أخبار

لأن الضحايا لم يتقدمن بشكاوى ضدّ من استعبدهنّ

شرطة بريطانيا كانت على علم بـ"عبيد لندن" ولم تحرك ساكنًا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الذهول هو سيد الموقف في بريطانيا، فقضية النساء اللواتي تعرضن للاستعباد مازالت تسيل حبرًا غزيرًا، خاصة مع الكشف عن تفاصيل جديدة تثبت أن السلطات كانت على علم بالموضوع ولم ترد الفعل بالشكل المناسب.

لميس فرحات من بيروت: في بلاد تتبجّح بالحريات والحقوق الممنوحة لمواطنيها، وقع نبأ "عبيد لندن" كالصاعقة على أهالي العاصمة البريطانية، لدى سماعهم باحتجاز ثلاث نساء كعبيد لأكثر من ثلاثين عاماً جنوبي المدينة.

الشرطة لم تتدخّل

لكن ما يثير الاستغراب أكثر هو إشارة بعض السكان المحليين إلى أن الشرطة كانت على علم بوجودهن لكنها كانت غير قادرة على التحرك بسبب عدم تقديم النساء لشكوى، ولأن الشرطة كانت على يقين من أنهن "مستعبدات" جسدياً وعقلياً، لحد رفض اتهام من يحتجزهن.

عثرت الشرطة على النساء الثلاث اللواتي يعانين من صدمات عقلية ونفسية، وقد تعرضن للإساءة والاحتجاز طوال ثلاثة عقود على يد زوجين اتهما بالاستعباد المنزلي، ثم أطلق سراحهما بكفالة مع مواصلة التحقيق.

السلطات ضالعة

وتقول الشرطة إن الاعتداء العاطفي والجسدي على ما يبدو كان ملازماً لحياة الضحايا الثلاث، وهنّ امرأة ماليزية (69 عامًا) واخرى ايرلندية (57 عاماً) وثالثة بريطانية (30 عاماً).

ووفقاً لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية، ادّعى مصدر محلي أن واحدة على الأقل من النساء حاولت الهرب، وأن السلطات المحلية كانت ضالعة بما يحدث في المنزل لكنها أرغمت على الوقوف جانباً لأن العلاقة "الشبيهة بالاستعباد" بين النساء وسجانيهن أرغمت الضحايا على عدم اتخاذ أي إجراءات للتبليغ أو الشكوى، مما جعل من المستحيل تقريباً بالنسبة للسلطات أن تتدخل.

وقالت الشرطة البريطانية اليوم إن اثنتين من النساء المحتجزات جمعتهما "افكار سياسية مشتركة" بالرجل الذي احتجزهما، ثم بدأوا يعيشون معاً بشكل جماعي.

بداية التحرّر

استعادت هؤلاء النسوة حريتهن بعد عشرات السنين عندما اتصلت المرأة الايرلندية بجمعية "فريدوم شاريتي" الخيرية عبر هاتف تمكنت من الحصول عليه سراً.

وقالت انيتا بريم، مؤسسة الجمعية إن النساء شاهدنها على التلفزيون بينما كانت تقوم بحملة عن الزواج القسري.

وتواصلت المنظمة الخيرية مع الشرطة بعد أن هاتفتهم المرأة. وعلى مدار أسبوع، تواصلت المنظمة مع النساء ثم رتبت للقائهن في موقع متفق عليه في 25 تشرين أول/أكتوبر الماضي بعد التأكد من أن خاطفيهن ليسوا في الجوار.

جماعة دينية أم سياسية ؟

هذه القضية التي حيرت السلطات وتركت كثيرين في ذهول ما زالت رهن التحقيق ويلفها الكثير من الغموض لا سيما في ما يتعلق بالقاسم المشترك بين أفراد هذا المنزل، وما إذا كانوا عبارة عن جماعة دينية أو سياسية سرية في البداية.

وقال مدير شرطة العاصمة لندن ستيف ريدهاوس إن "الأشخاص المعنيين وطبيعة تلك الجماعة وكيف كانت تسير الأمور، عناصر ما زالت قيد التحقيق وما زلنا نبحث عن المزيد من المعلومات".

وأضاف أن الشرطة تحقق في كيفية انتهاء تلك الجماعة وسبب استمرار النساء في العيش مع المشتبه بهما.

وضع معقّد للغاية

وتقول الشرطة إن الرجل والمرأة المتهمين باحتجاز النساء ينحدران من أصل هندي وتنزاني، قدما إلى بريطانيا في ستينيات القرن الماضي.

وقال إنه لم يتم الإبلاغ عن النساء الثلاث المفقودات منذ أن غادرن منازلهن، ووصف الحالة بأنها "معقدة للغاية وصعبة" ويعمل عليها ما لا يقل عن 37 شرطياً وضابطاً.

وقالت النائبة عن المنطقة، تيسا جويل، إنها اطلعت على مسار التحقيق من الشرطة ولا تعتقد أن القضية مسألة استعباد وحسب.

واضافت: "من غير العادل أن نسمي الامر استعباداً، انه أشبه بالاستعباد، لكن المعلومات التي سيفرج عنها خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستثبت التعقيد الهائل لهذا الوضع".

وأشارت إلى أن "هذه الأسرة غريبة للغاية، وهي قصة فريدة من نوعها وغير عادية، لكن الإكراه والخوف لا يختلف عن حالة العدد الكبير من النساء الضعيفات اللواتي لا يستطعن مغادرة علاقات مؤذية بسبب الخوف والتبعية والاعتداء الرهيب الذي يتحول إلى طبيعة في الحياة اليومية".

وشكرت جويل جمعية "فريدوم شاريتي" معتبرة ان المؤسسة الخيرية "قامت بمهمة غير عادية، ومثل هذه الجمعيات الخيرية الصغيرة تقدم الكثير لمساعدة ضحايا الرق والاتجار وغيرها من أشكال سوء المعاملة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف