لا تقدم رغم إجراء 18 لقاء تفاوضيًا
من دون تدخل أميركي... مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلى الفشل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ثلاثة أشهر من اللقاءات التفاوضية لم تحلحل الأجواء بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وكلما تعثرت المحادثات، يزداد إقتناع المتابعين بأن الفشل سيكون مصير مفاوضات السلام، إلا في حال تدخل أميركي.
رام الله: على الرغم من إجراء 18 لقاء تفاوضيا في غضون ثلاثة اشهر بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين، تبدو محادثات السلام متجهة الى الفشل الا في حال تدخل الاميركيين بحسب ما اعلن مصدر فلسطيني مقرب من الملف ووسائل الاعلام الاسرائيلية.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على ملف المفاوضات اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان "الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني لم يتلقيا حتى الان اي مقترحات اميركية رسمية تتنبأ بانفراج في العملية السياسية واستئناف المفاوضات بينهما".
واضاف "عقد خلال فترة الثلاثة اشهر اكثر من 18 لقاء تفاوضيا، قدم خلالها الجانب الفلسطيني موقفه للحل فيما لم يقدم الجانب الاسرائيلي حتى الان اي موقف تفاوضي واكتفى بدور المستمع او المعلق على المواقف الفلسطينية" مشيرا الى انه لم يعلن قبول او رفض المواقف الفلسطينية.
وبحسب المصدر فان المفاوضات "تمر الان بأزمة حقيقية وهناك تباعد في موقفي الطرفين حيث كان من المفترض ان يتم تقليل الهوة او جسرها ولكن الحقيقة انها تتسع وتتعمق بين الجانبين".
وكرر المفاوضون الفلسطينيون مطلبهم بان تجري المفاوضات على حدود عام 1967 اي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
واكد المصدر ان الاقتراح الفلسطيني ينص على "ممر آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبارهما وحدة جغرافية واحدة، ولدولة فلسطين مياه اقليمية على البحر المتوسط تحدد وفقا للقانون الدولي".
واشار المصدر ايضا إلى ان "دولة فلسطين تقبل بانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال على ان يتجاوز ذلك ثلاث سنوات" مؤكدا "لن تقبل دولة فلسطين باي وجود اسرائيلي على أراضيها بعد استكمال الانسحاب الاسرائيلي وتقبل بوجود طرف ثالث على اراضيها ضمن اتفاق يتم بينها والطرف الثالث بمباركة من الجامعة العربية".
وكررت اسرائيل انها تسعى للحفاظ على وجود عسكري طويل الامد في غور الاردن وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشدة.
وقال نتنياهو في افتتاح الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاحد "يجب على الحدود الامنية الاسرائيلية ان تبقى (في إطار التسوية النهائية) على طول نهر الاردن".
وشدد المصدر الفلسطيني على ان دولة فلسطين ستكون "صاحبة السيادة على اجوائها ومعابرها البرية وموانئها البحرية والمجال الكهرومغناطيسي وستقبل تبادلا طفيفا للاراضي بالقيمة والمثل بنسبة 1,9%".
وفي ما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين اوضح المصدر انه يجب ان يكون هناك "حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين على اساس القرار 194 وعلى دولة إسرائيل تحمل مسؤولياتها ازاء مأساة اللاجئين" مؤكدا انه من خلال ذلك "نستطيع التعهد بمبدأ انهاء الصراع والادعاءات".
وبحسب المصدر، فإن الجانب الاسرائيلي لم يطرح مواقف رسمية ولا ردا رسميا على المقترحات الفلسطينية.
وفي ما يتعلق بالحدود اشار المسؤول الى ان الوفد الاسرائيلي رفض القبول بحدود 1967 مشيرا الى انه "يجب ان يتم تبادل الاراضي حسب احتياجات اسرائيل الامنية وحسب التغييرات الديموغرافية التي حصلت منذ عام 1967 وحتى الان".
وتابع المصدر"يرفض الوفد الاسرائيلي اقتسام الاجواء والمياه والمجال الكهرومغناطيسي لان المنطقة صغيرة" موضحا ان الاسرائيليين اقترحوا "تخصيص خطوط للطيران وكميات من المياه لكن دون سيادة على الاجواء او داخلها".
وخلص المسؤول الى ان "مجمل المواقف الاسرائيلية تعني ان لا سيادة للفلسطينيين على اي شيء، سواء كان حدودا برية او بحرية او نهرية او جوية".
بينما نفت متحدثة باسم وزير الخارجية الاميركي جون كيري المتوقع وصوله الاربعاء ما ورد في وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الولايات المتحدة تستعد لتقديم مقترح خاص بها في كانون الثاني/يناير المقبل للخروج باتفاق موقت جديد وهو خيار يرفضه الفلسطينيون.
وقالت جنيفر بساكي "تظل كافة الاطراف مصممة على التوصل الى اتفاق حول الوضع النهائي بنهاية فترة التسعة اشهر" في رد على مقال نشرته صحيفة يديعوت احرونوت ذكرت فيه ان كيري ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وافقا على مقترح اميركي لاتفاق موقت لوضع الخطوط العريضة للاتفاق النهائي.
ونقلت صحيفة هارتس الاسرائيلية عن زعيمة حزب ميريتس اليساري المعارض زهافا غالؤن الاثنين قولها ان واشنطن ستقدم في كانون الثاني/يناير خطتها لمشروع اطار اتفاق للوضع الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين.
واستأنفت اسرائيل والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة في اواخر تموز/يوليو الماضي عقب ضغوط كبيرة من واشنطن، بعد تعثرها لثلاثة أعوام.