المبادئ التي يشجعها الغرب غير مرحب بها
خصوصية المجتمع السعودي تجعل النساء أيضًا ضد قيادة السيارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أنّ الغرب الذي يساند قيادة المرأة السعودية للسيارة، لا يعير كثيرًا موضوع خصوصية المجتمع السعودي، الذي تشير الاستبيانات إلى أن غالبية نسائه أيضًا مع حظر قيادة المرأة للسيارة.
لميس فرحات من بيروت: تقارير وسائل الإعلام في تغطية الاحتجاجات الأخيرة ضد حظر قيادة النساء في المملكة العربية السعودية جعلت الكثير من المشاهدين يعتقدون وكأنّ "المملكة استيقظت أخيراً".
قيم غربية
لكنّ هناك مشكلة بسيطة، وهي أن خلافاً لهذا الاعتقاد، الكثير من النساء السعوديات يرفضن رفع الحظر!
اعتبر بعض المسؤولين أن قيادة المرأة للسيارة هي مجرد "ترف" وليست ضرورة، في حين أشارت بعض الصحف السعودية إلى أن المحتجين ضد الحظر يسعون إلى تقويض الاستقرار في المملكة وخلق الفتنة.
لكنّ صحيفة الغارديان البريطانية اعتبرت أن الغربيين يحاولون فرض نسختهم من الحركة النسوية على المرأة السعودية، وهو أمر ليس موضع ترحيب.
إستبيان
أجرى بروفيسور بريطاني دراسة استقصائية شملت طالباته في كلية الليث للبنات في جامعة أم القرى، مكة المكرمة، كما طلب منهن توزيع استبيان على نطاق واسع لزميلاتهن من مختلف إدارات الكلية و قريباتهن وصديقاتهن.
وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة لا يمكن تعميمها، إلا أن الردود تستحق النظر باعتبار أنها عينة عن المجتمع السعودي.
وقال 134 من أصل 170 شخصاً شملهم الاستطلاع إن قيادة المرأة في المملكة السعودية ليست ضرورة، وأنها تفتح الباب للتحرش الجنسي وتشجع النساء على عدم ارتداء النقاب بحجة أنهن لا يستطعن رؤية الطريق عند القيادة.
وقال البعض الآخر إن القدرة على القيادة تعطي الزوجة فرصة لخيانة زوجها كما أنها تخلق الفتنة في المجتمع.
نساء ضدّ القيادة
وكانت نتائج المسح غير الرسمي هذا مطابقة تقريباً لاستبيان طلابي سعودي أجري سابقاً، إذ وجد الباحثون أن 3,209نساء سعوديات من أصل 3,710 يعارضن تغيير قوانين القيادة، لنفس الأسباب المذكورة أعلاه.
اما النساء اللواتي يؤيدن السماح للمرأة بالقيادة (نحو 500 امرأة) فقد طالبن بقوانين لحمايتهن على الطرقات، مثل وضع قوانين تحمي من التحرش الجنسي والسماح للمرأة بقيادة السيارة بأمان في طرقات خاصة بهن.
هذا يؤكد أن المحاولات المستمرة من الغرب لفرض قيمه في أماكن أخرى، مسألة غير مرحبة بها ولا طائل منها، وفقاً للغارديان.
خصوصية المجتمعات
الناس في المملكة العربية السعودية لديهم وجهات نظرهم الأخلاقية واحتياجاتهم الخاصة.
وما يصلح في مجتمعات أخرى قد لا يصلح في السعودية، والعكس صحيح.
وبدلاً من إطلاق حملات لتغيير قوانين القيادة في المملكة، ينبغي للغرب أن يسأل المرأة السعودية أولاً ما إذا كانت تريد ذلك أم لا.
ويجب على الدول الغربية قبول النتيجة، حتى لو أنها لا ترضيهم.