على قاعدة من يحكم في الميدان يتحكم في السياسة
إيران منتصرة على كل الجبهات ونصرالله "سيد" سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تبدو إيران المنتصر الأكبر على كل الجبهات، بعدما حقق لها حزب الله في سوريا انتصارات رفعت من مكانتها الاقليمية والدولية، بانتظار أن تنضج الطبخة مع الادارة الأميركية حول البرنامج النووي.
بيروت: من يتحكم بالميدان يتحكم بالسياسة. هذا يصح على طرفي النزاع في سوريا. من جانب المعارضة، من يتحكم بالميدان هو الكتائب المسلحة، التابعة للجيش السوري الحر في مكان، أو التابعة للقاعدة واخواتها في مكان آخر، وبالتالي، لا يملك الائتلاف الوطني لقوة المعارضة السورية زمام المبادرة السياسية فعليًا لأنه لا يمسك بيديه لجام الكتائب المسلحة والمجالس العسكرية والألوية الإسلامية.
من هنا يبدو أن الضياع السياسي والتنظيمي في الائتلاف، والعجز عن تحقيق التمثيل الحقيقي للشعب السوري، وتأليف الحكومة الانتقالية، هي أمور جد طبيعية . فبالرغم من الخسائر التكتيكية التي منيت بها قوات المعارضة، بعدما سرى قرار منع تسليحها تركيًا وإقليميًا، بانتظار أن تنضج "الطبخة" الإيرانية الأميركية، تبقى هذه القوى مسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية، وبيدها مفاتيح الحل والربط ميدانيًا، وبالتالي لا يوجد حل سياسي من دون مشاركة هذه القوى، إلا إذا كان الحل السياسي سيمر في سوريا على "جثة" كل من يقول "لا".
تكليف شرعي
في المقلب الآخر، وتحضيرًا لاجتياح القلمون التي جهز لها حزب الله نحو 20 ألف مقاتل، مجهزين بصواريخ بركان، يقال الأمر نفسه. فمنذ انتصار القصير، يتباهى قادة حزب الله العسكريون بالقول: "لولا حزب الله لسقط بشار الأسد في ساعتين". وهذا صحيح جدًا، فمقاتلو حزب الله الأشداء يقاتلون، بينما يقف جنود الأسد بعد المعارك لالتقاط الصور.
وتقول صحيفة الجمهورية في هذا السياق إن الحاكم الفعلي المقبل لسوريا أو للقسم الأكبر والحيوي منها على الأقلّ هو أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، "فمن يدير الحرب الفعلية ويحقّق الإنتصارات على الأرض في سوريا اليوم، هم مقاتلو الحزب وكوادره ونُخبته العسكرية بلا منازع، في حين يكتفي الجيش السوري بتنفيذ مهمّات القصف الجوّي".
وعلى قاعدة من ينتصر في الحرب يدير دفة السياسة، تضيف الجمهورية: "هنا مبعث التخوّف الإسرائيلي من أن تسفر المعركة الراهنة في جبال القلمون، عن ولادة الدويلة المترامية والمترابطة من ساحل اللاذقية وصولاً إلى دمشق بالتلاصق والتضامن مع دولة حزب الله في لبنان، التي يديرها السيّد نصرالله بتكليف شرعي من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي".
المطلوب تم!
التكليف الشرعي موجود، والواجب الجهادي فوق كل اعتبار. وإيران مستعدة للتضحية بأغلى من البرنامج النووي لتربح مكانة إقليمية ودولية وازنة، يؤمنها لها الوجود العسكري لحزب الله في سوريا، خصوصًا أن هذا الوجود لا يذهب سدى، بالرغم من فداحة الخسائر.
من هنا، معركة القلمون آتية، وحزب الله ذاهب إلى حسمها بكل ما أوتي من قوة عسكرية وتغطية دولية، لربما لا تعارضها الولايات المتحدة، خصوصًا بعدما حلت ذريعة الجهاديين والتكفيريين نعمة على الإدارة الأميركية لتتملص من كل تعهدات قطعتها للمعارضة السورية، وبعدما خبت كل الأصوات التي كانت تنادي بتسليح الجيش الحر، أو الكتائب المعتدلة فيه على الأقل.
فما كان مطلوبًا قد تم، وصارت إسرائيل بمأمن من شر الكيميائي السوري، إن كان بيد بشار الأسد الخطير إن وصل إلى حافة اليأس، أو بيد حزب الله، أو الجهاديين. أما اللعبة الجديدة فهي لعبة التموضع، التي تبدو إيران مقبلة عليها بشهية المنتصر على كل الجبهات، من مدينة "قارة" في القلمون إلى ضفاف "العقوبات الاقتصادية" المهددة بالجزر.