أخبار

وزير الخارجية المصري: القاهرة ستوسع تعاونها مع موسكو

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي السبت ان مصر ستوسع تعاونها مع روسيا بعد خلافها الدبلوماسي مع الولايات المتحدة عقب عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي. وجاءت تصريحات الوزير في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين الى مصر الاربعاء لمناقشة صفقات بيع اسلحة والعلاقات السياسية بين البلدين.

وقال فهمي ان العلاقات المتوترة مع واشنطن، التي علقت جزءا من مساعداتها العسكرية الكبيرة لمصر بعدما اطاح الجيش بالرئيس مرسي، تحسنت، بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القاهرة الاحد. الا انه قال ان مصر ستتبنى مسارًا اكثر "استقلالية" وستوسع خياراتها.

واضاف "ان الاستقلال يعني ان يكون لديك خيارات. ولذلك فان هدف هذه السياسة الخارجية هي توفير مزيد من الخيارات لمصر. ولذلك فنحن لن نستبدل، بل سنضيف". وقال "انني ارى هذه كبداية مرحلة جديدة". واشار الى ان زيارة كيري "تركت مشاعر افضل هنا في مصر".

وجاءت زيارة كيري قبل يوم من مثول مرسي امام المحكمة بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين. واضاف الوزير في المقابلة التي جرت في مكتبه المطل على النيل "ولكن ذلك لا يعني انه تم حل كل شيء. ولا يعني انه لن تكون هناك عثرات في المستقبل".
وكانت مصر ترتبط بعلاقات وثيقة مع روسيا لعدة سنوات قبل ان يوقع الرئيس الراحل انور السادات اتفاق سلام مع اسرائيل في العام 1979، والذي قاد الى منح مصر مساعدات عسكرية بنحو 1,3 مليار دولار سنويًا خلال العقود التي تلت.

وفي الشان الداخلي، قال الوزير ان حدة الاضطرابات الدموية التي شهدتها مصر عقب عزل مرسي في تموز/يوليو انخفضت، ولكن "انتهائها بشكل تام سيستغرق وقتا". وقتل اكثر من الف شخص، معظمهم من الاسلاميين، في اشتباكات، كما جرى اعتقال اكثر من الفين في حملة قمع شديد استهدف انصار مرسي من جماعة الاخوان المسلمين عقب عزله.

وقال الوزير ان مساعي الوساطة غير الرسمية للمصالحة مع الاخوان المسلمين فشلت بسبب تعنت الجماعة الاسلامية. واضاف انه "جرت محاولات غير رسمية اخرى.. ولم نر بعد التزاما واضحا من الاخوان المسلمين على رغبتهم في ان يكونوا جزءا من مصر القرن الحادي والعشرين الحديثة التي يشارك فيها الجميع، وان ذلك يمكن ان يتم بطريقة سلمية".

وتعكف لجنة من 50 عضوا حاليا على وضع دستور جديد للبلاد يمكن طرحه لاستفتاء الشهر المقبل تمهيدا لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وقال فهمي ان الدستور الجديد سيحدد ما اذا كانت جماعات مثل الاخوان المسلمين التي حظرت نشاطاتها، ستتمكن من دخول الانتخابات البرلمانية التي يؤمل في ان تجري في الربيع المقبل.

واوضح "اذا ما وضع الدستور قواعد تسمح لحزب الحرية والعدالة (حزب الاخوان المسلمين) بالمشاركة في الانتخابات، فيسمح لهم بذلك". وفي السابق كان القانون يحظر على الاحزاب الاسلامية المشاركة في الانتخابات، الا ان جماعة الاخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الاسلامية كانت تلتف على ذلك بتسجيل احزاب باجندات غير واضحة.

واكد الجيش المصري رغبته في الاحتفاظ بالمزايا الواسعة التي يمتلكها، بموجب الدستور الجديد. وقال فهمي انه لا يستطيع التكهن بالسلطات التي سيحظى بها الجيش في الدستور الجديد. ولكنه قال "هناك توجه، بل التزام، وليس توجه فقط، بان يكون هذا دستور مدني. فهي ليست دولة دينية ولا دولة عسكرية".

وكانت جماعة الاخوان المسلمين فازت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي اعقبت الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في 2011. الا ان حكم مرسي الذي لم يستمر اكثر من سنة جعل العديد ينقلبون ضد الاخوان المسلمين الذين اتهموا باحتكار الحكم وسوء ادارة الاقتصاد. وخرج الملايين الى الشوارع مطالبين باستقالة مرسي قبل ان يتدخل الجيش ويعزله.

في سياق آخر، اعرب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي السبت عن "شكوكه" المتزايدة بشان امكانية التوصل قريبا الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلطسينيين بسبب استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
وجاءت تصريحات فهمي في مقابلة مع وكالة فرانس برس عشية زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القاهرة وبعد ايام من تعثر المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلطسينيين بسبب بناء المستوطنات.

وزار وزير الخارجية الاميركي جون كيري المنطقة مرة اخرى هذا الاسبوع في سابع رحلة يقوم بها الى اسرائيل والضفة الغربية في مسعى لاعادة محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين الى مسارها.
وقال فهمي ان "عباس قبل بتسوية تاريخية بين الفلسطينيين والاسرائيليين ولا يطلب سوى دولة مترابطة الاجزاء عاصمتها القدس الشرقية".

واضاف "نحن قلقون الى درجة يمكن ان اقول انها تصل الى التشكك، ولكننا متلزمون بمحاولة تقديم المساعدة باقصى قدر ممكن".
واشار الى ان "النشاط الاستيطاني .. يتوسع ويصل كذلك الى قلب الضفة الغربية".

وفي 1979 اصبحت مصر اول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع اسرائيل مقابل انسحاب الدولة العبرية من شبه صحراء سيناء التي كانت تحتلها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف