ألمانيا تحيي ذكرى هجمات "ليلة الكريستال" ضد اليهود قبل 75 سنة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: تحيي المانيا السبت والاحد ذكرى "ليلة الكريستال" التي تشير الى حملة هجمات على اليهود في عهد الرايخ الثالث الذي كشف للعالم قبل 75 سنة عنف النظام المعادي للسامية.
وفي ليلة التاسع الى العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1938 وكامل اليوم الذي تلاها خربت ونهبت متاجر يهود في كافة انحاء البلاد واحرقت معابد يهودية واعتقل ثلاثون الف شخص اقتيدوا بعدها الى المعسكرات النازية.
وقيل حينها ان اعمال العنف تلك التي اسفرت عن سقوط تسعين قتيلا بين اليهود الالمان، كانت انتفاضة عفوية ردا على جريمة قتل ارنست فوم رات سكرتير السفارة الالمانية في باريس برصاص الطالب هيرشل غرينشبان (17 عاما) الذي كان يريد الانتقام لعائلته التي رحلت من المانيا مع 15 الف يهودي بولندي اخر.
لكن في الحقيقة كان نظام هتلر من نظم اعمال الشغب. وتحدث كتاب نشره مؤخرا الصحافي ارمين فوهرر المتخصص في التحقيقات، عن فرضية ان الرصاصات التي اطلقت على فوم رات اصابته في الكتف والمعدة، ربما لم تكن قاتلة بل ان القادة النازيين قرروا ان يجعلوا من ذلك الدبلوماسي "شهيدا".
وصرح ارمين فوهرر لفرانس برس "انا متيقن تسعين في المئة ان هيرشل غرينشبان لم يقتل فوم رات وان هتلر هو الذي تركه يموت". واضاف ان هتلر "ارسل طبيبه الشخصي كارل براندت الى باريس (...) كي يترك فوم راث يموت" وان النظام كتم ايضا مرضا كان الدبلوماسي يعاني منه في بطنه للاحتفاظ بالعلاقة السببية بين الرصاصات التي اطلقها غرينشبان ومقتل فوم رات.
واوضح فوهرر انه استند الى وثائق وضعت مؤخرا تحت تصرف الباحثين بينما كانت الدراسات التاريخية السابقة تفرط في الاستناد الى مصادر قريبة من الحكم النازي. وستتخلل يومي الاحتفالات فعاليات كثيرة احياء لتلك الهجمات في المانيا والنمسا.
وفي رسالة بالفيديو بثت السبت الماضي اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان تلك الاحداث "كانت حقا اسوأ لحظات في تاريخ المانيا" وان كانت المحرقة التي تلتها "حدث اكثر دراماتيكية". ودعت الالمان الى "ابداء شجاعة مدنية كي لا يتسامحوا مع اي شكل من اشكال معاداة السامية".
ويشارك الرئيس الالماني يواخيم غوك السبت في حفل تذكاري امام النصب التذكاري لكنيس مدينة ايبرسفالدي القريبة من برلين، الذي احرق في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1938. ويلقي وزير الداخلية هانس بيتر فريدريش الاحد خطابا في كنيس بوسط برلين.
كذلك سيتمكن سكان برلين من المشاركة في احياء ذكرى الضحايا. وستلصق العشرات من المحلات التجارية على واجهاتها شريطا من البلاستيك يوحي بانها مكسرة للتذكير بتكسير النازيين المتاجر اليهودية.
ودعت البلدية السكان الى تنظيف الحجرات الذهبية الخمسة الاف التي زرعت على ارصفة برلين ونقشت عليها اسماء يهود وتاريخ نقلهم الى المعسكرات امام منازلهم السابقة.
والاحد وامام بوابة براندبورغ، قلب برلين السياحي، ستقام فعاليات بوسائط اتصال متعددة يعرض خلالها شبان اشرطة فيديو قصيرة ضد العنصرية ومعاداة السامية، وسيحضر الحفل شهود وناجون من المحرقة بمن فيهم موسيقي الجاز الالماني كوكو شومن.
وسيعزف عازف الكمان البريطاني دانيال هوب ايضا مقاطع من موسيقيين طاردهم النازيون. وسيفتح مركز توثيق اطلق عليه اسم "جغرافيا الرعب" قرب ذلك المكان الجمعة الثامن تشرين الثاني/نوفمبر بمعرض عنوانه "انه يحترق! بعد 75 سنة من هجوم التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر" وسيبقى المعرض مفتوحا حتى الثاني من اذار/مارس.