في حوارات جرت مع شخصيات مصرية وأجنبية بينها أشتون
مرسي يقر بخروج الملايين ضده ويحتج لعدم مناداته بـ"الرئيس"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نشرت صحيفة "الوطن" المصرية تسجيلات وصوراً نادرة للرئيس المعزول محمد مرسي من داخل سجنه، وتستعرض التسجيلات لقاء مرسي مع وفود سياسية وحقوقية حول أمور كثيرة، بدا من خلالها أن الرئيس المعزول مصاب بأعراض "إنكار" واضحة لما حصل في عهده.
أسامة مهدي: كشفت حوارات أجراها الرئيس المصري السابق محمد مرسي مع شخصيات ووفود مصرية واجنبية منذ عزله في 30 يونيو السابق، أنه قد اقر خلالها بأن ملايين المصريين قد خرجوا ضده في ذلك اليوم لكنه انكر أنه وعد شعبه بالاستقالة اذا خرج 10 اشخاص يتظاهرون ضده.
كما احتجّ لأن حراسه لا ينادونه بلقب رئيس، وطلب من اشتون المساعدة في اعادته الى السلطة لإجراء الاصلاحات المطلوبة.
مرسي منفعل
تشير حوارات ونقاشات واعترافات 3 جلسات لمرسي مع شخصيات دولية وسياسية بارزة أنه خلال مقابلته مع مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون، ابلغته أن "القضية لم تكن في الانتخابات البرلمانية، وإنما في الانتخابات الرئاسية المبكرة.. وكان لابد أن تستمع لملايين المصريين الذين خرجوا فى الشوارع".
قال مرسي إنه يعرف أن الملايين من المصريين قد خرجوا ضده مطالبين بإنتخابات رئاسية مبكرة.
قال مرسي في احد الحواراتإنه يعرف "أن الناس كانت تريد إقالة هشام قنديل (رئيس الوزراء). ولكن،يوجد أناس آخرون قالوا لي إنه مناسب جداً و"بيستحمل".
واقر بأن رجال الأمن المكلفين بحمايته يعاملونه بشكل جيد.
وفي احاديث وحوارات تنشر للمرة الاولى لمرسي مسجلة بالفيديو وعرضتها صحيفة الوطن" اليوم الاحد.
قدمت الصحيفة لهذه الاحاديث قائلة: "منذ الأول من شهر يوليو تموز الماضي لم يظهر الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية المعزول بإرادة الشعب المصري، في أي لقطة فيديو أو حتى فوتوغرافيا، لم يسمع أحد صوته منذ أن تم وضعه فى احتجاز أمني إلى حين محاكمته أمام القضاء، ورغم المحاولات المستميتة من الجميع لمعرفة مكان احتجازه الأمني والوصول إليه، فشلت كل المحاولات؛ إذ فرضت قوات التأمين الخاصة بوزارة الداخلية سياجاً سرياً محكماً على مقر الاحتجاز وحراسة مشددة جعلت الوصول إليه أمراً مستحيلاً، غير أن صحيفة الوطن فعلتها".
واوضحت أنها تنشر اليوم وغداً ما حصلت عليه بالصور من مقر احتجاز مرسي الذي تحدث مع وفود سياسية وحقوقية حول أمور كثيرة.
وبدا من التحليل لما قاله وظهر عليه أن الرجل مصاب بأعراض "إنكار" واضحة، كما ظهر جلياً التناقض والتضارب الواضح في كلامه خلال أكثر من جلسة، أما التوتر والهذيانفإنهما واضحان بشدة في جلستين تفصل بينهما مدة زمنية تصل إلى 25 يوماً، ففي الحالتين كان مرسي يهز قدميه بانفعال شديد.. وتتأرجح نظرات عينيه فى أركان المكان.. ويخبط دائماً بكف يده على ركبته".
اعتراف بخروج ملايين ضده
فى بداية جلسة كاترين أشتون، مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي مع مرسي في مقر احتجازه، لاحظ الجميع أن الرجل شديد التوتر، كان منفعلاً إلى حد التناقض في كلامه، فتارة يقول لاشتون إنه معتقل وهذا لا يجوز مع رئيس دولة، وتارة يقول إن هناك مفاوضات بين جماعته وبعض الأطراف السياسية لحل الأزمة خلال أيام.
غير أنه طالبها بوضوح بأن يتدخل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية لإعادته إلى الرئاسة، وأنه ملتزم بإصلاح كافة الأخطاء التي ارتكبها خلال فترة رئاسته.
وحين سألته أشتون لماذا لم يبادر بإقالة حكومة هشام قنديل والنائب العام طلعت إبراهيم؟ ولماذا لم يقبل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة نزولاً عند رغبة الشارع المصري؟
قال منفعلاً نصاً: الآن إذا كانت البلاد لها رئيس فمن المفترض أنه هو الذي يتصرف ويتخذ القرارات ويكون هو المسؤول؛ لأنه لا يجوز أن يكون لكل واحد في الناس رأي.. ثم ننفذه له.. وأنا أعرف أنهيوجد أناس كثيرون كانوا يقولون نريد إقالة حكومة هشام قنديل.. ومع ذلك أنا سمعت من ناس آخرين قالوا لي إن هشام قنديل مناسب جداً وإنه بيستحمل.
وتشير التسجيلات الى أن اشتون نظرت الى مرسي بدهشة وسألته: لقد نزل إلى شوارع البلاد الملايين من المصريين للمطالبة برحيلك و"الإخوان".. كان لا بد أن تستمع إليهم.. هذه هي الديمقراطية؟
هنا يعترف محمد مرسي للمرة الاولىبثورة 30 يونيو إذ قال: نعم لقد خرج الملايين.. هم يقولون 30 مليون شخص.. إذن كانوا انتظروا الانتخابات البرلمانية الجديدة.. طالما معهم 30 مليون شخص.. لأن الذي معه 30 مليون مواطن يكسب أي انتخابات برلمانية.
أشتون: القضية لم تكن في الانتخابات البرلمانية.. وإنما في الانتخابات الرئاسية المبكرة.
مرسي: نعم.. قالوا نجري استفتاء على بقاء رئيس الجمهورية أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. الدستور لا يقول ذلك.. هذا كلام ملتبس وغير صحيح.
ثم يعود مرسي ليقول: الناس تركت الشوارع يوم 30 يونيو في الساعة الواحدة ليلاً،أي صباح 1 يوليو وهنا
نظرت إليه أشتون بذهول.. ثم نظرت إلى الأرض وهزت رأسها دون أن تعلق!
سيترافع عن نفسه لدى محاكمته
من تفريغ تسجيلات ما دار في الجلسات الثلاث على مدى شهرين كاملين كان مرسي، كما تقول الصحيفة، يكرر الكلام بالعبارات نفسها لكل من يجلس معه.. فقد تحدث 4 مرات عن وجود ملايين من المصريين فى الشوارع يوم 30 يونيو، ثم يعود ويؤكد أنهم انصرفوا في الساعة الواحدة صباحاً.
وحين سأله أحد الحضور أن عدداً كبيراً منهم باتوا في الشوارع وأن الآخرين عادوا مرة أخرى.
قال: لأ.. ماحدش قال لي كده..لكن الفيديو يظهر مرسي متوتراً ومنفعلاً ولديه حالة إنكار تام لما حدث غير أنه فاجأ وفداً سياسياً زاره منذ عدة أسابيع بموقف شديد الغرابة.. فعندما جلس معهم، جاءه أحد رجال الأمن المكلفين بحراسته، وسأله: ماذا تشرب يا دكتور لإبلاغ "فلان" بإعداده لسيادتك؟ .. فنظر إليه مرسي وسأله: انتم ليه مش بتقولوا لى يا ريس؟!.. فأخفى رجل الأمن ابتسامته، وردَّ: يافندم حضرتك هنا الدكتور محمد مرسي مع احترامنا الشديد لسيادتك.. فنظر مرسي إلى الحضور، وأشار إلى الضابط وقال لهم: شايفين هما مش معترفين إني رئيس الجمهورية.. بيقولوا لي على طول يا دكتور.. يعني هو انقلاب فعلاً! صمت الضابط.
غير أن أحد الحضور رد عليه قائلاً: أيوه يا فندم حضرتك لم تعد رئيساً للدولة وهذه إرادة الشعب.. الجيش المصري لم يكن أمامه سوى الاستجابة للثورة والناس.. أنا وزوجتي وأولادي وكل أقاربي نزلنا المظاهرات.. ده ابنى حلف ما هيرجع إلا إذا الإخوان مشيوا..!
- مرسي: لأ.. هناك انقلاب حدث في مصر.. وأنا رئيس الجمهورية طبقاً للدستور القائم في البلاد.. وكلنا مرجعيتنا الدستور.. وأنا باعتباري رئيس الجمهورية حتى الآن متمسك بهذا الدستور -يقصد دستور 2012 المعطل- والوطن الآن يُحرق.. وأنا ما طلبتش حد يزورني.. الناس اللي هنا بيعاملونى كويس.. وساعات ييجوا لى ويقولوا إحنا عندنا ناس عايزين يشوفوك علشان يطّمنوا إنك بتتعامل كويس.... أما حكاية المحاكمات والمحاكم.. فأنا رافض تماماً مسألة إنى متهم، لأن إجراءات محاكمة رئيس الجمهورية مختلفة تماماً طبقاً للدستور.. وإذا ذهبت للمحاكمة سأترافع بنفسي أمام المحكمة.. أي محكمة.. أنا لم أتورط في قتل المتظاهرين.. سأقول ذلك للقضاة.
ويضيف مرسي: مفيش أشد على أي حد من أن البلد تخرب.. وأن ولادكم بعد كده يعيشوا حياة مضطربة ربما لسنوات.. هذا الذي يحدث سوف تعاني منه مصر كلها بسبب وجهة نظر واحدة. يرد عليه أحد الحضور: بس حضرتك كان في إيدك الحل اللي ينقذ البلد كلها.. ليه ما سمعتش كلام الناس فى الشارع.. وحضرتك كمان قلت قبل كده أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة "لو خرجت مظاهرة ضدي فيها 10 أشخاص هستجيب وأترك منصبي"؟
- أجابه مرسي: إيه.. أنا قلت كده؟!!.. لا مش صحيح.
- يا دكتور ده فيديو لحضرتك تم بثه فى التلفزيون خلال حوار تلفزيونى في الحملة الانتخابية والعالم كله شاف وسمع الكلام ده.. والمقصود هنا من كلامي إن حضرتك كان لازم تستجيب للملايين اللي خرجوا فى 30 يونيو وطالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة وإقالة الحكومة والنائب العام.
- ينظر إليه مرسي مستنكراً: أنا قلت عشرة.. أنا قلت لو طلع ضدى عشرة هستقيل فوراً.. أنا قلت كده.. ماقلتش كده؟ .. وكمان الناس طالعة تطلب تغيير الدستور.. قلت أدينا بندرس الطلبات.
إسرائيل وغزة وحماس
في جلسة ثالثة يخاطب مرسي محدثيه قائلاً: أولادكم هيدفعوا الثمن.. يعتقد الحضور أنه يتحدث عن الأزمة الراهنة في مصر.
ولكنه يستطرد: أولادكم في الصراع الذي بيننا وبين إسرائيل.. ثم يصمت ويضيف: هذه مهزلة.. متى تعود مصر مرة أخرى ليكون فيها فصل بين السلطات بجد.. وتكون فيها حرية وديمقراطية حقيقية.
يسأله أحدهم: إسرائيل إيه علاقتها بالموضوع.. ثم إنك يا دكتور عقدت اتفاقاً مع إسرائيل وحماس بعدم الاعتداء الثنائي بضمانة مصرية كاملة.
أحد الحضور: حضرتك كان في إيدك الحل اللي ينقذ البلد.. فرد: إسرائيل دى إذا ذُكرت يبقى الشيطان أخف وطأة.. فهؤلاء لا يريدون لنا إطلاقاً خيراً.. ودائماً يدوّر لك على مصيبة يحطك فيها.. ربما تثبت الأيام أنهم وراء المصيبة اللي احنا فيها الآن.. ربما.. أنا معنديش يقين علشان أتهم حد.. لكن اللي إحنا فيه ده يخدم إسرائيل.. طبعاً مصر تستقر وتنمو وتبقى قوية، وأبناؤها هم الذين يمتلكون إرادتهم.. زي ما كنت بقول عايزين ننتج غذاءَنا ودواءَنا وسلاحنا ونمتلك إرادتنا، يبقى إسرائيل مالهاش قيمة لو مصر بقت كده.. خالص.. إسرائيل قد كده "ويشير بيده" وطول ما مصر فيها قلق طول ما العدو الإسرائيلي... لأن إحنا بنضعِف نفسنا من داخلنا.. نمشى شوية.. ونرجع تاني!!
يقاطعه أحد الحضور: بس ده مش كلام حضرتكعندما كنت رئيساً.. يعني فى كل خطاباتك لم تذكر إسرائيل بأي كلام من ده.. وكمان مفيش أي خطوة تم اتخاذها علشان ننتج غذاءَنا ودواءَنا وسلاحنا ونمتلك إرادتنا؟
يقاطعه مرسي قائلاً: وكمان.. إيه حكاية حماس وغزة اللي كل الناس قعدت تتكلم فيها.. دي غزة دي حتة قد كده "ويشير بيده".. إيه اللي تاعب الناس فيها.. لعلمكم بقى أنا كنت عايز أعمل حاجات كتيرة في الموضوع ده.. كنا هنفتح قنصلية لغزة في القاهرة، وقنصلية مصرية في غزة!