أخبار

المتمردون السابقون يغادرون بانغي قبيل التدخل الفرنسي في افريقيا الوسطى

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بانغي: بدأ تأثير اعلان باريس التدخل في افريقيا الوسطى يعطي مفعوله حيث يقوم المتمردون السابقون الذين يرهبون السكان منذ اشهر بحزم امتعتهم ومغادرة بانغي حتى قبل بدء التدخل العسكري الفرنسي لارساء النظام في هذا البلد.

وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس انه "من جميع المناطق تأتينا نفس الاخبار بان متمردي حركة سيليكا يرحلون، انهم يغادرون بانغي".

ولم يكن بمقدور المصدر بيان اعداد المغادرين الذين قال انهم يتركون المدينة ليلا عندما تكون خاضعة لحظر التجوال. واكد هذه المعلومات مصدر مسؤول يعمل في منظمة انسانية. وبدأت عملية المغادرة عندما اعلنت فرنسا رسميا الاثنين نشر الف جندي لاستتباب النظام في جمهورية افريقيا الوسطى ودعم القوة الافريقية المنتشرة في البلاد في اطار قرار يتوقع ان يصدره مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل. وبحسب المسؤول الانساني فأنه "في غضون بضعة أيام توقفت جميع الهجمات" في المدينة التي كانت منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر مسرحا لموجة جديدة من الهجمات الاجرامية بسبب متمردين من حركة سيليكا التي اطاحت بنظام الرئيس فرنسوا بوزيزي تحولوا الى قطاع طرق بلا رحمة يهددون بجرائمهم المتكررة باثارة حرب اهلية في البلاد. وعلى عكس ما كان عليه الحال قبل بضعة اسابيع، اختفى من الشوارع الرئيسية للمدينة تقريبا الرجال الذين كانوا يرتدون زيا مشابها وهم يجوبون احياءها على متن سيارات من نوع بيك-اب. ووصل المظليون الفرنسيون المسؤولون عن حفظ أمن المطار والاجلاء المحتمل للرعايا الأوروبيين في إطار عملية "بوالي" قبل وصول تعزيزات الجيش الفرنسي. وفي شوارع العاصمة، التي يعرفها الجنود الفرنسيون جيدا، اصبحت آليات القوات الفرنسية اكثر عددا في حين يثير الانتشار الفرنسي المناقشات والامل في وضع حدد للتجاوزات. وعملية "بوالي" كانت قد دخلت حيز التنفيذ عام 2002 في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة حيث جرت قبلها عمليات اخرى مثل باراكودا، وحيث شاركت الحكومات الفرنسية المتعاقبة في باريس وعلى مدى عقود بنشاط في اقامة او اطاحة أنظمة. ولخص ضابط افريقي الوضع بقوله "بالنسبة للجيش الفرنسي فان اجراء عملية في بانغي هي اشبه بمباراة داخلية". وإذا كان لا أحد في بانغي، لا من الدبلوماسيين ولا من العاملين في المنظمات الإنسانية يشكك بقدرة الفرنسيين على اعادة النظام والامن بسرعة في العاصمة والطرق الرئيسية المؤدية إلى الكاميرون وتشاد، الا ان هناك من يتساءل حول ما يمكن ان يحصل على المدى المتوسط. وقال دبلوماسي غربي متسائلا ان متمردي حركة سيليكا "سيتركون بانغي، ولكن ماذا سيفعلون في الأدغال ومن سيذهب لينزع اسلحتهم في الغابة؟". ومنذ استقلال البلاد، كانت فرنسا تشعر بالقلق ازاء مصير بلد يعد "مفيدا" بالنسبة اليها. وقبل بضعة اشهر كان المسيحيون الذين يشكلون اغلبية السكان، يتعايشون مع المسلمين في وئام. لكن سرعان ما اثارت التجاوزات التي يرتكبها متمردو سيليكا واغلبيتهم من المسلمين توترات دفعت بالمسيحيين الى تشكيل "مجموعات دفاع ذاتي" تهاجم المسلمين. والسؤال المطروح: ماذا سيحصل هذه المرة، في حين نشأت حركات التمرد والمجموعات المسلحة التي شكلت حركة سيليكا على التخوم الشرقية للبلاد، على حدود تشاد والسودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية؟. وهذه كلها مناطق شاسعة تغيب عنها إدارة الدولة منذ سنوات وبعض المدن لايمكن الوصول اليها الا عن طريق الجو في حين ابتلعت الغابات الطرق والمسارات. ولكن رغم ذلك تثير هذه المنطقة الاهتمام. فمجموعة "اريفا" النووية الفرنسية لديها مشروع فتح منجم لليورانيوم في الجنوب الشرقي لافريقيا الوسطى. فقد علقت عملياتها في ايلول/سبتمبر 2012 بسبب انعدام الأمن المزمن في المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف