أخبار

اسرائيل تندد بالاتفاق النووي الايراني وتؤكد حقها في الدفاع عن النفس

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القدس: لم تخف اسرائيل الاحد امتعاضها من الاتفاق بين ايران والقوى الكبرى بشان ملف طهران النووي معتبرة انه "اتفاق سيء" يشكل "اكبر انتصار دبلوماسي" لايران ملوحة بامكانية اللجوء الى الخيار العسكري ضد العدو اللدود للدولة العبرية.

فقد ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بهذا الاتفاق بعد ساعات من ابرامه وقال لقوى العظمى قائلا "انه اتفاق سيء يعطي ايران ما تريده تماما: رفع كبير للعقوبات وابقاء على جزء كبير من برنامجها النووي".

واضاف نتانياهو في بيان صدر اثر الاجتماع الاسبوعي لحكومته "ما تم التوصل اليه في جنيف البارحة ليس اتفاقا تاريخيا بل خطأ تاريخيا. العالم اصبح مكانا اكثر خطرا لان النظام الاخطر في العالم قام بخطوة هامة لحيازة اكثر سلاح خطر في العالم".

وتابع "الاتفاق يتيح لاسرائيل الاستمرار في تخصيب اليورانيوم وترك اجهزة الطرد المركزي في مكانها والسماح لها بانتاج مواد انشطارية لسلاح نووي".

واكد ان "الضغط الاقتصادي الذي تخضع له ايران كان يمكن ان يقود الى اتفاق افضل يسفر عن ازالة القدرات النووية الايرانية".

واضاف "اسرائيل لديها حق وواجب بالدفاع عن نفسها امام اي خطر واؤكد باسم الحكومة ان اسرائيل لن تسمح لايران بتطوير قدرة نووية عسكرية".

وراى رئيس الوزراء الاسرائيلي ان "القوى الكبرى في العالم قبلت للمرة الاولى ان تقوم ايران بتخصيب اليورانيوم" مشيرا الى انه "تم رفع العقوبات مقابل تنازلات شكلية من قبل ايران".

وتتهم اسرائيل، القوة النووية الوحيدة ولكن غير المعلنة في الشرق الاوسط، والدول الغربية ايران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج نووي مدني.

وطرح نتانياهو في السابق اربعة شروط لرفع العقوبات وهي الوقف التام لبرنامج تخصيب اليورانيوم وتفكيكه من قبل طهران وارسال مخزونها من اليورانيوم الى الخارج واقفال موقع فوردو تحت الارض لتخصيب اليورانيوم قرب قم ووقف بناء مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة.

وبحسب وسائل الاعلام فان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف لا يفي بهذه المعايير.

وبالرغم من ان القادة الاسرائيليين كانوا يتوقعون التوصل الى اتفاق ما في جنيف، لخص وزير الخارجية افيغدور ليبرمان شعور الهزيمة في اسرائيل بقوله ان اتفاق جنيف يشكل "اكبر انتصار دبلوماسي لايران".

وقال للاذاعة العامة "ان هذا الاتفاق يشكل اكبر انتصار دبلوماسي لايران التي حصلت على اعتراف بحقها المشروع المزعوم في تخصيب اليورانيوم".

وفي معرض رده على سؤال حول احتمال توجيه ضربة اسرائيلية الى ايران، اكتفى ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا القومي المتطرف بالتأكيد مجددا "ان كل الخيارات مطروحة".

واكد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت من جهته ان اسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف ومن حقها الدفاع عن نفسها.

وقال بينيت زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف القريب من لوبي المستوطنين "ان اسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف. ان ايران تهدد اسرائيل ومن حق اسرائيل الدفاع عن نفسها".

واضاف الوزير لاذاعة الجيش "ان الاتفاق يترك الالة النووية الايرانية سليمة ومن شأنه ان يسمح لايران بانتاج قنبلة في فترة ستة الى سبعة اسابيع. ان اسرائيل جاهزة لاي احتمال".

ولكن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز،الذي يعد معتدلا، بالحكم على الاتفاق بناء "على نتائجه".

وقال بيان صادر عن مكتب بيريز ان ما تم توقيعه في جنيف هو "اتفاق مؤقت. وسيتم الحكم على نجاح او فشل هذا الاتفاق بناء على النتائج وليس الكلمات".

واضاف "اريد ان اقول للشعب الايراني: انتم لستم اعداءنا ونحن لسنا اعداءكم. يوجد احتمال لحل المسألة بطريقة دبلوماسية".

ودعا عدد من المسؤولين السابقين والوزراء الى التقارب مع الولايات المتحدة للتأثير على الاتفاق المقبل.

وقال وزير المالية يائير لابيد لاذاعة الجيش "لقد كان خيارا ما بين الطاعون والكوليرا" مشيرا الى انه "من المهم ضمان ان تكون هذه فترة انتقالية وان يكون الاتفاق النهائي افضل".

وتابع "منذ البداية، ينبغي علينا العمل بشكل وثيق مع الاميركيين" مشيرا الى ان "الطريق طويل امام تحسين شروط اتفاق مستقبلي دائم".

اما وزيرة العدل تسيبي ليفني فاوصت "بالنظر الى المستقبل: يجب على اسرائيل ان تعمل بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة لتعزيز هذا التحالف الاستراتيجي واقامة جبهة سياسية مع دول اخرى مثل الدول العربية التي تعتبر ان ايران النووية تشكل تهديدا".

وراى افراييم هليفي وهو الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات (الموساد) انه "من السذاجة الاعتقاد بانه يمكننا اقناع ايران بتفكيك كافة اجهزة الطرد المركزي"، مشيرا الى انه "بالاضافة الى ذلك فان اتفاق جنيف يوفر سيطرة لم يسبق لها مثيل على المنشات النووية الايرانية".

بينما اوضح الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الجنرال الاحتياط عاموس يادلين انه حتى لو لم يتم ابرام اتفاق في جنيف "لواصلت ايران تطوير برنامجها النووي".

ودعا يادلين وهليفي الى "التنسيق مع الولايات المتحدة"بدلا من مواجهتها.

وسعى وزير الخارجية الاميركي جون كيري من جهته الى طمأنة اسرائيل. وصرح في جنيف "ان هذا الاتفاق سيجعل العالم اكثر امنا (...) واسرائيل اكثر امنا، وشركاءنا في المنطقة اكثر امنا".

وقد قام نتانياهو في السنوات الاخيرة بحملة مكثفة على الساحة الدولية خصوصا في الولايات المتحدة، لمنع حصول اتفاق مع ايران لا ينص على وقف انشطتها لتخصيب اليورانيوم.

من ناحيتهم، رحب الفلسطينيون بالتوصل الى اتفاق مشيرين الى ان الاتفاق يظهر لاسرائيل ان "السلام هو الخيار الوحيد في الشرق الاوسط".

ابرز النقاط في الاتفاق بين ايران والقوى الكبرى

في ما يلي ابرز النقاط الواردة في الاتفاق الانتقالي الذي ابرم السبت بين طهران ومجموعة القوى العظمى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى جانب المانيا) حول البرنامج النووي الايراني :

ونشر نص الاتفاق على موقع وزارة الخارجية الروسية، وموقع وكالة فارس الايرانية للانباء ويحمل اسم "خطة عمل مشتركة".

وكانت الدول العظمى الست فرضت عقوبات اقتصادية للضغط على ايران لكي توقف برنامجها النووي الذي تشتبه واشنطن وحلفاؤها بانه يخفي شقا عسكريا رغم نفي طهران المتكرر لذلك.

اتفاق السبت-الاحد يخفف بعض هذه العقوبات مقابل قيام ايران بخفض انشطة برنامجها النووي وفتحه امام عمليات تفتيش دولية اوسع لمدة ستة اشهر، وفي الوقت نفسه يجري التفاوض على "حل كامل".

ولا يشير النص الى "حق" محتمل لايران في تخصيب اليورانيوم. الا ان ايران اعتبرته تأكيدا "للاعتراف" ببرنامجها للتخصيب، في حين ان البيت الابيض اعتبر ان الاتفاق "لا يعترف بحق التخصيب".

ويتضمن الاتفاق "مرحلة اولى من ستة اشهر قابلة للتجديد باتفاق مشترك".

وينص على ان ايران "ستتخذ الاجراءات التالية بشكل طوعي" للحد من التخصيب وهي :

- "حول مخزون اليورانيوم الموجود حاليا والمخصب بنسبة 20%، تحتفظ ايران بنصفه على شكل اوكسيد يورانيوم لصنع الوقود الخاص بمفاعل البحث المدني الايراني. اما النصف الثاني فتتم معالجته ليصبح تخصيبه اقل من 5%".

- "تعلن ايران انها لن تخصب اليورانيوم الى ما فوق 5% خلال ستة اشهر".

- "تعلن ايران بانها لن تواصل نشاطاتها في مصنع نطنز وفوردو ومفاعل اراك" (الذي يعمل بالماء الثقيل).

- "لن تكون هناك مواقع تخصيب جديدة".

- "لن يكون هناك بناء لمنشآت قادرة على المعالجة".

- "رقابة مشددة" : "على ايران ان تسلم معلومات مفصلة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتضمن تصاميم المنشآت النووية ووصفا لكل مبنى في كل موقع نووي".

"يستفيد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من حق الدخول بشكل يومي، ومن دون اعلان مسبق الى موقعي فوردو ونطنز".

"تقدم ايران معلومات يتم تحديثها عن عمل مفاعل اراك".

بالمقابل تلتزم الدول العظمى الست بتخفيف العقوبات على الشكل التالي :

- "تعليق الجهود لفرض مزيد من الخفض على مبيعات ايران من النفط الخام ما يتيح للزبائن الحاليين لايران مواصلة شرائه بالمعدلات نفسها".

- "تعليق عقوبات الولايات المتحدة حول صناعة السيارات في ايران وحول الخدمات المرتبطة بها".

- "لا عقوبات جديدة من مجلس الامن مرتبطة بالنووي".

- "لا عقوبات جديدة من الاتحاد الاوروبي مرتبطة بالنووي".

- "تمتنع الادارة الاميركية عن اتخاذ عقوبات جديدة مرتبطة بالنووي".

- "اقامة نظام تمويل يتيح التجارة الانسانية لتلبية حاجات ايران".

- "تعليق عقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حول الذهب والمعادن الثمينة والخدمات المرتبطة بهما، وحول الصادرات البتروكيميائية الايرانية والخدمات المرتبطة بها".

وحسب البيت الابيض فان هذا التخفيف للعقوبات "المحدود والموقت والهادف والذي يمكن ان يلغى" يوازي نحو سبعة مليارات دولار.

بالمقابل فان غالبية العقوبات الاميركية التجارية والمالية تبقى قائمة خلال الاشهر الستة، مثلها مثل العقوبات التي يفرضها مجلس الامن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف