قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في هجوم غير مسبوق، اتهم رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بمحاولات لعزله من منصبه بالتواطؤ مع بعض الدول، وقتل العراقيين، وتأجيج الفتنة الطائفية، والترويج لمعلومات كاذبة عن زيارته الأخيرة الى واشنطن، التي أكد أنها لم تكن بحاجة إلى مجلس النواب الذي لم يعترض عليها. وشدد على أن العراق لم ولن يستجدي سلاحًا من أية دولة في العالم إنما يطلبه علنًا للدفاع عن الشعب. قال المكتب الاعلامي للمالكي في بيان صحافي الاثنين حصلت (إيلاف) على نصه، ردًا على مهاجمة الصدر لزيارة المالكي الاسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة، "يؤسفنا أن يتحدث من يزعم أنه يقود تيارًا دينيًا بلغة لا تحمل سوى الشتائم والاساءات التي لم تفاجئ احدًا في داخل العراق وخارجه وتتجاوز على أبسط اللياقات الادبية في التخاطب مع الآخرين." وأشار إلى أنه رغم التزامه "بسياسة عدم الرد عليه وآخرين لفترة طويلة والترفع عن الانزلاق في مهاترات لا تخدم العراق وشعبه، لكن البيان الذي اصدره السيد مقتدى الصدر حول زيارة دولة السيد رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة وما تضمنه من اساءات متعمدة ومعلومات كاذبة حول تكاليف الزيارة، يحتم علينا توضيح بعض الحقائق للمواطنين". وقال مكتب المالكي إنه من بين هذه الحقائق أن زيارة رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة الاميركية "كانت معلنة منذ فترة ليست قصيرة وتمت بناء على دعوة رسمية ولا تحتاج الى موافقة مجلس النواب الذي لم يعترض على الزيارة، كما سبقت الزيارة الى الولايات المتحدة زيارات الى الصين واليابان وكوريا وروسيا والهند بهدف تعزيز علاقات العراق مع جميع دول العالم في المجالات كافة، وبما يتناسب مع الارث الحضاري للعراق ودوره المحوري في المنطقة والعالم، كما أن مثل هذه الزيارات تدخل في اطار مسؤولية رئيس الحكومة الذي لا يوجد مانع دستوري لها، كما أنها لا تحتاج الى أذن من احد".
العراق لن يستجدي السلاح واضاف مكتب المالكي "أن العراق لم يتحدث سرًا عن حاجته لشراء السلاح والمعدات العسكرية مع جميع دول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا، كما أن العراق لم ولن يستجدي سلاحًا من اية دولة في العالم ، انما يطلبه علنًا للدفاع عن الشعب الذي استباحت دماءَه وحرماته العصابات الارهابية والخارجون عن القانون". واشار الى أن المسؤولية تقع على مقتدى الصدر شخصياً الذي كان قد تحدث في وقت سابق وعبر وسائل الاعلام عن مساعيه الحثيثة مع سوريا لتنصيب شخص مكان شخص في رئاسة الوزراء آخر ويبين أسفه لفشل الخطة ، كما لم تعد جهوده القديمة - الجديدة خافية في التواطؤ مع بعض الدول ضد ارادة الشعب العراقي، ولذلك فقد كان من الاجدر به أن يمتنع سابقًا ولاحقًا عن سياسة التواطؤ وأن يتشاور مع العقلاء ليرشدوه على الطريق الصحيح قبل أن يوجه الاتهامات للآخرين" .
تحذير الصدر من ردٍ قاسٍ واوضح مكتب المالكي "أن من حق مقتدى أن يمارس الدعاية الانتخابية المبكرة، لكن عليه ايضاً أن لا يستخف بعقول وذاكرة العراقيين الذين يعرفون جيدًا من قتل ابناءَهم في ظل ما كان يسمى بـ(المحاكم الشرعية) سيئة الصيت، ومن الذي كان يأخذ الاتاوات والرشاوى وشارك في الفتنة الطائفية والقائمة تطول (في اشارة الى الصدر). كما يتذكر العراقيون الشرفاء ايضًا من تصدى بحزم وقوة بوجه تنظيم القاعدة الارهابي وسطوة ميليشيات مقتدى التي اشاعت القتل والخطف وسرقة الاموال في البصرة وكربلاء وبغداد وباقي المحافظات (في اشارة الى المالكي الذي قاد عام 2007 حملة عسكرية ضد مسلحي جيش المهدي التابع للصدر في عدد من المحافظات). وعبّر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي عن امله في أن يكون "هذا البيان هو الأخير في ردنا على السيد مقتدى ومن يتحالف معه، وأن لا يضطرنا للرد مرة أخرى لأنه سيكون قاسيًا جداً، فالشعب العراقي الذي عانى طويلاً من الحقبة المظلمة لحزب البعث وما اعقبها من سطوة القاعدة والميليشيات، يستحق منا العمل الدؤوب لخدمته ليكون في طليعة شعوب العالم المتقدم".
الصدر هاجم زيارة المالكي للولايات المتحدة وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انتقد وبشدة زيارة المالكي الاخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية متهماً اياه بأنه ذهب من دون اخذ الأذن أو إخبار البرلمان، ومن دون مشورة الاصدقاء أو الشركاء.واشار الصدر في بيان السبت الماضي الى أن وجود المالكي بين يدي رئيس اكبر دول الاستكبار يعكس صورة سوداء عن المذهب وعن العراق ،متهمًا اياه بـعدم التوازن في خطابه امام أكبر دول الاحتلال، وكان من الاجدر به أن يستغيث بشركائه في العراق بدلاً من أن يستجدي من دول اوصلت العراق الى قعر الهاوية. وعبّر الصدر عن امله في أن "يرى رئيس الوزراء واقفًا بين ابناء شعبه في الانبار أو الموصل أو في ديالى أو في المناطق المعدمة في بغداد أو المناطق التي يعصف بها الارهاب أو في محافظات الجنوب لاجل الدعاية الانتخابية بدل أن يقف بين يدي رئيس أكبر دول الاستكبار العالمي، فبذلك يعكس صورةسوداء عن المذهب وعن العراق". وأضاف "تمنيت أن يجمع كل الاطراف العراقية لكي ينتشل العراق من تلك الخلافات والصدامات والصراعات فنحن اولى بالعراق من جيش الظلام ، وكم تمنيت أن يقف بين يدي دول صديقة مثل روسيا والصين لنقف معًا لنخرج العراق من أسوأ أيامه ". وخاطب الصدر المالكي قائلاً "لن تكون صفقاتك مع اميركا ذات نفع اقتصادي وأنت تحاربكل من يخدم الشعب من محافظين ووزراء وغيرهم ، ولن تنفعك اميركا لا باستخباراتها ولا بغيرها لأنهم لا يريدون إلا مصالحهم ليس إلا". واضاف "إن كنت تريد ولاية ثالثة فلا يعني تبريرك لزيارتك التي كلفت الملايين من الدولارات، فالتفت لشعبك واعترف بضعفك وبفشلك فهذا ليس عيبًا بل الاعتراف بالخطأ فضيلة". وقال الصدر في تعليقه للمالكي على علاقة العراق مع دول الجوار والاصدقاء "إن العلاقة مع دول الجوار والاصدقاء ودول الربيع العربي اصبحت عداء وخصومة بفضلك". وتمنى الصدر على المالكيعدم جعل المسؤولية بيد أميركا قائلاً "اذا ابتعدت عنها ـ يقصد اميركا- فنحن على اتم الاستعداد لنقف صفًا واحدًا لانقاذ العراق ليس من الارهاب فحسب، بل من الفساد أيضًا"، كما قال. يذكر أن العلاقات بين الصدر والمالكي طالما تشهد خلافات وتراشقاً في التصريحات، وقد تعمقت هذه الخلافات اثر تحالف التيار الصدري مع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي برئاسة عمار الحكيم ضد ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي خلال الانتخابات المحلية التي جرت في نيسان (ابريل) الماضي وتنسيقهما في انتزاع مجالس المحافظات من دولة القانون في عدد من هذه المحافظات.