أخبار

هل يستجق جائزة نوبل التي نالها في 2009؟

أوباما يسجل نقاطًا باتفاقه مع إيران وخصومه يشككون

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتبر باراك أوباما الاتفاق مع ايران خطوة اولى جاءت متأخرة في تغيير نهج السياسة الخارجية الذي كان دائمًا يطمح اليه، ما دفعت بخصومه الجمهوريين إلى التشكيك بالاتفاق لأنه يأتي من موقع ضعف ورغبة في التقرب من اعداء اميركا على حساب اصدقائها.

يعد الاتفاق، الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات حثيثة بين طهران والقوى العظمى، اهم اختراق في اكثر من ثلاثين عامًا من الحقد بين واشنطن وايران. والامر يعني الكثير بالنسبة إلى الرئيس الاميركي، فهذا يمثل املًا بتحقيق أوجه عدة في رؤيته السياسية، بما في ذلك الفكرة القائلة إن على اميركا التحاور مع خصومها. وكذلك التأكيد على أن القوة العسكرية يجب أن تكون الخيار الاخير، والحد من الانتشار النووي يجب أن يكون في صلب السياسة الاميركية الخارجية.

رجل دولة

اذا تطورت مبادرة ايران إلى تفاهم يذهب أبعد من الملف النووي، فهذا سيعطي أوباما فرصة ليثبت أنه فعلًا رجل دولة. وكان تم التلميح لاول مرة إلى اتفاق مع ايران في العام 2007 خلال نقاش رئاسي ديموقراطي في جنوب كارولاينا. حينها، رفض اوباما تصنيف ادارة بوش لـ"محور الشر"، وصدم الدبلوماسية الاميركية باقتراحه التحاور مع اعداء الولايات المتحدة بمن فيهم ايران. وقال اوباما، مشيرًا إلى مباحثات اميركية-سوفياتية اطلقها الرئيسان جون كينيدي ورونالد ريغان، إن فكرة معاقبة دول من خلال عدم التحاور معها سخيفة.

لا حروب

وكان اوباما مد يد الولايات المتحدة إلى الخصوم اذا فتحوا قبضتهم، لكنه فشل في اقناع ايران بالتحاور خلال ولايته الرئاسية الاولى. وقبل انتخاب الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني هذا العام، لم تأت محاولات التحاور مع الخصوم بنتائج، باستثناء الانفتاح الذي اظهره المجلس العسكري الحاكم في بورما. واكد معاونو اوباما أن نجاحات السياسة الخارجية تشمل ايضًا سحب القوات الاميركية من العراق ومن افغانستان بنهاية العام 2014.

لكن الاتفاق الذي نجح اوباما في ابرامه مع ايران لا يقارن بالانجازات الكبرى التي حققها نيكسون بالانفتاح مع الصين، او ريغان بانهاء الحرب الباردة. واوباما الذي وصل إلى السلطة منتقدا حربا غبية في العراق، تعهد بتفادي النزاعات في الشرق الاوسط التي لا تعرف عواقبها. وقد كان موضع سخرية بـ"قيادة الحرب في ليبيا من وراء الكواليس" وبسبب تردده في توجيه ضربةإلى سوريا. ويفضل اوباما خوض الحرب بالطائرات من دون طيار.

استحق نوبل

وقال اوباما تعقيبا على سؤال حول ايران الاسبوع الماضي: "ان الخيارات العسكرية سيئة دائمًا". واضاف: "لها عواقب غير مرغوب فيها، وفي هذا الوضع تحديدًا لسنا واثقين من انهم لن يحاولوا انتاج اسلحة نووية اكثر فتكًا في المستقبل".

واحيانا، يسخر سياسيون بالقول إن اوباما استحق جائزة نوبل السلام التي نالها في العام 2009. لكن خصوم اوباما في المعسكر الجمهوري غير مقتنعين بالاتفاق. وينتقده كثيرون لانه تحاور مع امة اعتبرت الولايات المتحدة لعقود امبراطورية الشر.

مشككون بالرئيس

قال بوب كوركر الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاحد: "هذه الادارة تأخذ وقتًا طويلًا للاعلان عن الامور لكنها عكس ذلك في متابعتها حتى النهاية". وقال مايك روجرز الجمهوري، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب: "ايران حصلت على اذن لمواصلة التخصيب، وهذا كان شيئًا حاول العالم منعها من القيام به".

ويمكن لاوباما أن يستخدم سلطاته التنفيذية لتخفف الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على ايران مقابل تعهد طهران باتخاذ خطوات لوقف تقدمها في البرنامج النووي. والعقوبات الجديدة التي ستفرض على ايران وسيبحثها الكونغرس في كانون الاول (ديسمبر) ستدخل حيز التنفيذ خلال ستة اشهر من انتهاء فترة الاتفاق المرحلي، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي. لكن الكونغرس سيضطر إلى رفع العقوبات بموجب اي اتفاق نهائي، ويواجه اوباما مهمة صعبة في اقناع النواب المشككين، ليس فقط في ايران بل برئيسهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف