أجندة حافلة تتعلق بالأزمة السورية وإيران ومفاوضات السلام
جولة شرق أوسطية لكيري والرياض المحطة الأهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ستكون الرياض المحطة المهمة لجولة شرق أوسطية منتظرة لعميد الدبلوماسية الأميركية جون كيري الأسبوع المقبل، وذلك في أوج ما علق في العلاقات السعودية الأميركية من توترات.
أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن جون كيري "سيبحث مجموعة كبيرة من القضايا الثنائية والإقليمية" مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأنه "سيعيد التأكيد على الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الأميركية-السعودية، بالنظر إلى أهمية العمل بين بلدينا في ما يخص التحديات المشتركة."
وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، يوم الخميس، إنه بالاضافة للرياض والقدس وبيت لحم سيتوقف كيري أيضاً في الاردن والامارات والجزائر والمغرب خلال الجولة التي تستمر تسعة أيام من الثالث من نوفمبر تشرين الثاني حتى الحادي عشر من نفس الشهر. وأوضحت الوزارة أن بولندا مدرجة أيضاً في جدول الرحلة.
وتأتي زيارة كيري للرياض بعد سلسلة من الشكاوى العلنية غير المعتادة من أعضاء كبار في الأسرة الحاكمة في السعودية تعكس احباط المملكة تجاه واشنطن، بسبب ما اعتبر تراخيًا منها في الشأن السوري وحوارها الدبلوماسي مع ايران والفتور الذي تبديه تجاه الحكومة المدعومة من الجيش في مصر.
امتعاض سعودي
وكانت المملكة العربية السعودية ابدت امتعاضاً من الموقف الأميركي في شأن الأزمة السورية، وكان رئيس مجلس الأمن القومي الأمير بندر بن سلطان عبّر عن هذا الموقف، حين أبلغ دبلوماسيين أوروبيين أن المملكة ستجري "تغييراً كبيراً" في علاقاتها مع الولايات المتحدة احتجاجاً على ما ترى أنه عدم تحركها بشكل فعّال في ما يخص الحرب في سوريا والمفاتحات الأميركية في الآونة الأخيرة للتقارب مع إيران.
وشدّد الامير بندر على أن واشنطن لم تتحرك بفعالية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتتقارب مع ايران، ولم تؤيد دعم السعودية للبحرين عندما قمعت الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة عام 2011.
كما كانت صدرت تصريحات لاذعة على غير العادة، من الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في واشنطن ورئيس الاستخبارات العامة الأسبق، وصف فيها سياسات أوباما في سوريا بأنها "جديرة بالرثاء"، وسخر من الاتفاق الأميركي الروسي للتخلص من الأسلحة الكيميائية لحكومة الأسد. وقال إنها حيلة لتمكين أوباما من تفادي القيام بعمل عسكري في سوريا.
وقال الأمير تركي: "التمثيلية الحالية للسيطرة الدولية على الترسانة الكيميائية لبشار ستكون هزلية إن لم تكن مثيرة للسخرية بشكل صارخ. وهي تهدف إلى إتاحة فرصة للسيد أوباما للتراجع (عن توجيه ضربات عسكرية)، وكذلك لمساعدة الأسد على ذبح شعبه".
كما بدرت عن السعودية علامة واضحة على استيائها من السياسة الخارجية لأوباما الأسبوع الماضي، حينما اعتذرت عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجًا على ما سمته "ازدواجية المعايير" في الأمم المتحدة.
وأشار الأمير تركي إلى أن السعودية لن ترجع عن ذلك القرار، الذي قال إنه كان نتيجة لتقاعس مجلس الأمن عن ايقاف الأسد وتنفيذ قرارات المجلس الخاصة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال في كلمة في المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية ومقره واشنطن: "لا شيء غريب في قرار الامتناع عن قبول عضوية مجلس الأمن. إنه يرجع إلى عدم فعالية تلك الهيئة".
كيري وسعود الفيصل
ويشار إلى أنه في محاولة أميركية للمرونة مع الموقف السعودي، فإن وزير الخارجية جون كيري التقى نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل لمدة ساعتين الاثنين قبل الماضي في باريس. وقال وزير الخارجية الأميركي حينها لصحافيين في لندن إنه بحث بواعث قلق الرياض عندما اجتمع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس يوم الاثنين.
وقال كيري إنه ابلغ الأمير سعود الفيصل أن عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران افضل من ابرام اتفاق سيىء. وأضاف: "لدي ثقة كبيرة في أن الولايات المتحدة والسعودية ستظلان الصديقين والحليفين المقربين والمهمين كما كنّا".
أجندة جولة كيري
وإلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن كيري سيبحث خلال جولته مفاوضات الوضع النهائي الجارية وغيرها من القضايا الإقليمية مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين. وسيبحث كيري الملف الايراني مع مسؤولين اسرائيليين. وكان كيري قال يوم الإثنين الماضي إنه قد يزور مصر في الأسابيع المقبلة لكن القاهرة لم تكن على جدول هذه الرحلة.
وقالت وزارة الخارجية ان كيري سيلتقي مع نظيريه الجزائري رمضان لعمامرة والمغربي صلاح الدين مزوار، كما سيبحث عددًا من القضايا الإقليمية خلال اجتماعاته مع مسؤولين كبار في عمان وأبو ظبي. وقالت الوزارة إن كيري سيبحث في وارسو عددًا من القضايا الدفاعية مع مسؤولين بولنديين كبار.