أخبار

واشنطن تريد الاستفادة من عجلة ايران لابرام اتفاق بشأن النووي

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: تأمل الولايات المتحدة براي عدد من المحللين في الاستفادة من عجلة ايران التي تخنق العقوبات اقتصادها، لابرام اتفاق بشأن برنامجها النووي رغم المجازفة بتشويش علاقاتها مع اسرائيل والسعودية المعارضتين لاي تسوية.

فبنظر هؤلاء الخبراء الذين قابلتهم وكالة فرانس برس غداة فشل مفاوضات جنيف، ان طهران "على عجلة اكثر" من واشنطن لابرام اتفاق موقت مع القوى العظمى، فيما يرغب الاميركيون من جانبهم "جني فائدة" من هذه النافذة الدبلوماسية مع ايران لتفادي حرب جديدة في الشرق الاوسط. وقال حسين ابيش من مجموعة العمل الاميركية حول فلسطين "اميركان تاسك فورس" ان الولايات المتحدة في سعيها الى ابرام اتفاق السبت في جنيف "ربما حاولت الذهاب بعيدا بعض الشيء وبسرعة كبيرة، لكنها اندفعت بحماسة الايرانيين".

وراى الخبير "ان تلاقي الرغبات الايرانية والاميركية في تفادي مواجهة هو الذي يجعل التوصل الى اتفاق امرا ممكنا" بعد عشر سنوات من التعثر بشأن مشكلة برنامج طهران النووي المشتبه بانه يخفي مآرب عسكرية تحت ستار انشطة مدنية.

ويعارض علي رضا نادر الاخصائي في مركز الدراسات فكرة "تسرع الولايات المتحدة" في التفاهم مع ايران باي ثمن، علما بان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الدولتين منذ العام 1980. فبالرغم من الانفراج منذ المكالمة الهاتفية اواخر ايلول/سبتمبر بين الرئيسين باراك اوباما وحسن روحاني، ما زالت العلاقات مشوبة بريبة كبيرة ومطبوعة باكثر من ثلاثين سنة من المواجهة والضغينة، ما يمنع في الوقت الحاضر اعادة بناء علاقة ثقة.

واعتبر نادر ان ذلك لم يكن ليشكل عائقا امام اي "اتفاق جيد" موقت في جنيف "يحد من تخصيب اليورانيوم" ويسجل "خطوة اولى لوقف تقدم ايران نحو (امتلاك) القدرة على انتاج اسلحة نووية". وذكر هذا الخبير بان ادارة اوباما فضلت دوما الطرق الدبلوماسية لتسوية الازمة النووية. وشدد على "انه ليس موقف الولايات المتحدة الذي تغير في الاشهر الاخيرة" بل بالاحرى "ايران هي التي تريد الان التفاوض".

وفي الواقع تأمل طهران في تخفيف بعض العقوبات التي تخنق اقتصادها بشكل "محدود وقابل للانعكاس". وبخاصة تلك التي ادت الى تجميد ارصدة في مصارف دول اخرى لكن ليس في الولايات المتحدة، وهي مبالغ تقدر بعشرات مليارات الدولارات.

الا ان وزير الخارجية الاميركية جون كيري الذي توجه على عجل الى جنيف الجمعة مع نظرائه في مجموعة 5+1، نفى الاحد ان يكون يسعى الى تسريع اتفاق مع ايران، مؤكدا ان الولايات المتحدة "ليست عمياء، ولا اعتقد اننا اغبياء" في هذه المحادثات التاريخية.

ووجه ايضا رسالة جديدة الى اسرائيل والمملكة العربية السعودية اللتين تتخوفان من تقارب بين الولايات المتحدة وايران، مؤكدا "اعتقد اننا قادرون على معرفة كيف نتصرف بطريقة تخدم مصالح بلادنا والعالم وخاصة حلفائنا مثل اسرائيل ودول الخليج وغيرها من دول المنطقة".

ولفت المحللون في الواقع الى ان اسرائيل والسعودية "لا تريدان اي اتفاق" بين واشنطن وطهران. وقال تريتا بارسي رئيس مجموعة الضغط والابحاث في المجلس الوطني الاميركي الايراني "ان الاسرائيليين والسعوديين ابلغوا بانهم يريدون ان تشن الولايات المتحدة الحرب على ايران. فان كان هناك اتفاق لن تكون هناك حرب، لذلك هم منزعجون".

وراى نادر ايضا "قلقا" لدى الاسرائيليين والسعوديين في حال "تحسن العلاقات الاميركية الايرانية على حسابهم" لان ايران ستكسر "عزلتها" وستلعب "دورا اكبر على الساحة الاقليمية". واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه سيبذل "كل ما بوسعه لاقناع القوى العظمى بتفادي ابرام اتفاق سيء" مع العدو الايراني حتى ان اسرائيل ستستخدم تأثيرها على الكونغرس الاميركي الذي يريد قسم منه تشديد العقوبات.

اما في جانب الخليج فلفت ابيش الى ان هناك "فقدان ثقة في الولايات المتحدة بصفتها ضامنا للامن الاقليمي". وقال هذا الاخصائي "ان السعوديين بدأوا يتساءلون لماذا تكافىء الولايات المتحدة اعداءها وتعاقب اصدقاءها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف