قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اسلام اباد: يتوقع محللون ان يقدم الجيش الباكستاني على شن هجوم جديد على معاقل الاسلاميين بعد تولي قيادة حركة طالبان الباكستانية الملا فضل الله المعروف بانه مقاتل شرس يرفض مفاوضات السلام ويخوض نزاعا مع العسكر منذ امد طويل.واختيار الملا فضل الله مهندس اجتياح وادي سوات (شمال غرب) اللاجئ اليوم الى شرق افغانستان لقيادة حركة طالبان، قد يزيد في تسميم العلاقات بين كابول واسلام اباد في ظرف دقيق مع اقتراب انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان. وان كان الحكم في كابول يتهم منذ زمن طويل اسلام اباد بالتعاطف مع الطالبان الافغان بزعامة الملا عمر، فان بعض المسؤولين في باكستان يتهمون اليوم اجهزة الاستخبارات الافغانية بمساعدة طالبان باكستان مثل الملا فضل الله.ورأى محللون في اسلام اباد ان اختيار فضل الله لقيادة طالبان الباكستانية قد يستخدم "عملة تبادل" من قبل كابول التي تسعى تحديدا الى الضغط على جارها الباكستاني بغية ارغام الملا عمر على الانضمام الى عملية السلام الافغانية. لكن هذا الامر ينطوي على لعبة خطرة.ويقول رحيم الله يوسفزاي الخبير الباكستاني في شؤون الحركات الاسلامية في المنطقة "ان الجانبين يتحضران لمساومة او شكل من المواجهة بمعزل عما ستؤول اليه الامور، وذلك لا يبدو زاهيا جدا". وفضل الله الملقب ايضا ب"الملا راديو" بسبب خطبه النارية في الماضي عبر محطات محلية "معارض" باعتراف طالبان لمحادثات السلام مع حكومة اسلام اباد التي تسعى على غرار كابول الى التوصل الى اتفاق مع المتمردين المحليين.وكانت الاحزاب السياسية الباكستانية وحتى مؤسسة الجيش النافذة اعطت مؤخرا مباركتها لمحادثات السلام مع حركة طالبان الباكستانية التي كانت حينها بقيادة حكيم الله محسود الذي تمت تصفيته الاسبوع الماضي في ضربة قامت بها طائرة بدون طيار ندد بها الجمعة مئات المتظاهرين في المدن الكبرى في ارجاء البلاد. ولفت طلعت مسعود وهو جنرال متقاعد الى مشكلة حيوية بالنسبة لعملية السلام تتمثل في كون الملا فضل الله "العدو الاول للجيش".ففي العام 2007 اقام الملا فضل الله امارته الصغيرة في وادي سوات المنطقة الخلابة بمناظرها الطبيعية في شمال غرب البلاد قبل ان يخرجه منها الجيش بعد سنتين من ذلك. ومن معقله في الشرق الافغاني ما زال يقود عمليات ضد الجيش الباكستاني بينها هجوم دام على ضابطين كبيرين في ايلول/سبتمبر. وقال مسعود ان "تعيينه لا يترك اي هامش مناورة للمفاوضات. وسيتعين على الجيش ان يعقد العزم على شن عملية عسكرية" في معاقل طالبان.وراى محمود شاه المسؤول الامني السابق في معاقل طالبان في المناطق القبلية الذي اصبح اليوم محللا ان الحكومة قد "تسحب عرضها" لاجراء محادثات. واعتبر سيف الله خان محسود مدير مركز الابحاث حول المناطق القبلية ان باكستان ستدفع بالاحرى عملية السلام الهشة "الى خاتمة منطقية"، اي الى الفشل لتشن بعد ذلك هجوما عسكريا.وقال لوكالة فرانس برس "لو كنت من طالبان لكانت اقل مطالبي التمكن من البقاء منظمين ومسلحين مع الاحتفاظ بمعقل. لكن من غير المحتمل ان يوافق النظام الباكستاني على هذه المطالب. لذلك لا محالة من وقوع الحرب". واضاف "ان محادثات السلام ستكون مرحلة اولى تسمح بالتوصل الى توافق وطني لاستخدام القوة ضد هؤلاء الناس"، اي طالبان، موضحا انه قد تجري محادثات تسمح للحكم بالاقتراب من طالبان مؤيدين للسلام بغية عزل واضعاف قادة امثال فضل الله يرفضون اي تسوية.وكانت باكستان شنت عملية عسكرية واسعة في 2009 في وزيرستان الجنوبية المنطقة القبلية حيث تستقر قبيلة محسود التي تعتبر العمود الفقري لطالبان باكستان واعطت المتمردين اول قائدين لهم بيت الله وحكيم الله. والملا فضل الله لا ينتمي الى هذه القبيلة كما انه ليس من مواليد المناطق القبلية.فضلا عن ذلك يجري هذا الانتقال داخل حركة المتمردين مع اقتراب حدوث تغيير على رأس الجيش الباكستاني مع رحيل الجنرال اشفق كياني اواخر الشهر. ونبه مصدر عسكري طلب عدم كشف هويته الى "ان الاولوية ستتركز من الان فصاعدا على ان يشغل هذا المنصب رجل يتمتع بالخبرة في محاربة التمرد".