أخبار

مقاتلون يتمتعون بشوكولا كيت كات ومواطنون يقرصهم الجوع

الثورة في سوريا: "جهاد" خمس نجوم!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جانب مؤلم من المأساة السورية حين تتحول البلاد إلى منتجع لجهاد خمس نجوم، ولمجاهدين أجانب يتمتعون بشوكولا كيت كات ومشروب ريد بول، فيما مواطنون يحلمون برغيف خبز.

تحول تعريف الثورة في سوريا إلى ازمة ثابتة، تختصر غالبًا بأنها معركة تختلط فيها الايديولوجيا بالسياسة والفوضى بالطائفية والمعارضة بالاقتتال. وسط هذا الواقع المأساوي، ثمة فئة من الناس مغلوب على أمرها، لا يحمل أفرادها السلاح، وليس باستطاعتهم الهرب من حياة بات فيها رغيف الخبز حلمًا يراود أطفالهم. الترويج لجهاد من فئة خمس نجوم أداة تجنيد فعّالة لمقاتلين، يتم إقناعهم بالقدوم إلى سوريا للقتال على قاعدة أن هذا "ترف لن يستمر إلى الأبد، فاستفيدوا منه قبل فوات الأوان". اندفاع الجهاديين الأجانب من بريطانيا والولايات المتحدة وأجزاء أخرى من أوروبا إلى سوريا ظاهرة جديدة نتجت من استغلال المقاتلين وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد أعضاء جدد وتقديم النصح والمشورة للمتطوعين المحتملين. كيت كات وريد بول على عكس الجهاد في أفغانستان في الثمانينات، حيث خضع مقاتلو القاعدة لتدريبات اسامة بن لادن الوهابية المتزمتة، وانقطعوا عن العالم الخارجي لعدة أشهر، فإن ليالي الجهاد في سوريا تنقضي بالألعاب عبر الإنترنت والدردشة مع الأهل في بريطانيا أو مشاهدة أشرطة فيديو تصدر عن تنظيم القاعدة. تحول الجهاد في سوريا إلى ترف "خمس نجوم" ومن أبرز متطلباته ثلاثة: جهاز آيباد وحقيبة إسعافات أولية وورق تواليت!ونقلت صحيفة تليغراف عن شيراز ماهر، المحلل في المركز الدولي لدراسة التطرف، قوله: "معظم الجهاديين الأجانب جاؤوا من المجتمعات الغربية، وهم معتادون على استخدام تويتر ووسائل التواصل الأخرى، إذ أنها منبرهم الفوري لتبادل المعلومات". اضاف: "بالمقارنة مع الحرمان في قندهار، هؤلاء الرجال في سوريا يرسلون صورًا عبر تويتر لشوكولا كيت كات ومشروب ريد بول، فوسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على تسهيل تجنيد البريطانيين وجذبهم إلى سوريا". وهذا الاختلاف الجذري في ظروف الجهاد جعل من المقاتلين الأجانب في سوريا مرتبة أعلى من غيرهم، إذ يعتبرون أن جهادهم أكثر راحة وترفًا. وكتب أحد المجاهدين في سوريا عبر موقع تويتر: "لم يتمكن أحد اخوتنا في مالي من تغيير ملابسه أو الاستحمام لمدة شهرين، سبحان الله، إنه حقًا جهاد خمس نجوم". التركيع بالتجويع الحرب المستعرة في سوريا عطلت، من ضمن ما عطلته، الإمدادات الغذائية للمواطنين، حيث غاب عنصر الغذاء الرئيسي في البلاد، أي الخبز. سياسة التركيع التي تمارسها قوات الرئيس السوري بشار الأسد اقترنت بسياسة التجويع، إذ أن الأحياء والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة تعاني نقصًا شديدًا في الخبز، ما يؤدي إلى طوابير طويلة أمام المخابز ويجعلها أهدافًا للقصف والضربات الجوية. هذا الحال أدى إلى تغيير أساليب البيع واعتماد المخابز طرقًا ملتوية، فلم تعد تبيع مباشرة للعملاء بل توزع انتاجها على أماكن أخرى في الأحياء مثل محلات إصلاح الدراجات أو الإلكترونيات، تفاديًا لهجوم محتمل. لا تضحك للرغيف السخن قال يوسف حيري، صاحب أحد المخابز في حي كلش، لصحيفة لوس انجيليس تايمز، إن الهدف من تغيير مراكز بيع الخبز بشكل دوري هو تجنب الازدحام، "فعندما يأتي أحدهم إلينا لشراء الخبز نوجهه إلى مكان آخر". وأشار إلى أن الحصول على رغيف خبز طازج تحول حلمًا نادرًا ما يتحقق، باستثناء ليلة واحدة احتشد فيها الرجال والفتيان في أحد أحياء حلب للحصول على أرغفة من الخبز الطازج، قدمت لهم مجاملة من مجلس المحافظة. كان طعم الخبز الساخن في هذه المدينة لا يقاوم، لا سيما بالنسبة للسوريين الذين يدركون أهمية الخبز، وغالبًا ما يرددون عبارة تصف تصرفات شخص عكر المزاج بالقول: "لا يضحك للرغيف السخن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف