روسيا تنصح نائب رئيس مجلس الوزراء السوري بالبقاء فيها
قدري جميل خرج إلى موسكو... ولم يعد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غادر نائب رئيس مجلس الوزراء السوري قدري جميل دمشق إلى موسكو عبر مطار بيروت أخيرًا ولم يعد إلى سوريا، فيما قيل إنه في إجازة مفتوحة لم تعرف مدتها. وبدأت أنباء عن انشقاقه تتداول إعلاميًا، مشيرة إلى أنه يحاول إعادة تسويق نفسه في الخارج.
بهية مارديني: كانت إذاعة "شام إف إم" على موعد أسبوعي مع النائب قدري جميل، لكن غيابه عن الإذاعة تحوّل إلى خبر عاجل في المواقع السورية الإخبارية، وذلك بعد إعلان الإذاعة السورية عن حصولها على معلومات من مصادر في رئاسة الوزراء عن "إجازةٍ مفتوحة من دون راتب لقدري جميل الموجود حاليًا في موسكو".
انشقاق وتعويم
وسائل إعلام أشارت إلى أن وجود جميل في موسكو جاء بعد تذكرة ذات وجهة واحدة، وبعضها الآخر قال إن قدري جميل انشق "من النظام إلى النظام"، في إشارة إلى دعم الروس للنظام السوري.
إلا أن غالبية الأخبار ربطت وجوده في موسكو بـ"جنيف 2"، وخاصة بعد تصريحاته خلال مؤتمر صحافي أن المؤتمر الدولي سينعقد في 23 من الشهر المقبل، وتردد أنه يتم تعويمه كمعارض، ليقدم على أنه معتقل سابق في سجون النظام، ليجلس على طاولة جنيف كمعارض، رغم أنه مسؤول في حكومة النظام.
وهمس ناشطون في الداخل لـ"إيلاف" أن بقاء جميل في موسكو، ضمن إجازته المفاجئة، كان بموافقة الروس، ومن دون رغبة من النظام السوري. ولفتوا إلى أن جميل كان يستعد لمغادرة موسكو بعد مؤتمره الصحافي الأخير، لكن أنباء وردت إلى الروس من دمشق، جعلتهم يؤثرون بقاءه في روسيا، وينصحونه بالعدول عن السفر.
ونقلت صفحات محسوبة على أوساطٍ في النظام أخبارًا حول اجتماعات سرّية أجراها جميل مع رئيس هيئة التنسيق المحامي حسن عبد العظيم وأطراف معارضة أخرى، في إطار التحضير لانضمام هذه الأطراف إلى الائتلاف الوطني السوري للمشاركة في وفد معارض واحد ضمن جنيف 2.
فسحة عائلية
وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، أعلن للإذاعة نفسها أنّ لا شيء غير اعتيادي في إجازة جميل، وأن هدفها هو "قضاء وقت عائلي إلى جانب استمرار التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف، حيث تشكل موسكو مكانًا لحراك سياسي واسع". وأكد أن "جميل سيعود في وقت قريب، حين يصبح ذلك ضروريًا".
وقال إنه لا يعلم إن تمت الموافقة على طلب الإجازة، الذي قدمه جميل بشكل رسمي، مشيرًا إلى أن هذا الطلب هو الثاني، مما يدل على أن الطلب الأول لم تتم الموافقة عليه.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر رسمية مقرّبة من قدري جميل إن "بقاءه في موسكو يتركز حول التحضيرات لمؤتمر جنيف من جهة، ومن جهة أخرى فإن قرارًا برفع أسعار المازوت يجري تجهيزه، ويرفضه جميل رفضًا قاطعًا. ولكي لا يخرج عن الانضباط الحكومي، فإنه ربما يرى في بقائه في موسكو تعطيلًا لهذا القرار، الذي لن تستطيع الحكومة تحمّل مسؤوليته، وهي التي كانت بشكل غير مباشر تُحمِّله مسؤولية عمليات الرفع السابقة".
تسويق صعب
شادي جابر أحد مؤسسي التيار الثالث السوري قال "إن قدري جميل يحاول إعادة تسويق نفسه، وتبييض صفحته، التي صارت سوداء، بعدما وصل إلى طريق مسدود، وأدرك بأن دوره الوظيفي قد شارف على النهاية، وبالتالي قد يذهب (فرق عملة)، أو يخرج من (المولد بلا حمّص) بعد مؤتمر جنيف 2، فالطاولة التي سمح له بالجلوس عليها في دمشق مختلفة عن تلك التي يطمح إلى الجلوس عليها في جنيف 2، والكرسي التي ظفر بها سابقاً لمدة سنة ونيف، لن تكون من نصيبه بعد إنجاز التسوية السياسية في جنيف 2".
واعتبر جابر "أن الروس لن يتحمّسوا لتسويق شخص قدري مجددًا، وهو لن ينجح في تبييض صفحته عبر حركة انتهازية غبية كهذه.. لقد استهلك، وما عاد استخدامه مجديًا أو حتى ممكنًا، في المستقبل القريب والمنظور على أقل تقدير".
ورأى أن "حساب البيدر يختلف عن حساب الحقل.. وقدري جميل يتفوق على نفسه هذه المرة بانتهازيته وهوسه بالمال والسلطة".
وعبّر جابر عن شفقة تجاه "بعض الذين تبعوه ووثقوا بخياره السياسي، البعض بحسن نية وحرص على الوطن، والبعض الآخر بغباء انتهازي واضح".