الحكومة تخصص 84 مليون دولار لمراسم محرم
استنفار عراقي في عاشوراء والحكيم يحذر من "اليزيديين الجدد"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت القوات العراقية عن استنفار أجهزتها الأمنية لتأمين مراسم عاشوراء التي يشارك فيها ملايين الأشخاص. وبدورها، أعلنت الحكومة تخصيص مبلغ 84 مليون دولار لمحافظة كربلاء لتغطية نفقات المراسم العاشورائية والزيارات الدينية.
لندن: فيما عطل العراقيون اليوم، سنة وشيعة معًا، في مصادفة نادرة لمناسبة بدء العام الهجري الجديد، استنفرت القوات الأمنية أجهزتها لتأمين احياء مراسم عاشوراء التي يشارك فيها الملايين من داخل البلاد وخارجها لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي، بينما أعلنت الحكومة تخصيص مبلغ 84 مليون دولار لذلك، فيما حذر الحكيم من الارهابيين الذين سمّاهم اليزيديين الجدد.
ففي مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) أعلن مكتب المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني أن اليوم الثلاثاء هو أول ايام رأس السنة الهجرية واول ايام شهر محرم، وذلك بعد أن أعلن الوقف السني ذلك ايضاً حيث تشكل بداية هذه السنة اتفاقًا مشتركًا بين الطائفتين.
وقد أعلنت الحكومة العراقية التي أصدرت أمراً بتعطيل الادارات والمصالح العامة اليوم عن تخصيص مبلغ 84 مليون دولار لمحافظة كربلاء، حيث مرقد الامام الحسين والتي تشهد المراسم بمشاركة الملايين، وذلك لتغطية نفقات هذه المراسم والزيارات الدينية الاخرى، كما قال بيان رسمي تسلمت نسخة منه "إيلاف".
وشهدت مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) الليلة الماضية مراسم تبديل راية قبة مرقد الامام الحسين بن علي بن أبي طالب، بحضور عدد من الشخصيات الدينية يتقدمهم وكيل المرجعية عبد المهدي الكربلائي ورئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري، حيث تم تبديل الراية من اللون الاحمر إلى الأسود إيذاناً ببدء شهر محرم الحرام وذكرى واقعة الطف في كربلاء التي قتل فيها الامام عام 61 للهجرة.
الحكيم يحذر من "اليزيديين الجدد"
وقد حذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أصحاب المواكب الحسينية الزاحفة إلى كربلاء من مناطق مختلفة من العراق ممن أسماهم اليزيديين الجدد، في إشارة إلى منفذي التفجيرات ومستهدفي المشاركين في مراسم عاشوراء، مشددًا على ضرورة الحفاظ على أرواح الناس والتعاون مع الأجهزة الأمنية.
ودعا في مؤتمر المواكب الحسينية التاسع أصحاب هذه المواكب إلى أن يكونوا "قدوة للناس"، مؤكداً "ضرورة اختيار الأماكن والتوقيتات التي لا تتعارض مع حركة الناس، فضلاً عن التقيد بقداسة الشعائر الحسينية ". وقال "إن الشعائر الحسينية تعبير عن الانتماء والسلوك والعقيدة وكلما كانت العقيدة أعمق كلما كان التعبير أوضح".
وأضاف أن الشعائر الحسينية لها بعد اجتماعي لتعبيرها عن التعاضد والتراحم بين الجماعة، ولها اثر سياسي بتعبيرها عن القوة والعزة، ولها اثر نفسي بتعبيرها عن الانتماء وحسم قرار الإنسان. وحذر من تحركات ومحاولات "اليزيديين الجدد" لتفجير هذه المواكب وقتل المشاركين فيها، حيث تشير كلمة اليزيديين إلى يزيد بن معاوية بن ابي سفيان الخليفة الاموي المسؤول عن فاجعة الطف.
ومن جهته، دعا ممثل المرجعية الشيعية في اوروبا الخطباء والمبلغين الذين يشاركون في احياء مراسم عاشوراء إلى كشف أسرار "النهضة الحسينية في عصر طغى فيه المنكر على المعروف والتبس الحق فيه بالباطل وصار الكذب فضيلة، والصدق رذيلة مما أخرج البعض من الناس عن منهج الإسلام حتى جرّهم إلى الانحراف الفكري والعقائدي والسلوكي، نتيجة تدنيس روحيتهم بشهوات الدنيا وملذاتها فباعوا آخرتهم بدنيا زائلة، وتنكروا للعقيدة والمبدأ"، كما قال في بيان موجه إلى المشاركين في هذه المراسم.
وطالبهم بالابتعاد "عن ذكر ما يسيء إلى رموز جمهور المسلمين لأنهم إن فعلوا عكس ذلك مكّنوا الأعداء من الوقيعة بالجميع، كما يفعلونه اليوم من قتل الابرياء وازهاق ارواح الصلحاء عبر مفخخاتهم واحزمتهم الناسفة واسلحتهم الكاتمة ونشر الطائفية البغيضة".
وشدد على ضرورة الابتعاد عن نقل الخرافات والاساطير وعدم نقل الاحاديث والروايات التي لم تثبت صحتها عن رسول الله والائمة والاهتمام بتثقيف الناس وتوعيتهم اجتماعياً، وتضمين الخطابة قصصاً تاريخية تكون فيها العبرة لحاضرهم ومستقبلهم. كما حذرهم من عدم نسيان "الجزء المهم من موضوع المجالس الحسينية باستدرار الدمعة والجزع والمصيبة على ما أصاب الحسين وآله من خلال عرض ظلاماته".
بدء تنفيذ خطة أمنية
واليوم بدأت القوات الأمنية العراقية حالة استنفار قصوى وتنفيذ خططها الأمنية الموضوعة لتأمين مراسم عاشوراء ووصول ملايين العراقيين إلى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين، وذلك بمشاركة اكثر من 100 الف عسكري بحماية طائرات القوة الجوية في مختلف محافظات الوسط والجنوب.
وقد دأبت الجماعات المسلحة على استهداف الزائرين خلال المناسبات الدينية وتنوعت أساليبها بين الهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة واللاصقة والعجلات المفخخة رغم تطبيق الأجهزة الأمنية خططاً لحماية الزوار تنشر خلالها الآلاف من عناصر الأمن غير أن تلك الإجراءات لم تمنع بشكل نهائي عمليات استهداف الزائرين.
وأكد محافظ كربلاء عقيل الطريحي اعتماد الجهد الاستخباري ركيزة اساسية ضمن الخطط التي وضعت لتأمين الزيارات المليونية في عاشوراء، حيث بدأ سكان كربلاء استعداداتهم لإحياء مراسمها ونصب المواكب الحسينية وسرادقات العزاء ورفع الرايات السوداء في مركز المدينة والطرق الخارجية.
ومن جهته، أعلن قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي عن البدء بتطبيق الخطة الأمنية الخاصة بشهر محرم الحرام في محافظات الفرات بكربلاء والنجف وبابل والقادسية وقال خلال مؤتمر صحافي إن تنفيذ الخطة الأمنية يجري بمشاركة قوات مشتركة من الجيش والشرطة وتفعيل الجهد الاستخباراتي ودعم الخطة الأمنية بالعناصر النسوية.
وأشار إلى أنّ قطعات من الجيش ستعمل على تأمين حدود النجف الخارجية وخاصة باديتها مع المملكة العربية السعودية بمساندة قوات الحدود وبدعم من طائرات القوة الجوية. واوضح أن العمل جارٍ لتأمين الطرق الرابطة بين بغداد والحلة جنوبها وصولاً إلى كربلاء من خلال طيران الجيش والقيام بعمليات استباقية لملاحقة المجاميع المسلحة.
بغداد تستنفر وتفتش الداخلين والخارجين منها
كما بدأت قيادة عمليات بغداد تطبيق خطة أمنية خاصة بذكرى عاشوراء الامام الحسين، ودعت المواطنين إلى اتباع مجموعة من التوجيهات الأمنية إلى جانب تأكيدها على التعاون مع الجهات الأمنية في ابداء المعلومة والاخبار السريع عن أية حالة مشتبه بها.
وقال الناطق باسم قيادة العمليات العميد سعد معن في تصريح صحافي إن الخطة تركز بشكل كبير على تفعيل الجانب الاستخباري وتنشيط الخطوط الساخنة للإخبار الفوري من قبل المنتسبين والعناصر الأمنية المنتشرة في مناطق متفرقة من العاصمة، فضلاً عن اخبارات المواطنين التي سيتم التعامل معها بالجدية والفورية المطلوبة.
واضاف أن الخطة ستستعين بطائرات الجيش لتأمين الزيارة الخاصة بيوم عاشوراء في مدينة الكاظمية ببغداد، حيث أن جموع المؤمنين اعتادت التوجه إلى مرقد الامامين الجوادين لأداء مراسم زيارة عاشوراء. واوضح انه تم ايضًا وضع خارطة طرق وممرات مؤمنة لحشود الزائرين لضمان سيطرة القوى الأمنية على مجريات الزيارة وتأمين حركة الزائرين ذهابًا وايابًا.
واوضح أن قيادة عمليات بغداد عملت على وضع خطط مشتركة بالتنسيق مع قيادات العمليات الأخرى في محافظات الوسط والجنوب لتقديم الدعم اللازم والعمل المشترك في خدمة الزائرين وتأمين طرق تنقلهم من وإلى مدنهم سالمين، ومنع حدوث أية خروقات أمنية قد تهدد سلامتهم أو تعكر صفو الزيارة واحياء الشعائر، حيث أن الخطة ستشمل حماية الحسينيات والمواكب الخاصة باقامة الشعائر والمواكب الراجلة والثابتة.
ودعا الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد المواطنين إلى عدم التعامل مع أية جهة غير معروفة وعدم تسلم أي مواد منها كالاطعمة والمشروبات والسلع التي تمنح على شكل هدايا للمواكب الحسينية محذرًا من أن الجماعات الارهابية قد تلحق الضرر بالزائرين عبر توزيع اطعمة غير صالحة أو مسمومة.
وقد نصبت قيادة عمليات بغداد نقاط تفتيش في مداخل ومخارج العاصمة مع نشر أطواق أمنية حول الطرق التي يسلكها الزائرون إلى مدينة كربلاء. وأضاف أن طائرات من القوة الجوية تشارك في تنفيذ الخطة الأمنية من خلال رصد حركة المسلحين خاصة وأنه قد تم الزج بعدد من منتسبي القيادة المدنيين بين جموع الزائرين لرصد أي تحركات مشبوهة للإرهابيين وإحباط عملياتهم. وأشارت إلى أنّها تنسق جهودها مع وزارة الصحة لنشر سيارات الإسعاف قرب المواكب وفي مناطق تجمع الزائرين.
ومن جانبها، أعدت دائرة صحة كربلاء خطة واسعة لتقديم الخدمات الطبية للزائرين بالتنسيق مع ادارات الصحة في محافظات بغداد والنجف وبابل، حيث تم نشر 35 مفرزة طبية في مناطق متفرقة من مركز مدينة كربلاء ومحاورها الثلاثة بإتجاه تلك المحافظات، اضافة الى نشر اكثر من 170 سيارة اسعاف وارسال 6 فرق طبية متخصصة ونحو 15 سيارة اسعاف من قبل وزارة الصحة في بغداد لإشراكها في الخطة الصحية في محافظة كربلاء.
يذكر أن المسلمين وخاصة الشيعة منهم يحيون في العاشر من محرم في كل عام واقعة الطف، حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية، باعتبار هذه المناسبة اكثر الاحداث مأسوية في تاريخهم، ولذلك تعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من ابرز المناسبات الدينية حيث يصلها مئات الآلاف من الاشخاص سيرًا على الاقدام من مختلف مناطق العراق.