافلات من العقاب (...) وفي حال تفاقم الفظاعات فان رد فعل (فرنسا) سيكون اقوى بكثير واسرع".

واضاف "ان ترك النزاع ياخذ طابعا طائفيا سيكون امرا مدمرا" في اشارة إلى مواجهات خلفت اكثر من 150 قتيلا منذ بداية ايلول/سبتمبر في شمال غرب البلاد بين ميليشيات متمردين سابقين وميليشيات دفاع ذاتي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف