العاهل المغربي في البيت الأبيض للمرة الأولى في عهد أوباما

أعلنت الولايات المتحدة أن الرئيس باراك اوباما سيلتقي الملك المغربي محمد السادس في البيت الابيض، في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في إطار أول زيارة للملك المغربي إلى البيت الابيض، منذ تسلم أوباما الرئاسة، قبل خمس سنوات.

دبي: يقوم العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة إلى الولايات المتحدة يوم الجمعة المقبل يلتقي خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الابيض: "خلال هذه الزيارة، سيبحث اوباما مع العاهل المغربي في مكافحة العنف المتطرف ودعم عمليات الانتقال الديمقراطي وتعزيز التنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط وافريقيا".

وأضاف: "هذه الزيارة ستعزز الصداقة طويلة الامد بين الولايات المتحدة والمغرب، وستعزز شراكتنا الاستراتيجية، وسيتطرق أوباما ايضا مع الملك إلى الدعم الاميركي للاصلاحات الديمقراطية والاقتصادية في المغرب".

وكان أوباما أجرى في أيار (مايو) الماضي محادثة هاتفية مع العاهل المغربي دعاه خلالها إلى زيارة واشنطن، بحسب ما اعلنه البيت الابيض في حينه، إذ أوضح أن الرجلين تحدثا عن اهمية تعميق علاقاتنا الثنائية خصوصا في الملفات الامنية ذات الاهتمام المشترك.

حوار استراتيجي

وفي الرباط، اعلن القصر الملكي في أيار (مايو) الماضي أن المحادثة الهاتفية جرت بعد تبادل رسائل بين الزعيمين بشأن ملف الصحراء الغربية. أما اليوم، فيقول القصر الملكي المغربي إن الملك محمد السادس سيجري مباحثات مع أوباما حول القضايا الاقليمية والدولية، بهدف رفع مستوى التنسيق والتعاون بينهما، واتخاذ مبادرات مشتركة لرفع التحديات التي يواجهها شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والتصدي لمخاطر التطرف والإرهاب، ودعم الاستقرار والتنمية بإفريقيا جنوب الصحراء.

وذكر بيان للقصر الملكي المغربي صدر الجمعة الماضي أن الزيارة تأتي بدعوة من اوباما، "وتندرج في إطار ترسيخ العلاقات التاريخية والإستراتيجية التي تربط البلدين، وتوطيد العلاقات الخاصة التي جمعت دائما البيت الأبيض بالقصر الملكي".

وأضاف البيان: "تهدف الزيارة إلى إضفاء دينامية متجددة على الشراكة المتميزة التي تجمع البلدين في مختلف المجالات، ومواصلة تعزيز الحوار الاستراتيجي بينهما".

بعد حدثين

وفي هذا الاطار، يقول مراقبون غربيون إن زيارة العمل هذه تأتي بعد حدثين مهمين. الأول، اعتراض المغرب على مشروع قرار أميركي وضع لدى الأمم المتحدة لتوسيع صلاحية البعثة الأممية إلى الصحراء الغربية، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة، وانتهى بسحبه بعد مكالمة حاسمة بين قائدي البلدين. والثاني، الخطاب الملكي الأخير الذي كان صارمًا مع الحلفاء والخصوم بخصوص قضية الصحراء الغربية، ولذلك سيكون اللقاء مواتيًا لمكاشفة صريحة بين البلدين.

وأضاف المراقبون أن استقبال اوباما للعاهل المغربي يبرز الشراكة العريقة القائمة بين الولايات المتحدة والمغرب، وتلخصها متابعة الحوار الاستراتيجي، الذي أطلق في ايلول (سبتمبر) 2012، والذي يشمل القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والتربية والتعليم.

وكانت الإدارة الأميركية أكدت مرارًا أن الإصلاحات في المغرب تشكل نموذجًا يحتذى به، "وتحمل الكثير من الوعود بالنسبة للشعب المغربي في محيط إقليمي تسوده الاضطرابات".

أبعد من الرؤيا الضيقة

وكتبت المجلة الأميركية نصف الشهرية ناشيونال إنتريست، المختصة في القضايا الاستراتيجية أن الدور المركزي الذي يلعبه الملك دوليًا والثقة التي يحظى بها لدى أطراف النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني يمكن أن يكون لها عمق استراتيجي يساعد على التوصل إلى حل هذا النزاع.

ولاحظت ناشيونال إنتريست أن القطاع المصرفي المغربي حاضر بقوة في القارة الأفريقية، وهناك جيل جديد من المقاولين المغاربة الذين استثمروا في جميع القطاعات بالقارة، انطلاقا من الكهرباء القروية إلى الصناعة الصيدلانية، مرورًا بالنسيج وقطاعات أخرى.

وأضافت: "يمكن الولايات المتحدة أن تستفيد من تجربة المملكة بالقارة، في إطار تعاون ثلاثي الأطراف يوفر بيئة ملائمة للأعمال بالاعتماد على الخبرة المغربية والدعم الأميركي، وزيارة الملك لواشنطن بدعوة من أوباما تشكل فرصة تاريخية لزعيمي البلدين لتجاوز الرؤى الضيقة التي طبعت الاستراتيجيات الدولية خلال القرن الماضي".