بعد أيام على مرور إعصار هايان
ناجون في الفيليبين غاضبون من بطء وصول المساعدات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يحاول الناجون من إعصار هايان في الفيليبين مغادرة المناطق الأكثر تضررًا وسط ارتفاع حدة الغضب من بطء وصول المساعدات. وبعد أيام على مرور الاعصار، فقد عدد كبير من منكوبي تاكلوبان الأمل ويبذلون أقصى جهودهم للتخلص من هذا الكابوس.
تاكلوبان: يحاول آلاف الاشخاص الحصول على مقعد على متن واحدة من الرحلات النادرة التي تغادر احدى المناطق الاشد تضررًا من جراء الاعصار هايان في الفيليبين من دون ان ينجحوا في ذلك، فيما ارتفعت حدة غضب الناجين المحرومين من كل شيء بسبب البطء الشديد لوصول المساعدة.
وقد أعلنت السلطات الاربعاء وفاة ثمانية أشخاص أمس لدى انهيار جدار مستودع للأرز كانت الجموع تنهبه في الانغالانغ التي تبعد 17 كلم عن تاكلوبان، إحدى أكثر المدن تضررًا من الكارثة.
ونهبت الجموع ما يفوق مئة الف كيس يزن كل واحد منها 50 كيلوغرامًا من الأرز، كما اوضح ريكس ايستوبيريز، المتحدث باسم السلطة الوطنية للمواد الغذائية، مشيراً الى أن الجموع لم تأبه بعناصر الشرطة والجنود الذين كانوا يتولون حراسة المستودع.
من جهة أخرى، ارجئت مراسم دفن جماعي لضحايا اعصار هايان في الفيليبين الاربعاء لأن الموكب الذي ينقل الجثث اضطر للعودة ادراجه بعد اطلاق عيارات نارية، كما اكد رئيس بلدية مدينة تاكلوبان. وقال الفرد روموالديز "انتهينا من حفر الموقع للدفن الجماعي. ووضعنا الجثث في شاحنة لكن (...) وقع اطلاق نار فطلبت قوات الامن منهم العودة ادراجهم".
وبعد ايام على مرور الاعصار هايان، احد اقوى الاعاصير التي تضرب اليابسة، والذي رافقته رياح فاقت سرعتها 300 كلم في الساعة وامواج بلغ ارتفاعها اكثر من خمسة امتار، فقد عدد كبير من منكوبي تاكلوبان الأمل ويبذلون اقصى جهودهم للتخلص من هذا الكابوس.
تعب وجوع
وقد تسبب بعض منهم كانوا منهكين ومصدومين ويتضورون جوعاً بحصول تدافع صباح الاربعاء في مطار المدينة المدمرة، وتوسلوا السماح لهم بالسفر على احدى الطائرات العسكرية التي تنقل مساعدات انسانية ومعدات.
وقال الكابتن اميلي شانغ، الطبيب العسكري الذي يعالج المصابين كيفما كان في حرم المطار، "الجميع يعيش في حالة من الذعر. يقولون إن المواد الغذائية غير موجودة ولا تتوافر المياه، وهم يريدون مغادرة هذا المكان". واغمي على فتاة في السابعة من عمرها داستها الجموع. وقالت والدتها انجلين: "نحن هنا منذ ثلاثة ايام، لكننا لم نحصل بعد على رقم للسفر". واضافت: "سنموت من الجوع على الارجح".
والطائرات العسكرية فقط التي تصل الى تاكلوبان وتغادرها، ما زالت "محدودة" جدًا، والسفن مكتظة، كما اكد باتريك فولر المتحدث باسم الصليب الاحمر الدولي في آسيا المحيط الهادئ. وقال: "يمكنكم تفهم يأس الناس".
وعود بالهبات
ورغم الوعود بالهبات من المجموعة الدولية وارسال اسطول من السفن الحربية الغربية التي يحتاج بعض منها بضعة ايام للوصول، ما زالت المساعدة تصل ضئيلة، حتى لو أن السلطات اكدت الاربعاء أن جميع الطرق باتت سالكة الى الجزيرتين الاكثر تضررًا. ويجعل هذا الوضع من الصعب ايضًا وضع حصيلة للضحايا.
وتحدثت الامم المتحدة التي وجهت الثلاثاء نداء لجمع هبات بقيمة 301 مليون دولار (225 مليون يورو)، عن مصرع حوالي عشرة آلاف شخص في مدينة تاكلوبان وحدها. لكن الرئيس الفيليبيني بينينيو اكينو اعتبر أن هذا الرقم "مرتفع جدًا"، وتحدث عمّا بين "2000 الى 2500" قتيل.
الأحياء أهم من الأموات
وتحدثت الحصيلة الاخيرة الموقتة للحكومة من جهتها عن 2275 قتيلًا و80 مفقودًا، فيما لا تزال جثث متناثرة في شوارع بعض المدن المدمرة، حيث تنبعث في الهواء روائح التحلل الكريهة. وقالت رئيسة العمليات الانسانية للامم المتحدة فاليري اموس إن الامم المتحدة لم ترغب في الدخول في الجدل حول الارقام. واضافت: "نركز على الاحياء لا على الاموات".
واقر سكرتير الحكومة ريني الميندراس بأن عدد القتلى قد تجاوز توقعات السلطات. وقال الاربعاء إن "السبب الذي دفع الى التوقف عن جمع الجثث، هو أن اكياس الموتى قد نفدت". واضاف: "لكنّ لدينا اربعة آلاف كيس الآن، ونسعى للحصول على اكياس تتخطى حاجتنا".
وفي الاجمال، تقدر الامم المتحدة بأن اكثر من 11 مليون نسمة، أي ما يفوق 10% من سكان البلاد، قد تضرروا من الكارثة، وأن 673 الفًا قد تهجروا. وتقول المنظمة الدولية للعمل إن حوالي ثلاثة ملايين شخص فقدوا بصورة موقتة أو نهائية مصدر عيشهم.
مساعدة كويتية
وتواصل الاربعاء تدفق الاعلانات والوعود بتقديم مساعدات مادية أو عينية. فقد اعلنت الكويت الاربعاء تقديم مساعدة عاجلة بعشرة ملايين دولار للفيليبين التي تعرضت لاعصار مدمر ضرب اجزاء واسعة منها.
وغادرت حاملة الطائرات الاميركية جورج واشنطن وعدد كبير من السفن الأخرى للبحرية الاميركية، مرفأ هونغ كونغ الثلاثاء وعلى متنها سبعة آلاف بحار، متوجهة بأقصى سرعتها الى الارخبيل لنقل الامدادات الغذائية والمساعدة الطبية، واعلنت الولايات المتحدة الاربعاء عن ارسال سفينتين اضافيتين قادرتين على تحلية الماء.
وتحدثت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي عن "مقتل اثنين من الرعايا الاميركيين في الفيليبين"، مشيرة الى أن هذه الحصيلة يمكن أن "ترتفع". واضافت أن فريقًا من السفارة الاميركية في مانيلا سيتوجه الاربعاء الى المنطقة المنكوبة "لمساعدة الاميركيين الذين يحتاجون الى مساعدة".
واعلن متحدث باسم وزارة الدفاع اليابانية الاربعاء عن استعداد اليابان لإرسال الف جندي الى الفيليبين. ويأتي هذا الاعلان غداة ارسال طوكيو 50 عنصرًا من قوات الدفاع الذاتي لتقديم دعم طبي والقيام بعمليات نقل تلبية لطلب مساعدة قدمته مانيلا.
عمليات نهب
وفيما لم تكن السلطات قادرة حتى الآن على تأمين المياه والمواد الغذائية والادوية والملاجئ، حمل ناجون السلاح في بعض المناطق لنهب المباني التي لم تتهدم. ومن اجل ثني اللصوص عن السرقة، فرض حظر للتجول في تاكلوبان وانتشرت اربع آليات مدرعة ومئات الجنود وعناصر الشرطة في انحاء المدينة.
واذا كان الوضع في هذه المدينة "محزناً"، لا يزال القلق كبيرًا ايضا لبعض الجزر البعيدة، كما قال باتريك فولر. واضاف أن "القلق متفشٍ، ونحتاج الى ايام اذا لم يكن الى اسابيع حتى نتمكن من رسم صورة واضحة للوضع".
وأثناء اللقاء العام امام خمسين الف شخص في ساحة القديس بطرس المكتظة، تحدث البابا فرنسيس عن مأساة الفيليبين ومساعدة مئات آلاف الضحايا من جراء الاعصار. وقال متوجهًا الى الحضور "انها معارك حقيقية يجب خوضها، معارك من اجل الحياة"، مشددًا على اهمية التضامن.