التطورات الدولية تتطلب تعميق ترابط دول الخليج
رؤساء البرلمانات الخليجية: من تعميق مرحلة التعاون إلى الاتحاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبّر رؤساء البرلمانات الخليجية المجتمعون في الكويت عن أهمية تعميق مرحلة التعاون في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد، مشيرين إلى الأحداث والتطورات والتغييرات في المواقف الدولية بشأن الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، التي تتطلب مزيدًا من تعميق ترابط هذه الدول.
فادية الزعبي من الكويت: في حضور ورعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، أقيم اليوم حفل افتتاح "الاجتماع السابع لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية". وتناولت كلمات رؤساء البرلمانات الخليجية ذلك التوجّه نحو تعميق مرحلة التعاون.
الهدف الأسمى
فقال رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين خليفة بن أحمد الظهراني في كلمته إن الاحداث والتطورات التي يشهدها العالم والمنطقة أثبتت أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لدول الخليج العربية إلى التحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، إنما جاءت بناء على تحليل دقيق ورؤية ثاقبة لمعطيات الواقع واستشراف للمستقبل. حيث إن هنالك الكثير من الأحداث والتطورات والتغييرات في المواقف الدولية بشأن الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، "وهي تتطلب منا جميعًا اليقظة والحذر للنهوض بمسؤولياتنا الوطنية تجاه دولنا وشعوبنا ومصيرنا المشترك".
وأضاف "لذلك، فإن وحدتنا وتماسكنا هي السبيل الوحيد والجدار المنيع الذي يقف أمام التحديات الخطيرة التي تمر بها المنطقة".
وقال إن تأييد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لمبادرة خادم الحرمين الشريفين إنما يدلل على حرصهم وتصميمهم على أن تتوّج مسيرة مجلس التعاون الحافلة بالإنجازات بالهدف الأسمى، وهو الاتحاد.
فلسطين وسوريا وجزر الإمارات
أما رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، فشدد في كلمته على أن البرلمان العربي يعتبر القضية الفلسطينية قضية محورية وقضية أمن قومي عربي. وفي هذا الصدد، ينوي البرلمان العربي عمل جلسات استماع حول متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية في مجال الأمن القومي والشؤون السياسية العربية ومتابعة ما يخص فلسطين والأراضي العربية المحتلة.
وتابع: "لذلك، فإن البرلمان العربي يدعم كل المبادرات التي من شأنها الابقاء على القضية الفلسطينية في اولويات الامن القومي العربي وقضاياه المصيرية، ومطالبين باتخاذ اجراءات ومبادرات ملموسة لدعم الصمود الفلسطيني في القدس بفقدان هويتها العربية الاسلامية منها والمسيحية في ظل الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة التي تستهدف المسجد الاقصى المبارك".
وأضاف أن البرلمان العربي يقف أيضاً خلف الدبلوماسية العربية في كل قضايا الوطن العربي. وفي هذا الصدد، فإن البرلمان العربي يدعم مطالبة دولة الامارات العربية المتحدة في استعادة جزرها المحتلة من قبل ايران بالطرق السلمية عن طريق المفاوضات المباشرة بوقت محدد أو الذهاب الى محكمة العدل الدولية.
كما يدعو البرلمان العربي إلى مساندة بناتنا وابنائنا من الشعب السوري اللاجئين في بلادهم وفي الجوار السوري، ومع قرب حلول فصل الشتاء البارد للتخفيف من معاناتهم، ويدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه المأساة الشنيعة.
الكويت ملتقى الأشقاء
ووجّه الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمته إلى أمير الكويت قائلًا إن دولة الكويت تعيش في ظل قيادتكم الحكيمة أزهى عصورها، واصحبت تتبوّأ مكانة مرموقة ومتميزة بفضل من الله العزيز الحكيم وما تبذلونه من جهود ملموسة ومخلصة على المستويين الاقليمي والدولي، حتى اضحت الكويت ملتقى للأشقاء والاصدقاء ومنتدى للحوار والتفاهم والتقارب. وما المؤتمرات الدولية التي تستضيفونها هنا في الكويت العزيزية الا دليل اكيد على السياسة الحكيمة والنهج المبارك الذي تنتهجونه لقيادة مسيرة الخير والنماء في بلد الخير والعطاء".
فليتوج التعاون بالتكامل
من جهته، قال رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم في كلمته "إن مسيرة التعاون الخليجي، فلسفة ومجلسًا ومنظومة عمل مشترك، وبعد قرابة ثلاثة عقود، أصبحت عمقًا استراتيجيًا لا بديل منه لأمننا الخليجي وركيزة أساسية ننطلق منها متكاتفين متلاحمين للدفاع عن مصالحنا وتحقيق أهدافنا المشتركة. وينبغي علينا أن نعمل دائمًا على تعزيز أركانها وتوسيع نطاقها وتوفير مقومات ديمومتها واستمراريتها".
وأشار إلى أن هذه المسيرة المباركة حققت العديد من الإنجازات المهمة وعلى أصعدة عديدة، قطف المواطن الخليجي ثمارها، وتلمس نتائجها، وأصبحت ركنًا مهماً من أركان أمنه ورخائه ومستقبله. ومن أبرز إنجازاتها الشعور المشترك والمتنامي بين دول المجلس وشعوبها بوحدة الهدف والمصير، "وهو ما ينبغي أن نحرص عليه ونعززه ونبني عليه".
وأضاف أن ما تحقق في إطار منظومة التعاون الخليجي هو من دون شك إنجاز مهم يستقطب الاهتمام ويستحق الثناء. غير أنه يبقى مرحلة مهمة ينبغي البناء عليها. فطموحات شعوبنا بالتكامل والوحدة الخليجية لا تزال تفوق ما تم تحقيقه، مما يتحتم معه الإسراع في الإنجاز والإصرار على مواجهة العقبات التي تواجه المسيرة، والتفعيل المتواصل لمنظومة العمل الخليجي المشترك، والعمل الدؤوب ليتوّج التعاون بالتكامل. "فهذا ما يعمل من أجله قادتنا بإذن الله، وهو ما تتطلع إليه شعوبنا، وما ينبغي علينا عمله في إطار عملنا البرلماني المشترك، وإنني على ثقة بأننا سنمضي بإصرار في تحقيق ذلك".
تكامل برلماني حكومي
وأشار رئيس مجلس الأمة إلى سلسلة الاجتماعات الدورية لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فقال إن ما تمخض عنها من لجان ونظم وأساليب عمل هي خطوة مهمة للأمام على طريق تكامل العمل البرلماني الشعبي في العمل الحكومي. وهي كذلك إضافة مطلوبة لتكامل منظومة التعاون الخليجي وبنيانها المؤسسي. غير أن ذلك على أهميته الكبيرة ليس بكافٍ، وهو ليس إلا خطوة أولى على طريق طويل، ينبغي أن يؤدي فيه العمل البرلماني الخليجي دوره في دفع عجلة التكامل ومواجهة ما يقف أمامها من صعاب وتحديات.
أضاف "قد يكون من المهم وربما من الضروري أن نتفكر دائمًا في سبل تفعيل هذا الدور من خلال تعزيز عملنا البرلماني المشترك وتنويع وتوسيع نطاقه ووضعه على قواعد مؤسسية صلبة خصوصًا في ظل ما يحظى به من دعم ومساندة من قادة دول المجلس".
ضرورة التكامل
وأكد الغانم إن تفعيل العمل الخليجي المشترك والانتقال به من دائرة التعاون إلى آفاق جديدة ورحبة من التكامل، أصبح اليوم ضرورة ملحّة يتطلبها الأمن الخليجي، وركنًا أساسيًا لتعزيز قدراتنا التنافسية وركيزة يستند إليها سعينا الدائم إلى ترسيخ مكانتنا الدولية، خصوصًا في ظل ما يشهده عالمنا المعاصر من تغييرات متسارعة وتنافس محموم على المصالح والنفوذ.
وقال "إنني على يقين بأننا ندرك أهمية ذلك، كما ندرك حجم وخطورة التحديات التي واجهتها منطقتنا خلال السنوات القليلة الماضية على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية، والتي تمثلت في الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على اقتصادات المنطقة وحالة عدم الاستقرار السياسي، التي اجتاحت المنطقة العربية، وما تمخض عن ذلك من نتائج وآثار اقتصادية وسياسية واستراتيجية تمكنا في دول مجلس التعاون من مواجهة عواقبها واحتواء آثارها بفضل الله سبحانه وبفضل التنسيق والتعاون والعمل الجماعي والمواقف الموحدة في إطار منظومة مجلس التعاون".
واقترح الغانم تشكيل لجنة خبراء في العمل البرلماني "تختص بدراسة سبل تطوير وتفعيل عملنا المشترك وعرض توصياتها على اجتماعاتنا بشكل دوري، آملًا أن يجد هذا المقترح مساحة من البحث والتفاكر في اجتماعنا هذا نستخلص فيها العناصر المرجعية والتوجهات لإعداد تصور متكامل بهذا الشأن لبحثه في اجتماعنا المقبل".
ونوّه بأن مجلس التعاون الخليجي قد حظي باحترام وتقدير المجتمع الدولي بفضل مواقفه الإيجابية وسياسات أعضائه البناءة في دعم الأمن والسلم العالميين، وحرصهم على المشروعية الدولية، ومساهمتهم في دعم التنمية في العالم. فاستحق المجلس مكانة دولية متميزة في العلاقات الإقليمية والدولية. مؤكدًا "سنعمل بإذن الله على تعزيزها والبناء عليها". ومضيفاً "أن موقفنا في مجلس الأمة الكويتي تجاه قضايانا الخليجية والعربية والإسلامية كان وسيبقى في هذا الإطار يعكس ثوابتنا الوطنية وينسجم مع مواقف أشقائنا في دول مجلس التعاون".
حضور على مستوى عالٍ
شهد حفل افتتاح اجتماع رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والامة في دول مجلس التعاون ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم محمد الخرافي، وكبار الشيوخ، والشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح، والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح الصباح، وكبار المسؤولين بالدولة.
وسيواصل رؤساء البرلمانات الخليجية والوفود اجتماعاتهم مناقشاتهم على مدى اليوم وغداً الإثنين.