بعد ظهور محاور إقليمية حديثة باتت على قناعة أنها حرب بالوكالة
تركيا تعتمد سياسة التغيير التدريجية عبر تحالفات جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تحاول أنقرة أن تلتحق بالتغيرات الإقليمية التي بدأت تتضح معالمها عبر تقارب غربي من إيران، كي لا تجد نفسها خارج المعادلات السياسية بعدما بدا لها أن ما يجري في سوريا حرب بالوكالة إلا أنها تؤكد عدم حدوث تطور كبير في مواقفها من الأزمة السورية في المنظور القريب.
بهية مارديني: قد يبدو الموقف التركي حيال سوريا غريبًا بالنسبة إلى متابعي تصريحات المسؤولين الأتراك، خاصة إذا قارننا تصريحاتهم التي رافقت بدايات الثورة السورية مع تصريحاتهم خلال هذه الفترة. ويعزو محللون الموقف التركي إلى ظهور تحالفات جديدة في المنطقة، مما دعا الأتراك إلى ما أسموه "تصحيح مساراتهم"، بحسب مصالحهم، الأمر الذي أدى إلى انفتاحهم على موسكو وبغداد وأربيل وطهران.
حول هذا الموضوع أوضح لـ"إيلاف" عمر كوش، المحلل السياسي السوري المقيم في تركيا، أن" الساسة الأتراك تحدثوا عما يسمونه "تصحيح المسار" للسياسة الخارجية التركية، التي أسفرت عن سلسلة من اللقاءات والزيارات، والتي وطدت العلاقات مع العراق، سواء مع حكومة المالكي أم مع حكومة إقليم شمال العراق، إلى جانب محاولات إعادة الثقة للعلاقات مع إيران، وذلك بعدما خلطت الأزمة السورية الأوراق والاصطفافات في المنطقة، وأثرت على العلاقات المتبادلة بين الدول".
توزيع أدوار
واعتبر كوش أنه في هذا السياق تدخل زيارة أردوغان إلى روسيا، التي تتمتع بعلاقات اقتصادية متينة مع تركيا. وقال "يسود اعتقاد لدى صناع القرار في أنقرة أنَّ الأزمة في سوريا باتت حربًا بالوكالة، من خلال الأدوار، التي تلعبها القوى الإقليمية على الساحة السورية، بدعم وتأييد أطراف معينة في ساحات القتال وميادين السياسة على حساب الأطراف الأخرى، في نسخة مكررة من السيناريو اللبناني والعراقي، لذلك يتساءلون عن الكلفة، التي ستدفعها المنطقة من جراء هذه السياسة، وإلى متى ستستمر؟، وإلى أين ستودي بالشرق الأوسط؟".
ورأى كوش أنه "في ضوء حساباتهم يرون أن ثمة محور إقليمي جديد بدأ بالظهور على الساحة السياسية في الشرق الأوسط، عقب التقارب الأميركي الإيراني، نتيجة لسياسات باراك أوباما في المنطقة، حيث يتوقعون انضمام دول أخرى إلى هذا الحلف الجديد".
ولفت الى "تغير ما، بدأ يرسم ملامح السياسية التركية حيال الأزمة في سوريا، في ضوء تغير التحالفات، وخاصة بعد التقارب الأميركي الأوروبي مع إيران، وبما يتطلب ضمان الدور التركي في الملف السوري".
بشكل تدريجي
لكنه اعتبر أيضًا أنه لن يحدث تطور كبير في موقف تركيا حيال سوريا في المدى القريب، وفي ضوء ذلك يدعم الساسة الأتراك المعارضة السورية للذهاب إلى جنيف -2، ويؤكدون دعمهم للحل السياسي.
وكان فلاديمير بوتين الرئيس الروسي قال في مؤتمر صحافي مشترك جمعه مع رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي إن "الرئيس بشار الأسد قلق من تفاقم الأوضاع الإنسانية في سوريا"، محمّلًا "المجموعات المتطرفة مسؤولية مقتل آلاف السوريين"، وقال إنه "لا يمكن إغفال حقيقة قتال الكثير من المتشددين في سوريا وهم يتحمّلون مسؤولية العنف".
ودعا "الشركاء إلى إقناع المعارضة السورية بضرورة المشاركة في جنيف 2"، لافتًا إلى أنه على "الرغم من الخلافات مع تركيا، لكننا نبحث عن نهج مشترك لحل الأزمة السورية".
من جهته، قال أردوغان إن "المسؤولية الأساسية لقتل المدنيين في سوريا تقع على النظام"، معترفًا في الوقت عينه بأن "الجماعات المتشددة تتحمّل جزءًا من المسؤولية عن العنف أيضًا".
وأضاف رئيس الوزراء التركي أنه "علينا القيام بخطوات ثنائية من أجل إيجاد حل للأزمة السورية"، معربًا عن أمله في أن "يحقق مؤتمر جنيف 2 الذي نؤيده نتائج". ولفت أردوغان إلى أن "الدول المجاورة لسوريا تعاني من تدفق اللاجئين عليها".