طالت قطر وتركيا
القاهرة تشن حملة دبلوماسية ضد داعمي الاخوان المسلمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأت مصر تكثف الحملات الدبلوماسية ضد الدول التي تدعم جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، مثل تركيا وقطر.
القاهرة: منذ قيام الجيش بعزل مرسي واعتقاله في 3 تموز/يوليو الماضي، اتخذت الحكومة الموقتة عدة اجراءات ضد قطر، الدولة الخليجية الوحيدة التي تدعم الاخوان المسلمين، مع اغلاق قناة الجزيرة مصر مباشر وتوقيف بعض الصحافيين العاملين فيها.
كما اكد العديد من المسؤولين الحكوميين استعداد البلاد لأن تعيد لقطر الاموال التي قدمتها لها في عهد مرسي.
وفي منتصف اب/اغسطس عندما ندد رئيس الوزراء التركي الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان بـ"المذبحة الخطيرة"، بعد مقتل المئات من انصار مرسي خلال فض اعتصاميهم في العاصمة، استدعت القاهرة سفيرها في انقرة قبل ان تقرر في النهاية السبت طرد السفير التركي وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي الى القائمين بالاعمال وهو القرار الذي ردت عليه انقرة بالمثل.
ويرى كريم البيطار مدير الابحاث في مركز العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس أن طرد السفير التركي هو نتيجة "للصدام بين قومية مصرية تزداد قوة وبين مرارة تركية بعد تعرض انقرة لعدة نكسات اقليمية منذ عام وخاصة في سوريا ما جعلها تفقد نفوذها".
من جانبه، يقول شادي حامد، مدير الابحاث في مركز بروكينغز في الدوحة إن "القادة العسكريين يقولون صراحة أنهم لن يسمحوا بأي دعم للاخوان المسلمين سواء في الداخل أو في الخارج".
لكنه اوضح أن ما يسمح للقاهرة باتخاذ اجراءات من هذا النوع هو ما تتمتع به من دعم قوى اقتصادية لها ثقلها بعد طردها الاخوان المسلمين.
وقال إن "دولاً خليجية مثل المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة قدمت مليارات الدولارات من المساعدات لمصر، الامر الذي يتيح لها هامشًا للمناورة".
وكانت السعودية والكويت اعلنتا تقديم تسعة مليارات دولار من المساعدات لمصر في الايام التي تلت الثالث من تموز/يوليو، كما وعدت بتعويض كل دولار ينقص من المساعدة الضخمة وخاصة العسكرية التي تقدمها لها الولايات المتحدة التي اطلقت تهديدات بعد القمع الدامي لاعتصامات انصار مرسي وإن كانت ترفض وصف عزله بـ"الانقلاب".
من جانبها، اعلنت الامارات، التي يحاكم فيها حاليًا 24 اسلاميًا، اماراتيًا ومصريًا، بتهمة تشكيل خلية اخوانية في البلاد، دعماً مالياً بمبلغ 4,9 مليارات دولار.
ويرى حامد أنه رغم الانتقادات الشكلية، فإنه لا توجد لدى مصر أو الولايات المتحدة أو حتى الاوروبيين "الرغبة السياسية في الذهاب الى حد المواجهة".
وعملياً فإنه "عدا تركيا وقطر، الداعمتين الرئيسيتين للاخوان المسلمين، فإن معظم الدول الاخرى اخذت علماً بالوضع الجديد في مصر وفضلت اغماض أعينها عن الانقلاب باسم الواقعية وبسبب العداء المبدئي للاسلاميين".
وهكذا، فإن الولايات المتحدة التي تدعو بانتظام الى الافراج عن مرسي، والتي جمدت جزئيًا مساعدتها للجيش المصري باتت تضاعف التصريحات المعادية للرئيس المعزول. وفي هذا الاطار، اتهم وزير الخارجية جون كيري مؤخراً الاخوان المسلمين بـ"سرقة الثورة" التي اطاحت حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.
ويرى البيطار أن الخطر الحقيقي الذي يهدد مصر ليس العزلة الدبلوماسية، وانما النضوب التدريجي للمساعدات الخارجية، حيث "أن بعض دول الخليج حذرت بالفعل من أن مساعدتها المالية لمصر هي لدعمها في وضع طارىء وأنها ليست ابدية".
وخلص الى أن "الصعوبات التي ستواجهها مصر ستكون على الارجح في المجال الاقتصادي اكثر من الشرعية الدولية للسلطات الجديدة".
ولهذه الاسباب الاقتصادية يرى مصطفى كمال السيد، الاستاذ في جامعة القاهرة، أن التوترات الدبلوماسية مع انقرة خصوصاً يمكن أن تكون "موقتة". وايضًا بالنسبة لقطر "حيث يعمل مئات الآلاف من المغتربين المصريين" لا يمكن أن تكون مصر على قطيعة تامة معها "لأن هؤلاء المصريين هم الذين سيدفعون الثمن".