قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيما يحشد العراقيون قواهم المدنية والعسكرية لإحياء مراسيم عاشوراء التي تصل ذروتها الخميس المقبل، فقد تسبب مهندس مصري يعمل بشركة نفط أميركية في مدينة البصرة الجنوبية،قام بتمزيق راية الامام الحسين، بغضب المئات من العراقيين العاملين فيها، ومحاصرتهم لمقر الشركة مطالبين بمعاقبته، الأمر الذي دعا المالكي إلى اصدار تعليماته بطرد المهندس من البلاد ودفع الشركة إلى اعلان وقف عملياتها في العراق.
المالكي يطرد المهندس والشركة توقف عملياتها فقد أمر رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بطرد المهندس المصري (سرور حسن) أحد منتسبي شركة "بيكر هوز" الأميركية العاملة في حقل الرميلة بمحافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد) اثر تمزيقه "راية الامام الحسين" .. ودعا المواطنين إلى ضرورة الالتزام وعدم التعرض للشركة النفطية. وشدد المالكي في بيان وزعه مكتبه الاعلامي على "عدم اعطاء المتربصين فرصة للتعرض للصناعة النفطية في العراق"، موضحًا أنه "وجه أيضًا الاجهزة الامنية بحفظ منشآت الشركة وملاحقة كل من يريد تخريب المنشآت النفطية" العاملة في المحافظة. وجاء طرد المهندس المصري الذي ارغم على مغادرة العراق فورًا امس، اثر رصد مجموعة من المواطنين للمهندس الذي يعمل في الشركة الاميركية النفطية العاملة في البصرة، وهو يقوم بتمزيق رايات الإمام الحسين وبعض اللافتات التي تحمل كلمات تعزية واستذكار شهر محرم الحرام ومناسبة عاشوراء العاشر منه، يوم استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في واقعة الطف بمدينة كربلاء العراقية عام 61 للهجرة. واثر ذلك، اعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية اليوم أنها أوقفت عملياتها في العراق في أعقاب احتجاجات للغاضبين من تمزيق الشعارات الحسينية وقالت في بيان إنه لم يصب أحد من منتسبيها بسوء في الحادث، ولكنها أبلغت زبائنها بأنها خضعت لحالة القوة القاهرة التي تعرضت لها عملياتها، "بسبب الاضطراب الشديد للأعمال". وقال مارتن كريجهيد، الرئيس التنفيذي لشركة بيكر هيوز، في بيان، "سنوقف أنشطتنا في العراق بينما نجري تحقيقًا بشأن هذا الحادث وحتى تستقر بيئة العمل". واضاف: "نأمل حل هذه المسألة في الوقت المناسب وأن نستأنف عملياتنا لمصلحة زبائننا ولمساندة العراق حالما يصبح الوضع آمنًا." وقالإن "التركيز الآن على أمن موظفينا ونحن نعمل مع السلطات المحلية ونأمل استئناف العمل لمصلحة زبائننا والعراق حالما يصبح الوضع أمناً."
غاضبون حاصروا مقر الشركة حاملين أسلحة بيضاء وقد حاصر مواطنون غاضبون في محافظة البصرة مقر الشركة الاميركية للخدمات النفطية داخل حقل الرميلة هاتفين بالانتقام من المهندس المصري ومن ادارة الشركة نفسها. ودخل الغاضبون الى موقع الشركة اثر فشل حرس الشركة في منعهم، حيث كانوا يحملون العصي والحجارة واسلحة بيضاء ويهتفون "لبيك يا حسين". وعلى الفور تم إنهاء خدمات المهندس في الشركة، فيما كتب مدير الشركة تعهدًا خطياً بذلك، وبعدم تكرار الأمر وتثقيف كوادر الشركة على احترام الشعائر الدينية. وقال عضو مجلس محافظة البصرة محمد المنصوري إنه يعتزم توجيه خطاب رسمي الى مجلس المحافظة للمطالبة بإلغاء عقد عمل الشركة الأميركية بعد تجاوز المهندس على لافتات وأعلام حسينية وتمزيقها. وقال المنصوري إن مجلس البصرة سيتخذ قرارًا بطرد هذه الشركة من البصرة ومحاسبة الشخص الذي تجاوز على الشعائر الحسينية قانونيًا. موضحًا أن هذا الخطاب سيقدم بشكل رسمي الاسبوع المقبل . واشار الى أن مجلس المحافظة من حقه المطالبة بهذا الأمر، لأن من تجاوز هو على ارض البصرة والتجاوز على الشعائر الحسينية والمقدسات لا يمكن السكوت عنه أبدًا، بحسب قوله. وقال المنصوري إن عشرات المواطنين الغاضبين احتشدوا قرب مقر الشركة الاميركية جراء تجاوز المهندس المصري العامل فيها "على مقدسات المسلمين عندما منع زملاءَه العراقيين من تعليق لافتات حسينية، الامر الذي اثار إمتعاضهم وغضبهم". واضاف أن وفداً يضم أعضاء في مجلس المحافظة زار مقر الشركة واطلع على تفاصيل المشكلة وناقش سبل معالجتها بحضور ضباط من قوات شرطة نفط الجنوب، حيث طلب من إدارة الشركة طرد الموظف المصري الذي اعترض على تعليق اللافتة الحسينية وتعهدها بعدم تكرار الحادث وعدم معاقبة العمال العراقيين الذين علقوا اللافتة الحسينية واحتجوا على رفعها، وهو ما وافقت عليه الادارة.
الشركة الاميركية تنفذ مشاريع نفطية بالبصرة من جانبه، قال مسؤول الإعلام في الشركة الاميركية عمر النعيمي إن "ما جرى ناجم عن سوء فهم، حيث أن الموظف اعترض على تعليق لافتة على سيارة تابعة للشركة خشية أن تتسبب بمشاكل لمستقلي السيارة عند مرورها بنقاط تفتيش"، مضيفاً أن "الموظف لم يكن يدرك مضمون اللافتة ومعناها ولا يعلم أنها تنطوي على أهمية دينية كبيرة". وأشار النعيمي في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز" الى أن "المواطنين الغاضبين، الذين إحتشدوا طيلة اليومين الماضيين قرب مقر الشركة وحاول بعضهم اقتحامها، تفرقوا بعد أن اتضحت لهم الحقيقة"، مشدداً على أن "الشركة لن تسمح لأي من موظفيها بالتجاوز على رموز دينية أو الإساءة لمقدسات المسلمين". يذكر أن الشركة الأميركية "بيكر هوز" تنفذ العديد من المشاريع النفطية في العراق وقد أنجزت مشروع مد أنابيب بحرية لتصدير النفط عبر الخليج ويعمل في مقر الشركة في البصرة عشرات الموظفين العراقيين والأجانب. وترتبط الشركةبعقود خدمات الحفر والتجهيز والدعم الفني لحقول نفطية في جنوب العراق. وكان العراق قد منح في عام 2011 عقدًا بقيمة 640 مليون دولار لشركة الخدمات النفطية الاميركية بيكر هيوز لحفر 60 بئرًا في حقل الزبير النفطي في البصرة. ومنحت شركة لوك أويل الروسية للنفط "بيكر هيوز" في اب (أغسطس) عام 2011 عقداً مدته عامان لتوفير خدمات الحفر والتجهيز الكامللـ 23بئراً في المرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة في البصرة. كما ارتبطت الشركة بعقد لتوفير التقنيات السلكية لشركة نفط الجنوب وغيرها من شركات النفط والغاز العراقيةوالمساعدة على تطوير القدرات المحلية.. اضافة الى توفير عمليات الدعم الفني وإدارة شؤون الصحة والسلامة والبيئة والبرامج والعمليات والإجراءات التدريبية للمهندسين والفنيين العراقيين العاملين لدى شركة نفط الجنوب.